ما سر اختفاء القاعدة بعد ثورة 21 سبتمبر؟

خاص| عباس القاعدي| المسيرة نت: حلت علينا قبل أيام الذكرى 11 لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، التي ثبتت السيادة الوطنية، وحررت البلاد من الهيمنة الخارجية.
لكن المثير للانتباه أن الخونة والأعداء ممن ارتبطت مصالحهم بالخارج يصفون هذا اليوم العظيم بأنه "نكبة" وهي بالفعل نكبة على رؤوسهم ومصالحهم.
لقد رمت الثورة بالمنافقين والعملاء في أحضان أسيادهم الذين يشبهونهم في القيم والأخلاق، كما هو حال السعودي والإماراتي، ولذلك فإن عظمة وأهمية الثورة وعمق أثرها هو أن نُصغي إلى حجم الصراخ والضجيج القادم من خصوم وأعداء الثورة والشعب اليمني، فهذا الصدى العالي من الألم والوجع ليس إلا انعكاسًا لفشلهم وسقوط مشاريعهم.
في عام 2011، أظهر بعض قيادات حزب الإصلاح وجهًا عدائيًا حادًا تجاه اليمنيين، حيث رفعوا راية الانتقام بدلًا من راية التغيير والإصلاح والتسامح، اتكأوا على الدعم الخارجي، لاسيما من السفارة الأمريكية، وانقلبوا على أبناء وطنهم بخطاب متشدد، حتى بدا لسان حالهم يقول: "من ليس معنا فهو ضدنا"، كما عبّر عن ذلك صعتر بوضوح.
وفي تلك المرحلة، انشغل التيار الإصلاحي بتصفية الحسابات، واندفع في طريق الانتقام، مستهدفًا كل من خالفه الرأي أو لم يؤيد طموحاته في السلطة، أما فيما يخص تعاملهم مع رموز نظام الخائن عفاش السابق، فقد تجردوا من كثير من الأعراف والقيم الاجتماعية والقبلية التي تحكم سلوك الخصومة بين اليمنيين، والتي عادةً ما تُحتَرم حتى في أوقات الصراع.
لقد كشفوا عن وجه انتهازي، يتلون ويتبدل بحسب الظروف والمصالح، فهم يتقنون لعب أدوار الولاء الظاهري لكل سلطة، ويتأقلمون مع كل تغيير سياسي، بهدف التغلغل والتهيئة للخيانة في اللحظة المناسبة، باختصار، تصرفاتهم كانت أقرب إلى سلوك الحرباء منها إلى سلوك الخصم الشريف.
من المفارقات التي تحمل حكمة أن خونة الإصلاح لم يقعوا في انحراف أو سقوط أو خيانة إلا وقد سبق لهم أن تحدث عنها قاداتهم من المنافقين، وذكروا خبث وسوء من مارسها ووقع فيها، قبل أن يصبحوا هم أنفسهم شهداء على سقوطهم وخيانتهم وفضيحتهم، وما حديث المنافق صعتر في المقطع السابق إلا نموذجاً على ذلك.
هذا إعلام حزب النفاق الإصلاح ولسانهم المتحدث على مدار الساعة، حول كيفية استفادتهم من العدوان الأمريكي الإسرائيلي على الشعب اليمني، ويعتبرونه فرصة ذهبية، وموقف اليمن نتيجة مناصرته لغزة، يريد الإصلاحيون الخونة استغلال فرصة العدوان الإسرائيلي الأمريكي على اليمن، حتى يعودوا على ظهر دبابة "إسرائيلية" إلى السلطة في صنعاء.
