أبو عزة: لا معنى للاعتراف بالدولة الفلسطينية في ظل الإبادة ومصادرة الحقوق
آخر تحديث 24-09-2025 02:52

خاص | المسيرة نت: شدّد الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني صالح أبو عزة على أنّ الحديث عن إقامة دولة فلسطينية في هذه اللحظة، بينما يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لجرائم إبادة جماعية ونزوح قسري وتجويع ممنهج، يعدّ قفزًا على "واجب الوقت" الذي يتمثل أولًا في وقف العدوان وإنهاء المجازر المستمرة.

وأوضح أبو عزة في مداخلة على قناة المسيرة، أنّ الأرقام الصادرة عن المؤسسات الصهيونية نفسها تشير إلى تهجير أكثر من 550 ألف فلسطيني من بيوتهم وأحيائهم في شمال ومدينة غزة قسرًا باتجاه الجنوب، وهو ما يجعل أي نقاش حول الدولة سابقًا لأوانه: "لا يمكن أن تطلب من الفلسطيني الذي يُطرد من منزله وتُقصف عائلته أن يجلس الآن ليتحدث عن شكل الدولة أو حدودها".

ولفت أبو عزة إلى أنّ واجب الوقت لا يقتصر على وقف القتل، بل يشمل أيضًا مواجهة المجاعة التي ما زالت تنهش سكان القطاع، فبحسب إفادات يومية لوزارة الصحة الفلسطينية، هناك شهداء يسقطون ليس فقط جراء القصف الصهيوني المباشر، بل أيضًا بفعل سوء التغذية وتفشي الأمراض الناتجة عن الحصار.

وأشار إلى أنّ ما يجري يمثل جريمة مزدوجة: قتل بالسلاح وقتل بالجوع، وأنّ هذا الواقع هو الذي يجب أن يفرض على العالم أولوياته.

وتساءل أبو عزة عن جدوى الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين في ظل استمرار المجازر، مؤكدًا أنّها لا تعكس أي تغيير ملموس على الأرض.

وقال: إن "هذه الاعترافات لا توقف إبادة، ولا تمنع مجاعة، ولا تردع الاحتلال عن توغله، والمطلوب ليس بيانات سياسية، بل تحركات عملية لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني وإجباره على وقف جرائمه."

وأضاف أنّه "كان الأجدر بالدول التي سارعت للاعتراف أن توظف جهودها في هذه اللحظة لفرض ضغوط سياسية واقتصادية وتجارية حقيقية على الكيان الصهيوني، بدل الانخراط في مسار سياسي مشبوه يعيد إنتاج أوهام "أوسلو" بلبوس جديد".

ووصف أبو عزة مشروع الاعترافات الأخيرة بأنّه أقرب إلى "مؤامرة سياسية" تستكمل مسار أوسلو الذي أغرق الفلسطينيين في الوهم منذ 1993.

وقال إنّ من يروّج لفكرة الدولة الفلسطينية اليوم لا يمتلك أدوات فرضها، بل يربطها صراحةً بالموافقة الإسرائيلية، كما جاء في تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو ما يعني – بحسب أبو عزة – نسف جوهر الاعترافات من الأساس.

وأكد أنّه من الواضح أنّ هذه التحركات تحمل هدفًا واحدًا: إلهاء الشعب الفلسطيني بمتاهة جديدة، عنوانها "الدولة" ولكنها بلا أرض، وبلا سيادة، وبلا مقاومة.

وطرح أبو عزة سلسلة أسئلة جوهرية على الأطراف الدولية: "أين هي الأرض التي ستقام عليها الدولة؟ وأين الشعب إذا كان يُباد ويُهجّر؟"، موضحًا أنّ أي دولة في العالم تحتاج إلى أرض وسيادة وشعب، بينما الكيان الصهيوني يحتل الأرض، ويحاصر الشعب الفلسطيني، ويعمل على تهجيره.

وتابع حديثه قائلاً: إن الاعتراف المفترض لا يمنح الفلسطينيين أكثر من 22% من أرضهم التاريخية، حتى في حال افتراض قيام الدولة على حدود الرابع من حزيران 1967، وهو أمر يستحيل أن يقبل به الكيان الصهيوني الذي يصرّ على السيطرة الكاملة، ويواصل توسيع الاستيطان وضم مناطق واسعة من الضفة الغربية.

وكشف أبو عزة أنّ "الاعترافات الدولية تأتي مقرونة بشروط تخدم الرؤية الإسرائيلية، منها: نزع سلاح المقاومة وتجريمها، وقيام دولة فلسطينية بلا جيش ولا سيادة أمنية، وتغيير المناهج التعليمية بما يلغي أي خطاب مقاوم أو يصف الاحتلال بالمجرم، بالإضافة إلى إلزام أي حزب سياسي فلسطيني بالمشاركة في السلطة بالاعتراف بالكيان ونبذ المقاومة".

