محطات الثورة اليمنية 21 سبتمبر 2014 [الحلقة الأولى]
آخر تحديث 24-09-2025 18:34

خاص | المسيرة نت: حاول النظام السابق في شقَّيه القضاء على ثورة الحادي عشر من فبراير، لكن الروح الثورية لم تنكسر، واستمرت في أوساط الشعب اليمني، حاملةً شعلة الحرية والكرامة.

وعلى الرغم من كل الضغوط والاعتداءات، أحسن الثوار استثمار الفرصة لإقامة الثورة واستكمال مشروعيتها الوطنية، حتى بلغت ذروتها في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، التي جسدت نموذجًا سلميًا يطالب بحقوق الشعب ويكسر حاجز الخوف أمام الطغاة.




في فبراير 2011م، خرج أبناء الشعب اليمني للمطالبة بالحقوق والحريات وإحلال الأمن القومي والسياسي، بعد سنوات من الكبت والحرمان والمعاناة تحت سلطة النظام البائد.

 وكانت الأجهزة القمعية التي استخدمها النظام جزءًا من آلة البطش التي حاولت السيطرة على المواطنين وكبت شعورهم الوطني.

 ورغم ذلك، خرج اليمنيون متحدين الخوف والرصاص، مطالبين بالإصلاح ومؤكدين على حقهم في العيش الكريم.



مع انطلاق ثورة 21 سبتمبر، حاول الثوار رسم صورة حقيقية للثورة السلمية، من خلال الاعتصامات والمسيرات التي أظهرت مطالب الشعب اليمني بطريقة حضارية، بعيدًا عن العنف الممنهج الذي كانت الأجهزة القمعية تستخدمه لتفريق الناس.

 وفي ساحة الأمن القومي، التي أصبحت رمزًا للمجزرة والبطولة معًا، تصاعدت التحديات بشكل مباشر حينما حاول النظام إسكات صوت الحرية بالقوة، مستخدمًا الأسلحة والرصاص الحي ضد الثوار العزل، دون مراعاة للحياة الإنسانية.


في تلك الساحة، شهد اليمنيون واحدة من أكبر المجازر التي ارتكبت بحق الثوار السلميين. المدرعات والمصفحات كانت متمركزة، والقناصة على أسطح المباني يطلقون النار على كل من يرفع صوته ضد الظلم. ورغم اتساع الساحة وكونها بعيدة عن أي تهديد حقيقي للأمن القومي، لم يتردد النظام في استخدام العنف المفرط، مستهدفًا كل من يطالب بالإفراج عن المحتجزين أو بإصلاح الأجهزة الأمنية.

ولم تقتصر الجرائم على القتل المباشر، بل شملت الملاحقة والترويع والتعذيب، حيث كان عناصر القاعدة وداعش، المتعاونون مع أجهزة الأمن، يقتلون ويلاحقون الثوار حتى داخل المقابر وعلى امتداد الشوارع المحيطة بالساحة. واستشهد العشرات من الشباب وأصبح الشهداء رموزًا للتضحية، فيما سقط المئات جرحى، وبقي العديد منهم رهائن في يد الأجهزة القمعية.


رغم ما واجهه الثوار من عنف مفرط، ظل صمودهم مستمرًا، فقد تصدوا للرصاص الحي بحجارة يدوية وبشجاعة لا مثيل لها، مؤكدين أن الثورة لا يمكن أن تُقهر بالقوة وحدها. شهداؤهم أصبحوا أيقونات في ذاكرة الشعب، بينما تحولت الإصابات والجرحى إلى شهادة على شجاعة اليمنيين وإصرارهم على استعادة حقوقهم المسلوبة.

أحد الناجين من المجزرة يروي: "أصيبت رصاصة جسدي من فكي الأيمن وخرجت من تحت قلبي، ومع ذلك بقيت صامدًا، مستمرًا في الثورة رغم كل محاولات النظام لإرهاب الشعب وإجهاض الثورة في مهدها.

ويتابع "أثناء تواجدنا في الساحة البعيدة عن جهاز الأمن القومي، وبينما كنا نستعد لتناول وجبة الطعام، تفاجأنا بقدوم مدرعة باتجاهنا، تلتها مدرعتان أخريان، رغم مطالبنا السلمية، وما كان بحوزتنا أي سلاح سوى مطالبنا بالإفراج عن الأخوة المختطفين."

بدورة يقول طلال القحوم، أحد المشاركين: "كان لدينا مجموعة من الثوار محتجزين في الأمن القومي، فقمنا بتنظيم مسيرة إلى الساحة، والتقينا ببعض المعنيين في الجهاز، وحددنا لهم أن مسيرتنا سلمية وجئنا للإفراج عن زملائنا، وسنعود بعدها إلى ساحة التغيير جوار الجامعة، لكن تم رفضنا والتهديد بإعدامنا وإبادتنا، وفوجئنا ظهرًا بوابل من الرصاص."