إذاً، ونحن نقف على عتبات الذكرى السنوية لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، لا بد من العودة قليلاً إلى الماضي، لنكشف الحقيقة للعالم، ونذكرهم بها، حيث كان الخونة قد أوصلوا البلد إلى الانهيار الشامل، وكان البلد على مسافة قصيرة جداً من السقوط في أتون الفوضى الشاملة والضياع، التي تهندس وتشرف عليها السفارتان الأمريكية والسعودية، بهدف تقسيم البلد، ونشر الفوضى والصراعات والثغرات والدماء بين أبناء اليمن، ليأتي الأمريكي والسعودي، وتقدم دول الوصاية الأجنبية نفسها لليمنيين على أنها المنقذ، وأنها البديل، في ظل فساد وتصارع القوى السياسية التي لا همّ لها إلا كيف تسترضي الأمريكي والسعودي لتحظى بالحصة الأكبر في السلطة والثروة.
في تلك الفترة، أي قبل ثورة 21 سبتمبر، كان رئيس البلاد نفسه الخائن " هادي" يعترف بأن اسم "اليمن" بات مرادفًا للإرهاب وتنظيم القاعدة على مستوى العالم، فقد كان اليمني، بمجرد وصوله إلى أي مطار، خصوصًا في أوروبا أو الدول الغربية، يُعامل كمشتبه به، وتُوجَّه إليه العبارة الشهيرة: "على جنب"، لمجرد كونه يمنيًا، كان يُنظر إليه على أنه مشروع إرهابي أو مرتبط بالقاعدة.
فمن المسؤول عن إيصال اليمن إلى هذا الوضع؟ من الذي شوَّه سمعة اليمنيين حتى بات اليمن يُوصَف بأنه "أفغانستان الثانية"؟ بل إن وسائل الإعلام الدولية كانت تتحدث حينها عن اليمن باعتباره الوطن البديل لتنظيم القاعدة بعد أفغانستان.
والجدير بالذكر أن هذا كلّه كان يحدث في وقت لم يكن فيه موقف يمني داعم لغزة أو عمليات في البحر الأحمر، تفرض الحصار على العدو الصهيوني، وتستهدف البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية المعتدية على بلدنا، ولم تكن ثورة 21 سبتمبر قد اندلعت أو حتى بدأت ملامحها بالظهور.
ومع ذلك، كيف كان الوضع الأمني آنذاك؟ كيف كانت العاصمة؟ وكيف كانت حياة الناس، سواء المدنيين أو العسكريين؟ العودة إلى بعض ملامح تلك المرحلة مهم جدًا لفهم الفارق الكبير، وخصوصًا على الصعيد الأمني.
لذا، من الضروري أن نسترجع ملامح تلك المرحلة، فقد كانت حقبة موحشة يسودها الظلام، يعمّها الخوف وتنتشر فيها جرائم القتل والاغتيالات في كل زاوية وشارع.
ما ذُكر أعلاه لا يمثل سوى نموذج بسيط، فالجميع لا يزال يتذكر سلسلة الاغتيالات التي طالت المئات من الضباط والأفراد والكفاءات في مختلف مجالات العمل والتخصص، ولم تكن نشرات الأخبار اليومية تخلو من تقارير عن حوادث اغتيال في جميع المحافظات، وكأنها أصبحت جزءًا من المشهد اليومي.
كانت هذه الاغتيالات جزء كبير من أهدافها تصفية الكوادر المؤهلة والعقول التي يمكن أن تساهم في بناء البلد، مع تركيز واضح على الضباط وخريجي الكليات المتخصصة، سواء المدنية أو العسكرية، لا سيما في مجال الدفاع الجوي والقوات الجوية.
كما شُهد في تلك الفترة استهداف ممنهج للطائرات والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، في محاولة لتجريد اليمن من قدراته الجوية والدفاعية، وكان من الواضح أن الأمريكيين كانوا يتحضرون لعدوان مرتقب على اليمن، فسعوا إلى إضعاف قدراته العسكرية مسبقًا، مستغلين حالة الانقسام السياسي في ظل حكم نظام الخيانة السابق ومن ثم حزب "الإصلاح" وشركائه في حكومة " الوفاق" أو ما يسمى "التقاسم والشراكة"، التي تشكلت وفقًا لما يُعرف بـ"المبادرة الخليجية".
