علوُّ الهمة.. أساس النهضة ومفتاح النصر

هل رأيت رجلًا يسكن جسده الأرض بينما تطير همته في السماء؟ تلك هي صورة صاحب الهمة العالية، الذي لا يرضى بالدون ولا يقنعُ بالقعود، بل يسعى نحو المعالي، حَيثُ يرضى الله وتسمو الأمم: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
الهمة هي النية الصادقة، والإرادَة
القوية، والعزيمة الجازمة، التي تدفع الإنسان لتحقيق أهداف سامية يرضاها الحق
سبحانه وتعالى، ويُحيي بها الإنسان نفسه، ويُسعد بها مجتمعه؛ فهي المحرك الذي يدفع
الإنسان إلى الأمام. وأكبر شاهد على ذلك همم اليمنيين وخروجهم بالملايين إلى الميادين
تعبيرا عن حبهم لله ورسوله، ودعمهم لإخوانهم في فلسطين، ورفعهم لراية الجهاد، إنها
الحكمة اليمانية، والشجاعة على قول كلمة الحق.
فما قَعَدَ من قَعَد عن نُصرة إخوانه
في فلسطين إلا لدناءة همته. فكُن رجلًا رجلُهُ في الثرى وهمَّتُهُ في الثريا.
وقيمة المرء ما يملكه من همة وعزيمة.
ومن علامات كمال العقل علو الهمة، والمؤمن يأبى القعود عن معالي الأمور.
وهاهم أبناء اليمن، بهممهم العالية، يُصنعون
الطائرات المسيرة والصواريخ، ويقفون إلى جانب إخوانهم في فلسطين ليصنعوا نصرًا
مؤزرًا للإسلام والمسلمين.
فاعمل أخي العربي المسلم، ولا تعجز
وتستسلم للأوهام؛ فالسر الكامن وراء كُـلّ المتميزين هو الهمم العالية، وعدم الاستسلام
لوسوسة الشيطان. فالحياة أفسح من لحظة يكتظ فيها مشاعر الأسى وكتل اليأس وتوهم حب
السلامة والبقاء؛ فالقعود عن الهمم العالية رذيلة.
حب السلامة يثني عزمَ صاحبِهِ
عن المعالي ويغري المرءَ بالكسلِ
فالمؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن
ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. وشاهد ذلك في القرآن العظيم: (قُلْ لَنْ
يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
وقد جرت سنة الله في خلقه ألا ينهض
إلى المقاصد الجليلة، ويرمي إلى الغايات البعيدة، غير النفوس التي عظم حجمها وكبرت
همتها.
ومن تكن العليا همة نفسه
فكل الذي يلقاه فيها محبب
فينبغي لمن كان صادق الرغبة، قوي
الفهم، ثاقب النظر، عزيز النفس، عالي الهمة، سامي الغريزة، ألا يرضى لنفسه ولأمته
ولمجتمعه بالقعود عن الجد والاجتهاد والجهاد، المبلغ إلى المراد.
إن الإيمان بالله سبحانه وتعالى أعظم
باعث للهمة؛ فهو من أقوى الأسباب على بعث الهمم على الإقدام والحزم، والجد
والتشمير. فكلما قوي إيمان الإنسان علت همته، وكلما ضعف إيمانه ضعفت إرادته، وَوَهَنَتْ
همته.
وللهمم العالية فوائد كثيرة نلخص
منها الآتي:
١- على المستوى الروحي في الثقافة الإسلامية:
· القرب من الله: فعلو الهمة في
الخير والطاعة من أعظم القربات. ففي الحديث النبوي: "إن الله يحب معالي
الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها".
· نيل الأجر والثواب: في السعي
لتحقيق مقاصد نبيلة، كتلقّي العلم النافع، وكسب الرزق الحلال للإنفاق على النفس
والأسرة، والإسهام في المشاريع الخيرية، والسعي للجهاد بالمال والنفس. وكل هذه
الأعمال فيها أجر عظيم.
٢- على المستوى المجتمعي:
· خدمة المجتمع والنهضة به: فأكثر
الناس نفعًا لمجتمعهم هم أصحاب الهمم العالية، الذين يفكرون في حَـلّ مشاكل الآخرين
ورفعة أوطانهم.
· بناء إرث دائم: فإنجازات أصحاب
الهمم العالية غالبًا ما تترك أثرًا طيبًا وبصمة تدوم طويلًا بعدهم. قال تعالى: (وَنَكْتُبُ
مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ).
٣- على مستوى الجودة والحرفية:
· إتقان العمل: فأصحاب الهمم العالية
لا يرضون بالأداء المتوسط، بل يسعون دائمًا للإتقان وإنتاج عمل متميز، مما يرفع
قيمة ما يقدمونه.
كلما أتقنتَ محبوب وجيه
مُتْقَنُ الأعمال سر اللهِ فيه وفي القرآن
العظيم خاطب الله نبيه داوود: (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ
وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). وفي الحديث النبوي:
"إن الله يحب إذَا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه".
· التميز والابتكار: فأصحاب الهمم
العالية يسعون إلى التفوق وإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل.