ويضيف: "أثناء رميي للحجر، أصابتني رصاصة دخلت من فكي وخرجت من تحت قلبي، وكان المدججون والمقنعون يهددوننا من الأماكن المطلة على الساحة، وحين تم اسعافي فوق سيارة سوداء، لقنا الجنود وضربوا السيارة بالرصاص وعطلوها، ونقلنا الثوار إلى مستشفى المؤيد، ومنها قدم العساكر لاعتقال كل الجرحى الثوار، وزجنا بالسجن، دون رعاية طبية".

أما خالد المداني، أحد المشاركين في مسيرة الأمن القومي، فيقول: "قرأت البيان وكانت المسافة بيني وبين الجهاز كبيرة، لكنهم أظهروا إجرامهم في قتل الثوار بطريقة معروفة، والتقطتها العدسات.


 كما شاركت داعش والقاعدة في قتل الثوار، بالتنسيق المباشر مع الأمن القومي، ولاحقونا حتى المقبرة القريبة، حيث قتلوا من قتلوا."

من جانبه، يقول أحمد شرف الدين، أحد المشاركين: "منذ بداية الاعتصام استقر الثوار في الخيام، وبدأنا بتناول الغداء، وإذا بنا نتفاجأ بهجوم منظم من قبل العساكر وعناصر القاعدة والقناصات، وخراطيم المياه، والرصاص المباشر.

ويتابع:" انتشرنا في كل اتجاه، لكن الحصار كان كاملاً، ولم يُفتح لنا سوى طريق المقبرة للهروب، فلاحقونا وقتلوا بعضنا هناك."


أما المروني، فيشير: "تأكدنا في ذلك اليوم أن من يقصفوننا ليسوا سوى أدوات لتنفيذ توجيهات الأمريكيين مباشرة، وكان الجنود الأمريكيين من يحتمون خلف تلك الأسوار وداخل أبنية جهاز الأمن القومي ، فيما العناصر اليمنيين يقمون بحمايتهم وإخضاع الشعب اليمني لهم".

جميع هذه المواقف جسدت التحدي الكبير الذي واجهه الشعب اليمني، وحوّلت كل اعتداء إلى درس في الصمود والوفاء للوطن. وكانت القيادة الثورية، ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي_ يحفظه الله _ حجر الزاوية في توجيه الثورة، عبر الخطابات الميدانية والشاشات، التي أكدت الثقة بالنصر وحماية الثوار. وقدمت الخطابات الوقود المعنوي والتحرك الاستراتيجي، لتظل كل خطوة محسوبة وهادفة نحو تحقيق مطالب الشعب المشروع.

هذه القيادة جعلت الشعب اليمني موحدًا في مواجهة النظام، متجاوزًا كل محاولات التشتيت والخوف، مؤكدًا أن الثورة السلمية قادرة على مواجهة جميع القوى الداخلية والخارجية التي حاولت محاربتها، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ودول غربية دعمت النظام الظالم آنذاك.

كان حضور الشباب في الميادين استثنائيًا، حيث انخرط كل فرد في الثورة، من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية، لتشكل صورة جماعية رائعة من التضحية والشجاعة. واستعد الثوار للتصدي للمدرعات والمسلحين باستخدام كل ما هو متاح، من حجارة وشجاعة وبسالة، متحدين القناصة والعساكر الذين حاولوا القضاء عليهم.

أماكن تجمع الثوار، خصوصًا جوار حديقة الثورة في شارع المطار، شهدت إقبالًا واسعًا، وكانت هناك جهود للتوسع، حيث ربط الثوار قوافل المال والغذاء معهم، ما زاد من زخم الثورة وأربك العدو. وتحرك الشعب اليمني مع مطالب الثوار المحقة، فزاد الانضمام من الأجهزة الرسمية والقبائل والشباب وكل الفئات الحرة.

زاد وهج الثورة بحضور جماهيري هائل من داخل العاصمة صنعاء ومداخلها في الاتجاهات المختلفة، وزاد معها تعنت السلطة، بينما كان حضور السيد القائد وكلماته يطمئن الثوار ويزيد صبرهم وإرادتهم. وبحسب المشاركين، كانت خطابات السيد القائد تمنح الثقة بنجاح الثورة، وتوضح المسارات الاستراتيجية للثوار، حتى في وجه قرارات مجلس الأمن والدول الغربية.