في الوقت الحاضر، كيف أصبحت صورة اليمن في أعين العالم؟ لقد أصبح لليمنيين مكانة مرموقة وسمعة طيبة، يُنظر إليهم بكل احترام وإكبار في أي مطار أو دولة حول العالم، حتى وإن كان بعضهم من المرتزقة، هذا التحول الجذري في النظرة العالمية لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة لتضحيات هذا الشعب العظيم، وجهود هذا البلد وثورته المباركة في 21 سبتمبر.
أما في تلك المرحلة السابقة، فقد كانت الأوضاع في غاية الخطورة، وكان الحديث عن ذلك واضحًا من قِبل رؤساء الشعب آنذاك، وهذا يعني أن حجم الكارثة كان هائلًا، وأن هناك مؤامرة كبيرة تُدار من غرف مغلقة، وكانت السفارة الأمريكية – حيثما وُجدت – تبث الفوضى وتغذي الصراعات والحروب الأهلية.
ومن أدوات هذه الفوضى جماعة القاعدة، التي طالما استخدمت كمبرر للتدخل الأمريكي والغربي تحت ذريعة "محاربة الإرهاب"، ففي كل بلد تحلّ فيه القاعدة، تُصبح ذريعة للتدخلات الخارجية، ولا سيما الأمريكية.
وفي تلك المرحلة المظلمة من تاريخ اليمن، كان القتل يتناوب عليه طرفان: الطرف الأول هو الأمريكي، الذي كان ينفذ المجازر بحق المدنيين، من نساء وأطفال، بطائراته دون طيار بذريعة ملاحقة عناصر القاعدة، أما الطرف الثاني، فهي الجماعات التكفيرية نفسها، التي كانت ترتكب مجازر بشعة بتفجيراتها في الأسواق والمساجد والنقاط الأمنية، مستهدفة الأبرياء.
وبين هذا وذاك، ظل الشعب اليمني ينزف دمًا، يُقتل ويُذبح من قبل الأمريكيين من جهة، ومن قبل أدواتهم من الجماعات التكفيرية من جهة أخرى، وكل ذلك كان يحدث في ظل وجود الخائن عبد ربه منصور هادي في صنعاء، حيث كانت مفاصل السلطة بأيدي الموالين لأمريكا.
ومن هنا يبرز السؤال المهم: ما جدوى كل تلك التضحيات والدماء، إذا كانت السلطة لا تزال بيد الأمريكي والسعودي؟ ولماذا استمر القتل رغم أن اليمن، في ذلك الوقت، لم يكن له موقف تجاه غزة أو غيرها؟ لماذا لم تتوقف الغارات الأمريكية، ولماذا وُاصل استهداف اليمنيين بذريعة القاعدة ومحاربة الإرهاب، رغم أن لا خطر كان يصدر من اليمن تجاههم؟
أحد المواطنين السابقين، من أقرباء ضحايا الغارات الأمريكية بالطائرات بدون طيار، كشف عن الأهداف الحقيقية لأمريكا، مشيرًا إلى أن ما يجري على الأرض ليس مجرد أحداث عشوائية، بل هو جزء من مخطط مدروس بعناية، فجرائم أمريكا لا تمر دون رد فعل، إذ يدفع الألم والغضب الناتج عن فقدان الأحبة بعض ذوي الضحايا إلى التعاطف مع الجماعات المتطرفة، وقد ينتهي الأمر بالتحاق بعضهم بها بدافع الثأر والانتقام.
وهنا تتجلى الخطة الأمريكية، التي تقوم على خلق وتوسيع تنظيم القاعدة التكفيري وغيره من الجماعات التكفيرية، لتبقى واشنطن تمتلك الذريعة الكافية لتوسيع تدخلها العسكري وفرض نفوذها على البلدان المستهدفة، هذا الأسلوب يشبه دائرة مغلقة لا نهاية لها، فأمريكا ترتكب المجازر بذريعة محاربة الإرهاب، ومن ثم تخلق تلك الجرائم بذور تطرف جديد، ما يبرر استمرار تدخلها تحت نفس الحجة والهدف. إنها لعبة خبيثة ومدروسة بدقة، حيث لا تدخل القاعدة بلدًا إلا وتستغله أمريكا والغرب كذريعة لاستباحته، وتدميره تحت مسمى "محاربة الإرهاب"، والحقيقة أن هذا الإرهاب غالبًا ما يكون مستوردًا ومصطنعًا لخدمة أجندات خارجية.