 ورأى أنّ هذه الشروط ليست إلا محاولة لصياغة كيان سياسي منزوع الإرادة، لا يشبه الدولة بقدر ما يشبه إدارة ذاتية تحت الوصاية الصهيونية–الغربية.

وبيّن أبو عزة أنّ ما يجري على الأرض في الضفة وغزة يؤكد أنّ الكيان الصهيوني ليس بصدد تقديم أي تنازل، بل على العكس؛ فهي تسعى لضم أوسع نطاق ممكن من أراضي الضفة، بدءًا من الأغوار التي تشكل 30% من مساحتها، وصولًا إلى مناطق "سي" و"بي" التي يطالب وزراء في حكومة نتنياهو بضمها كليًا، بما يعادل أكثر من 80% من الضفة المحتلة.

وأشار إلى أنّ الاحتلال لا يأبه بالاعترافات الأوروبية، بل يتعامل معها من زاوية أيديولوجية؛ إذ يصرّ قادته على أنّ "كامل الأرض الفلسطينية حق لليهود"، وهو ما عبّر عنه ما يسمى وزير الخارجية الصهيوني بتأكيده أن للفلسطينيين "لا حق في التواجد على هذه الأرض".

واختتم أبو عزة حديثه للمسيرة،  بالتشديد على أنّ الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه التاريخية الكاملة، وأنّ أي محاولات للالتفاف على هذا الحق عبر مشاريع سياسية مشبوهة ستسقط كما سقطت سابقًا، مكرراً قوله: إن "ما يحتاجه الفلسطيني الآن ليس وعودًا بدولة مؤجلة، بل حماية حقيقية من الإبادة والتجويع، وإجراءات دولية توقف العدوان وتكسر الحصار، وعندها فقط يمكن الحديث عن أي مسار سياسي جاد".


علماء إب: العدوان على القرآن إعلان حرب على الأمة الإسلامية
المسيرة نت| متابعات: شهدت محافظة إب، اليوم، لقاءً علمائياً موسعاً عبّر فيه العلماء عن رفضهم وإدانتهم الشديدة للإساءة الأمريكية المتكررة للقرآن الكريم، مؤكدين أن هذه الجريمة تمثل اعتداءً صارخاً على مقدسات الأمة الإسلامية ومشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم.
حماس تُحذر من تصعيد خطير في الأقصى خلال مايسمى عيد "الحانوكاه"
متابعات | المسيرة نت: قال القيادي في حركة "حماس"، ماجد أبو قطيش، اليوم الخميس، إن الدعوات العلنية لجماعات "الهيكل" المزعوم لإشعال الشموع وأداء الطقوس داخل المسجد الأقصى، إلى جانب المسيرات الاستفزازية والتدنيس المتكرر، تشكّل تصعيدًا خطيرًا ينذر بعواقب وخيمة.
ابتزاز أمريكي متجدد لفنزويلا… تهديدات عسكرية لأجل النفط والقرار السياسي
المسيرة نت| خاص: تتواصل التهديدات الأمريكية ضد فنزويلا في سياق تصعيد سياسي وعسكري متدرج، يكشف مجدداً طبيعة السياسات العدوانية لواشنطن الساعية لفرض الهيمنة والاستيلاء على ثروات الشعوب المستقلة، وفي مقدمتها الثروة النفطية الفنزويلية الأكبر عالمياً، إلى جانب فرض الوصاية على القرار السياسي الوطني.
الأخبار العاجلة
  • 14:44
    القناة 12 الصهيونية: إصابة 10 من عناصر "الشرطة" خلال مواجهات مع الحريديم بالقدس
  • 14:38
    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة طفل برصاص العدو الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم عسكر الجديد شرق نابلس بالضفة المحتلة
  • 14:34
    حماس: حكومة مجرم الحرب نتنياهو تعمل وبشكل منهجي على تعميق معاناة شعبنا من خلال إحكام الحصار واستخدام المساعدات كسلاح
  • 14:34
    حماس: ما جاء في البيان المشترك الصادر عن الأمم المتحدة وأكثر من 200 منظمة إنسانية يستوجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة لوقف سياسة العدو الإجرامية
  • 14:31
    مصادر فلسطينية: جريحان برصاص العدو الإسرائيلي في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس يونس جنوب قطاع غزة
  • 14:31
    مراسلنا في صعدة: إصابة مواطن بنيران العدو السعودي قبالة منطقة آل الشيخ في مديرية منبه الحدودية