٤- على مستوى العلاقات والتأثير:
· جذب العلاقات الإيجابية: فأصحاب
الهمم العالية والطموح يجذبون إليهم أشخاصًا مثلهم، مما يخلق شبكة علاقات داعمة
ومحفزة في جميع المجالات. وفي الحديث النبوي: "المؤمنون أُلَفَةٌ مَأْلُوفَةٌ،
ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".
· مصدر إلهام: فنجاح أصحاب الهمم
العالية يصبح مصدر إلهام لأفراد العائلة والأصدقاء والزملاء، ويخلق تأثيرًا إيجابيًّا
متعديًا في المجتمع كله.
· اكتساب احترام الآخرين: فالمجتمع
يحترم صاحب الهمة العالية الذي يسعى بجدية لتحقيق أهدافه، حتى لو اختلفوا معه.
٥- على مستوى التغلب على التحديات:
· القدرة على مواجهة الصعوبات: فصاحب
الهمة العالية لا يرى في العقبات سوى فرص للتعلم والنمو؛ لأن لديه المرونة اللازمة
للنهوض بعد كُـلّ فشل.
· الخروج من منطقة الراحة: فالهمة
العالية تدفع إلى التغلب على المخاوف، مما يفتح لأصحابها أبوابًا من المثابرة
والرضا عن الله.
٦- على المستوى النفسي والشخصي:
· تحقيق الذات: فالهمة العالية تدفعك
إلى إنجازات كبيرة، ما يمنح شعورًا بالرضا والوفاء وتحقيق الذات.
· صحة نفسية أفضل: فالهمة العالية
تجعل الشخص أكثر طموحًا وأهدافه أكثر وضوحًا، وهذا ما يبعد شبح الفراغ والملل
والاكتئاب؛ مما يجعل تفكيره إيجابيًّا منتجًا، وذلك ما ينعكس على صحته النفسية.
فالهمة العالية هي محركة الحياة، ووقود
التميز، وفوائدها لا تكاد تُحصر؛ مما يجعل أهل الإيمان الذين يتحلون بهمة عالية
يعيشون حياة طيبة ذات قيمة ومعنى. وصَدَقَ الله العظيم، حَيثُ يقول: (فَمَنْ
يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا
لَهُ كَاتِبُونَ).
فعلى الأُمَّــة الإسلامية شحذ الهمم
والسعي لإنقاذ الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة. كما نأمل من أصحاب الكلمة
الحرة في العالم والصحافة أن يشحذوا هممهم، ويسلطوا الضوء على ما يجري من ظلم في
فلسطين وانتهاك لحقوق الإنسان، حتى يكف الباغي عن بغيه، وحتى يعيش الإنسان في
فلسطين حرًّا آمنًا على نفسه وماله وعرضه. (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ
يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

خبراء اقتصاد: الكيان الصهيوني يواجه أزمة اقتصادية متصاعدة تحت ضغوط العمليات اليمنية والتهديدات الدولية
خاص | المسيرة نت: أكد خبراء اقتصاديون أن الكيان الصهيوني يمر بمرحلة حرجة على المستوى المالي والاقتصادي، حيث تتضافر الضغوط العسكرية، العجز المالي المتراكم، والضغوط الدولية لتشكل تحديًا كبيرًا أمام استقراره الاقتصادي.
الدقران للمسيرة: المستشفيات في غزة لم تعد قادرة على استيعاب المُسعَفين وسط أزمة حادة وارتفاع الإصابات
خاص | المسيرة نت: أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور خليل الدقران، أن المستشفيات في محافظات القطاع تعاني أزمة حادة نتيجة الاستهداف المباشر من الاحتلال ونقص الموارد الطبية والدوائية، مشيرًا إلى أن العديد من المستشفيات الحكومية الرئيسية أصبحت غير قادرة على تقديم الخدمات بشكل كامل.-
02:41مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مخيّم العين غربي نابلس شمالي الضفة الغربية
-
01:37مصادر فلسطينية: 5 إصابات إحداها خطيرة جراء قصف العدو الإسرائيلي منزلاً في أرض المفتي شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
-
01:37رويترز: الرئيس الفنزويلي يوقع مرسومًا يمنحه صلاحيات أمنية ويتيح تعبئة القوات المسلحة ومنح الجيش سلطة على الخدمات العامة وصناعة النفط في حال أي تدخل عسكري
-
01:27مصادر فلسطينية: طيران العدو الإسرائيلي المسيّر يطلق النار تجاه شارع الثلاثيني في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة
-
01:22القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي للعدو: الهجمات من اليمن تربك حساباتنا في اقتصاديات التسليح، و"إسرائيل" لم تدخل الحرب بورقة رابحة في مجال الدفاع ضد الطائرات المسيّرة
-
01:22القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي للعدو: لقد رصد اليمنيون نقطة ضعف في "إيلات" "ورامون" ومطار "بن غوريون" ولذلك يطلقون أسبوعيًا عددًا من المسيّرات والصواريخ ما يسبب استنزافًا لـ"إسرائيل"