كان اليمن يشهد حالة من الاستباحة الكاملة من قبل أمريكا، تشمل أجواءه وأرضه، وحتى إنسانه وشجره وحجره، لقد وصل الأمر بالأجنبي إلى أن يريق دماء المواطنين من رجال ونساء وأطفال، في حين تقف السلطة، وعلى رأسها الرئيس، موقف المتفرج، بل والمبرر، معتبرة أن ما يقوم به الأمريكيون هو عمل مشروع يأتي في إطار "مكافحة الإرهاب".
هذا الموقف يكشف عن خيانة واضحة من قبل السلطة الحاكمة آنذاك، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والأسوأ من ذلك، أن الخائن عبد ربه منصور هادي ذهب إلى حد اعتبار هذه الجرائم التي تُرتكب بالطائرات الأمريكية بدون طيار دليلاً على "كفاءة وتطور التكنولوجيا الأمريكية"، في تجاهل تام لدماء الأبرياء التي تسفك على أرض اليمن.
هكذا كان الدم اليمني يُسفك في السابق بلا مبرر، يُقتل البسطاء الذين لا يعرفون ما هي "القاعدة" ولا من تكون، والحقيقة كان هناك مشروعًا أمريكيًا تدميريًا، معدًا لليمن قبل ثورة 21 سبتمبر، وكانوا بحاجة إلى ذريعة لتنفيذه، فجاءت "القاعدة" كغطاء جاهز. لكن من يعرف اليمنيين يعلم أنهم أهل دين واعتدال ورحمة، لا يحملون فكر القاعدة ولا نهجها، بل إن القاعدة نبتة أمريكية، زرعتها الاستخبارات الأمريكية بتواطؤ مع نظام الخيانة السابق، الذي منحهم الإذن والتسهيلات.
كما منح النظام السابق الأمريكيين حق تنفيذ الاغتيالات والغارات الجوية، مقابل أن يتبنى النظام تلك العمليات إعلاميًا، وكأنها من صنعه، وكانت البداية في عام 2002، حين استهدفت طائرة أمريكية بدون طيار سيارة تقل ستة أشخاص، على رأسهم شخص يدعى "أبو علي الحارثي"، بزعم أنهم عناصر من القاعدة.
ومنذ تلك اللحظة، توسعت أمريكا في استباحة اليمن أرضًا وسماءً، وارتكبت جرائم متواصلة بحق المدنيين في مختلف المحافظات، بالتوازي مع تنامي نشاط القاعدة، التي كانت ترتكب المذابح وتستهدف الأبرياء، تحت ذريعة محاربة أمريكا أو مقاتلة "السلطة العميلة"، بينما في الحقيقة كانت تستهدف هوية اليمن ومجتمعه وأصالته.
الخطة كانت واضحة: إما أن يتحول الناس إلى أتباع للمشروع الأمريكي، يبررون جرائمه تحت لافتة "محاربة الإرهاب"، أو يُدفعون للانخراط في الجماعات التكفيرية بدعوى الانتقام من أمريكا، لذلك كان الوضع لعبة مزدوجة أرادوا من خلالها إسقاط اليمن، فكلما توسعت الجرائم الأمريكية، تمددت الجماعات التكفيرية، وكلما زاد نفوذ هذه الجماعات، أصبحت ذريعة لأمريكا لتوسيع عدوانها، هذه هي المعادلة التي فُرضت على اليمن، معادلة لا تخدم إلا مشروع الاحتلال والهيمنة، وتستهدف اليمن أرضًا وهويةً وإنسانًا.
