اعتراف غربي شكلي بالدولة الفلسطينية يقابله تلويح بمعاقبة المقاومة ووعيد صهيوني
آخر تحديث 23-09-2025 09:17

في مشهد يكرّس ازدواجية المعايير الغربية، وفي خضم عدوان صهيوني مستمر على غزة منذ أكثر من عام، أعلنت عدة دول غربية، أبرزها بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال، "الاعتراف بالدولة الفلسطينية" في خطوة بدت للبعض كتحول سياسي، لكن سرعان ما تبيّن أنها لا تعدو عن كونها تحركًا شكليًا واستعراضيًا يفتقر لأي مضمون عملي.

ففي الوقت الذي تتساقط فيه القنابل على رؤوس المدنيين في غزة، وتتعالى فيه أصوات المجازر، يتعامل الغرب مع القضية الفلسطينية كملف علاقات عامة، لا كقضية حقوقية أو إنسانية.

اللافت في موجة "الاعترافات" الغربية الأخيرة، أنها جاءت مشروطة بوضوح، ليس بحماية الفلسطينيين أو إنهاء الاحتلال، بل بإنهاء المقاومة الفلسطينية، وتحديدًا حركة حماس، فقد صرّح متحدث باسم الخارجية الأمريكية بأن أي حديث عن حل الدولتين "لن يتحقق إلا في منطقة خالية من حماس"، مجددًا التأكيد على أولويات واشنطن: "أمن إسرائيل، إطلاق الرهائن، وازدهار المنطقة".

أما بريطانيا، التي تبنت رسميًا قرار الاعتراف، فقد أرفقته بتهديدات بفرض عقوبات على حماس، وفق ما نقلته صحيفة تليغراف البريطانية، في تزامن فاضح بين الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتجريم أدواتها النضالية الأساسية.

هذه الاعترافات الشكلية تعيد إلى الأذهان الدور التاريخي المشبوه لبعض القوى الغربية، خاصة بريطانيا، التي كانت في طليعة من جلبوا المشروع الصهيوني إلى فلسطين عبر "وعد بلفور"، ثم رعت إقامة الكيان المحتل عام 1948، والآن وبعد أكثر من 75 عاماً، تعلن "اعترافًا" بالدولة الفلسطينية، لكن دون الأرض، أو السيادة، أو حق العودة، أو حتى وقف المجازر.

فـ"الاعتراف بالدولة"، وفقًا للنموذج البريطاني، يأتي تزامنًا مع، استمرار تصدير السلاح للعدو الصهيوني، تغطية الاستخبارات الغربية لعمليات الاستهداف في غزة، ترويج خطابات تُساوي بين الجلاد (الاحتلال) والضحية (الشعب الفلسطيني).

الرد الصهيوني على هذه الخطوات لم يكن تصالحيًا أو مرنًا، بل تصعيديًا واستعلائيًا، حيث توعد رئيس وزراء الاحتلال، المجرم نتنياهو بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية، معتبراً الاعتراف الأوروبي "مكافأة للإرهاب".

وقال السفاح نتنياهو: "لن تُقام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن. سأرد على هذه المحاولات بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة".

أما وزير الأمن القومي في الكيان، المتطرف إيتمار بن غفير، فدعا إلى تفكيك السلطة الفلسطينية وفرض السيطرة الصهيونية الكاملة على الضفة الغربية، في مؤشر واضح إلى رفض مطلق لأي حل سياسي، حتى لو كان صوريًا.

وبعيدًا عن الخطابات والتصريحات، فإن الدعم العسكري والاستخباري الأوروبي للكيان الصهيوني لم يتوقف، حيث أكّد جيريمي كوربن، النائب البريطاني المعروف بمواقفه المناصرة للقضية الفلسطينية، أن بلاده تواصل تزويد الكيان بالمقاتلات والسلاح الذي يُستخدم في قصف غزة، داعيًا إلى وقف كافة أشكال التعاون العسكري مع الاحتلال.

يأتي ذلك في ظل تنامي المطالب الشعبية داخل بريطانيا ودول أوروبا بتجميد الصادرات العسكرية، وتعليق الامتيازات التجارية والبحثية الممنوحة لـ"تل أبيب".