كما أظهرت الهتافات الشعبية تأييد المواطنين، فاستجاب لها بعض منتسبي الأجهزة الأمنية، حيث انضموا للثوار، مؤكدين أن المطالبة بالحقوق مشروعة، وأن الشعب لن يركع أمام أجهزة الأمن القمعية أو الضغوط الخارجية.

لقد جسدت مجازر الأمن القومي والخسائر البشرية والجرحى جزءًا من تجربة الثورة اليمنية، وأظهرت قوة الشعب اليمني وإرادته، وأثبتت أن الكرامة لا يمكن أن تُباع أو تُقهر. كما قدمت الثورة نموذجًا عالميًا في الصمود الشعبي، وقدرة الإنسان على مواجهة الظلم، وتمسك الحقوق مهما كانت التحديات والصعاب.

وفي حي المطار بدأت الثورة اليمنية تأخذ منحنا أخر ما أثار مجلس الأمن الذي انعقد بعشر دول واصدر قرار ، لكن كان الثوار وخطاب السيد القائد ، بالعشر ما نبالي ، والاستمرار في المسار الثوري.


واليوم، وبعد سنوات من اندلاع ثورة 21 سبتمبر، تظل تلك الأحداث شاهدة على بطولات الشعب اليمني، وعلى التضحيات التي قدمها في سبيل الحرية والكرامة.

وتشكل القيادة الرشيدة والمجازر والصمود معًا إرثًا تاريخيًا يفتخر به اليمنيون، ويستلهم منه الأجيال القادمة، ليظل الوطن مكانًا للحرية والكرامة والشجاعة في مواجهة أي ظلم داخلي أو خارجي.

إن الثورة اليمنية، رغم كل محاولات القمع والاغتيال السياسي، أظهرت للعالم أن إرادة الشعب اليمني أقوى من كل القوى التي حاولت فرض الوصاية والسيطرة عليه، وأن الكرامة والحرية هما أغلى ما يملك الإنسان، وأن النضال من أجلها واجب مستمر، لا ينتهي إلا بانتصار الحق على الباطل.

صفعة جديدة لدفاعات العدوّ في أم الرشراش وتكتيك يمني متطور
المسيرة نت| خاص: اخترقت طائرات مسيّرة انقضاضية، أُطلقت من اليمن، اليوم الأربعاء، الأجواء المحصنة لمدينة وميناء أم الرشراش "إيلات" جنوبي فلسطين المحتلة، في هجومٍ أسفر عن انفجارات قوية، وخسائر بشرية ومادية، كشف عن ثغرات مقلقة في منظومة الدفاع الجوي الصهيونية، التي طالما وُصفت بأنها الأكثر تطورًا في العالم.
إعلام العدوّ: جرحى صهاينة بالعشرات بعملية يمنية جديدة على أم الرشراش
المسيرة نت| متابعات: أفادت وسائل إعلام العدوّ الصهيوني، اليوم الأربعاء، بسقوط 24 جريحًا إثر انفجار مسيّرة يمنية ضربت هدفًا حيويًّا في منطقة أم الرشراش "إيلات" جنوبي فلسطين المحتلة.
ذا غارديان: القانون الدولي يموت في غزة
حذّرت صحيفة ذا غارديان البريطانية من أن الأحداث الجارية في قطاع غزة تكشف عن تآكل خطير لهيبة القانون الدولي، بعدما عجزت المؤسسات الأممية والمحاكم الدولية عن وقف الانتهاكات الصهيونية الإجرامية المتواصلة بحق المدنيين.
الأخبار العاجلة
  • 20:32
    هيئة البث الصهيونية: إصابة أكثر من 50 شخصا بينهم 3 في حالة خطيرة نتيجة انفجار المسيّرة اليمنية في مدينة "إيلات"
  • 20:32
    هيئة البث الصهيونية: إصابة أكثر من 50 شخصا بينهم 3 في حالة خطيرة نتيجة انفجار المسيّرة اليمنية في مدينة "إيلات"
  • 20:30
    القناة آي 24 الصهيونية: المسيّرة اليمنية لم تُرصد في أنظمة الدفاع الجوي قبل اقترابها من سواحل "إيلات" و"الجيش الإسرائيلي" يواصل التحقيق في الحادث
  • 20:29
    بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية في تمام الساعة 9:10 مساء
  • 20:22
    وثائقي الملف الأسود: في العام 2006 بلغت قطاعات إنتاج النفط في اليمن 13 قطاعا لكن وسط تراجع معدل النفط المنتج تحت تأثير فساد السلطة وهيمنة الشركات الأجنبية
  • 20:22
    وثائقي الملف الأسود عن مسؤولين: الوثائق المادية تثبت أن صراع أجنحة السلطة دار على بقايا ما تنهبه الشركات الأجنبية من النفط المنتج من مختلف قطاعات الإنتاج