استغلال "علي صالح" موضوع القاعدة بل دعمها من أجل الحصول على الدعم الأمريكي#الحقيقة_لاغير pic.twitter.com/uGbRpPd7SQ
— الحقيقة لا غير (@alhaqiqalaghayr) September 22, 2025]
لقد تجاهل نظام الخيانة السابق– كما تابعنا – دماء اليمنيين الأبرياء، بل تعمّد استغلال ورقة "القاعدة" كوسيلة للبقاء في السلطة، من خلال تقديم نفسه كحليف للولايات المتحدة في ما يسمى بـ"محاربة الإرهاب"، وذلك بهدف كسب رضاها، والحصول على الدعم المالي والعسكري تحت هذه الذريعة.
لذا، لعب نظام الخائن صالح دورًا مزدوجًا؛ حيث دعم ومول بعض عناصر القاعدة سرًا، ليُظهر لأمريكا أنه لا غنى عنه، وأنه يمثل الجدار الأخير في مواجهة التنظيم، وكانت تلك لعبة خطيرة وقذرة، تم فيها التفريط بسيادة الوطن ودماء أبنائه، فقط من أجل الكرسي، ومن أجل كسب ودّ الأمريكيين، وتقديم الخدمات لهم على حساب كرامة الشعب اليمني.
هذه اللعبة، التي اتسمت بالغدر والخيانة، تحمل في طياتها أسرارًا وفضائح كبيرة، ومن الضروري أن يعيها الشعب اليمني، حتى لا ينخدع مجددًا، ولا يسمح لمن فرّط بالأرض والدماء من أجل مصالحه الشخصية ومصالح حاشيته، أن يعود ويتقمص دور "الوطني" أو "حارس الثورة"، وهو في الحقيقة مكشوف ماضيًا وحاضرًا.
والجدير بالذكر أن تدهور الأوضاع قبل ثورة 21 سبتمبر لم يكن محصورًا في الجانب الأمني فقط، بل طال مختلف مجالات الحياة، وهنا ركّزنا على هذا الجانب تحديدًا، لتسليط الضوء على أحد أبرز أسباب تحرك الشعب اليمني لاستعادة قراره، والتخلّص من الوصاية الأمريكية وأدواتها.
وحتى تكتمل الصورة الحقيقية لهذا المشهد المأساوي، من المهم التذكير بجرائم العناصر التكفيرية التي أصبحت الذريعة الرئيسة للتدخل الأمريكي في اليمن، فرغم ادعائها أنها تقاتل أمريكا والنظام العميل لها، فإنها في الواقع تستهدف الشعب اليمني مباشرة، وتقتل أبناءه عمدًا في مختلف المحافظات، دون تمييز.
المشاهد المأساوية والفظائع التي شهدناها في الماضي ليست مجرد لحظات طويت في ذاكرة الزمن، بل هي جزء من سجل طويل من الجرائم والمجازر التي ارتكبتها أمريكا، ولهذا فإن الهدف من التذكير بها اليوم هو التصدي لمحاولات من يريد يقدم من جديد الخدمة لأمريكا ويعيد المحتل الأمريكي و"الإسرائيلي" إلى البلد من جديد، تحت ذرائع وشعارات جديدة، مستغلين ذاكرة الشعوب التي قد تنسى أو تُنسى عمدًا.
لقد كانت ما تُعرف بتنظيم "القاعدة" الوجه الآخر للعملة الأمريكية؛ حيث تكامل المشروعان في تدمير اليمن، فبينما كانت الطائرات الأمريكية تقتل من الجو، كانت عناصر القاعدة التكفيرية ترتكب الجرائم والمجازر على الأرض، ومن أبرز تلك الجرائم، المجزرة التي استهدفت عشرات من طلاب الجامعات والثانوية العامة، بعضهم كان قد قضى ليلته في أماكن المجزرة " خلف السور" بهدف التسجيل في كلية الشرطة، ليُفاجأوا فجراً بانفجار عبوات القاعدة التكفيرية التي سفكت دماءهم ومزّقت أحلامهم، وخلطًت دماءهم بأوراقهم وشهاداتهم.