ردود الفعل داخل الغرب على خطوة الاعتراف كانت متباينة، حيث وصفت صحيفة "تليغراف" البريطانية اعتراف حزب العمال بـ"الخيانة المخجلة" للعدو الإسرائيلي، أما صحيفة صحيفة "الغارديان"، في المقابل، دعت حكومة ستارمر إلى اتخاذ خطوات فعلية تتجاوز التصريحات، من بينها، وقف تصدير الأسلحة للكيان الصهيوني، وتعليق التعاون الأمني والتجاري معها، والسعي لمحاكمتها أمام العدالة الدولية.

بدورها اعتبرت "واشنطن بوست" الأمريكية الاعترافات الأخيرة استجابة شكلية للضغوط الشعبية والشارع الغاضب من المجازر في غزة، لا تعكس تحوّلًا استراتيجيًا.

إن الاعتراف الغربي الجديد بدولة فلسطين ليس إلا ورقة إعلامية لا تصمد أمام الواقع السياسي والعسكري، ولا تخفف من وطأة المجازر الجارية في غزة، ولا تُقيد آلة الحرب الإسرائيلية.

بل إن هذه الاعترافات جاءت مشروطة بتجريم المقاومة، مما يحوّلها إلى جزء من معركة الاستهداف لا التضامن، ويعكس محاولات الغرب إعادة صياغة "الصراع" بما يضمن أمن الكيان، ويحاصر كل من يرفض الإملاءات الغربية.

وفي المحصلة، العدو لا يعترف بشيء اسمه دولة فلسطينية، لا على الورق، ولا في الميدان، وأما من يحاول ترويج ذلك دون أن يُوقف العدوان أو يرفع الحصار أو يدعم المقاومة، فهو شريك ضمني في التغطية على الاحتلال، لا نصير حقيقي لفلسطين.


قاتل "افتهان المشهري" يتنقل بحرية في تعز المحتلة تحت حماية قيادات نافذة
كشفت مصادر اعلامية عن تفاصيل جديدة بشأن العراقيل التي تحول دون القبض على المتهم الرئيسي في قضية اغتيال "افتهان المشهري"، مدير عام صندوق النظافة والتحسين في مناطق تعز المحتلة، على يد بلاطجة حزب الإصلاح، والتي تحولت إلى واحدة من أبرز قضايا الرأي العام في اليمن خلال الأشهر الماضية.
مراسلتنا في غزة: الاحتلال يطوّق المدينة من ثلاثة محاور والكارثة الإنسانية تتفاقم
تشهد مدينة غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق مع استمرار تقدم قوات الاحتلال الصهيوني إلى عمق المدينة، في ظل اشتداد القصف الجوي والمدفعي ومحاصرة آلاف المدنيين العالقين في أحياء ضيقة دون ممرات آمنة أو مقومات حياة.
الرئيس الإيراني قبيل مغادرته إلى نيويورك: سنوصل صوت الشعب إلى العالم
أكّد الرئيس الإيراني "مسعود بزشكيان أنَّ ما يشهده العالم اليوم هو "أحادية وهيمنة تستخدمها بعض القوى الكبرى لإبادة البشر؛ أطفال غزة يموتون جوعًا؛ فيما يواصل الكيان الإسرائيلي قصفهم يوميًّا، وتقوم الدول التي تدّعي الحضارة وحقوق الإنسان بتسليحه ودعمه".
الأخبار العاجلة
  • 11:51
    مصادر فلسطينية: جرحى في قصف من مسيّرة صهيونية على خيمة نازحين في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة
  • 11:51
    مصادر فلسطينية: 344 مغتصبا صهيونيا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى صباح اليوم
  • 11:47
    مصادر طبية: 22 شهيدا في غارات وقصف العدو على قطاع غزة منذ فجر اليوم بينهم 18 في مدينة غزة
  • 11:47
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تغلق الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المسلمين بحجة الأعياد اليهودية
  • 11:46
    مصادر فلسطينية: 5 شهداء بينهم 3 أطفال باستهداف العدو منزلاً في مخيم الشاطئ غربي غزة
  • 11:46
    مصادر طبية: 19 شهيدا بنيران جيش العدو على قطاع غزة منذ فجر اليوم بينهم 15 في مدينة غزة