لقد سعت الأطراف الداعمة للقاعدة من خلال هذه الجرائم الوحشية إلى خلق مبرر للتدخل الأمريكي في اليمن، بحيث يظهر الأمريكي في صورة المنقذ الذي جاء ليحمي اليمنيين من التكفيريين، فكان التخادم واضحًا: القاعدة تذبح، وأمريكا تتدخل باسم "الحماية"، وهي في الحقيقة تسعى للوصاية والهيمنة.
ولهذا نستذكر بعض من تلك المجازر منها: مجزرة مجمع العرضي، مجزرة الأمن المركزي، مجزرتا جامع بدر وجامع الحشحوش، وذبح الجنود في حضرموت، فكانت جميعها تهدف إلى إغراق اليمن في الفوضى وسفك الدماء، لتأتي أمريكا بدور "المنقذ" على قاعدة "حاميها حراميها".
ولكن، بفضل الله، وببركة المشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، تمكّن اليمنيون من الوعي بخطورة المؤامرة، وبعد أحداث عام 2011 وسرقة ثورة الشباب، ظل الأحرار مرابطين في الساحات والميادين، حتى جاءت لحظة الوعي الكبرى في 21 سبتمبر 2014، حين انتفض الشعب وأسقط الوصاية وأدواتها، وبدأت مسيرة الاستقلال الحقيقي.
كان يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، كما وصفه السيد القائد، "يوماً من أيام الله سبحانه وتعالى". ولذلك، اليوم، عندما نتأمل في الواقع الأمني في المناطق الحرة، نلاحظ أين صارت القاعدة، وكيف اختفت واختفت جرائمها، وكذلك اختفت الطائرات الأمريكية بدون طيار، لأنه لم تعد هناك ذريعة، إذ كانت القاعدة ذريعة خبيثة تدار من قبل أجهزة المخابرات، وكان للحكام دور وإسهام في اللعب على هذه الورقة الخبيثة ليحموا كراسيهم ويسترضوا أمريكا، ولكن على حساب البلد، وعلى حساب استقلاله وسيادته، وعلى حساب دماء أبنائه ونسائه ورجاله وأطفاله.

الصحة: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على صنعاء إلى 183 شهيداً وجريحاً
أعلنت وزارة الصحة والبيئة عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على العاصمة صنعاء إلى 183 شهيداً وجريحاً معظمهم أطفال ونساء.
المجاهدين الفلسطينية: اليمن يدفع ضريبة وقوفه التاريخي المشرف نصرة للشعب الفلسطيني
أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية، العدوان الصهيوني الجديد الذي استهدف المدنيين ومواقع مدنية في اليمن.
وزير الدفاع الإيطالي يندّد بالهجوم على "أسطول الصمود" ويرسل سفينة إنقاذ للمساعدة
المسيرة نت| وكالات: وجّه وزير الدفاع الإيطالي "جويدو كروزيتو"، فرقاطة بحرية لتقديم المساعدة للمواطنين الإيطاليين بعد هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت "أسطول الصمود الدولي" المتّجه إلى غزة.-
08:04حركة المجاهدين: لن يفلح الكيان الصهيوني في كسر عزيمة اليمن شعبا وجيشا وقيادة ولن يوقف الضربات الصاروخية المباركة
-
08:04حركة المجاهدين: الشعب اليمني العظيم يدفع ضريبة وقوفه التاريخي المشرف نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم
-
08:03حركة المجاهدين: الجرائم الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين هي دليل عجزه وفشله أمام ضربات القوات المسلحة اليمنية النوعية
-
08:03حركة المجاهدين الفلسطينية: ندين بشدة العدوان الصهيوني الجديد الذي استهدف المدنيين ومواقع مدنية في اليمن الشقيق
-
08:03مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تعتقل شابا من منزله في مخيم عسكر شرق مدينة نابلس
-
06:50مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مخيم بلاطة شرق نابلس