«سرّ اليمن.. كيف نجحت العمليات الأخيرة؟»
آخر تحديث 03-09-2025 15:45

كنت أراقب ساعات المساء تمتد في صنعاء، وأردد بصوت ساكن: “سننتقم لشهدائنا”. ما حصل عصر اليوم مشهد سياسي–عسكري بامتياز، يؤكّد أن اليمن ليس عابراً، وإنما قوة تصنع التغيير ويوجع العدو عندما يكون الوقت مناسباً.

سمعتُ البيان يتردد في أرجاء الحي، بصوت عنيد لا يكذب: كان عابساً كما الصحراء بعد المطر، موحيً بوقوع حدث.

 ثم جاء: عمليات يمانية مباركة، بطائرات مسيّرة لتستهدف رئاسة أركان العدو الإسرائيلي، ومحطة كهرباء الخضيرة، مطار اللد، وسفينة حاولت الإفلات من الرصد.

تلك لم تكن قائمة أهداف عشوائية، وإنما حزمة مدروسة لإعادة تكوين معادلات القوة في المنطقة، وإعلان عن قدرات استراتيجية يمنية – تتفجّر حين تتوفر الإرادة.

تأمل كيف استطاع المسير، في غضون ساعات، أن يخطط ويضرب مواقع متفرقة في عمق "العدو الإسرائيلي"، مستهدفاً في كل مرة هدفاً مركزياً وحيوياً، إنها إشارة صامتة لكنها قوية إلى أن اليمن لم ينسَ، وأن فلسطين تقف في قلب المعادلات اليمنية.

يعيدنا هذا المشهد إلى الذاكرة التاريخية؛ فقد شهد العالم خلال حرب أكتوبر 1973 مواقف لافتة من بعض الأطراف التي ساندت القضية الفلسطينية.

 غير أن ما يقدمه اليمن اليوم، من قلب صنعاء، يتجاوز التعاطف أو الدعم السياسي فقط؛ إنه فعل عسكري مباشر بعمليات مدروسة وتوقيت محكم، تستهدف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية للعدو، وتربط بين الموقف العقائدي والإرادة العملية.

لا يمكن الفصل بين هذا الأداء والموقف الذي طالما عبّر عنه الجمهورية اليمنية ككل، وجاء في مخاطباتهم وصورهم، وقد رأيت تلك العيون المتوهجة حين كانوا يوصلون صور القصف على غزة بأدق التفاصيل، وكأنهم يقولون: "نحن معكم"، إنه موقف يمني يلامس الجغرافيا والهواء والروح.

 كم مرة تخيلتُ المشهد هناك… وأحس أن الوحشة التي يعانيها أهل غزة تستثير في نفسي دعوة تلقائية: "لكن هذا الذي يصنعون ما هو إلا أجزاء من حقّ.. وليس غير ذلك."

لم أفهم السياسة العسكرية جيداً إلا عندما رأيت المشهد وتخيلت المساطر والخرائط على الطاولة في مقر القيادة، والأسماء تُكتب بخطوط ثابتة: الخضيرة، اللد، رئاسة الأركان.

 ثم اتضح لي أن الهدف ليس ضربة هنا أو هناك فقط، وإنما زعزعة الشعور بالأمان في قلب النظام، وإرسال رسالة صارخة: أن اليمن قادر، بصوابه، على أن يؤثر ويعيد ترتيب الأوراق، واليمن كله – بمن فيه أنا، ومن يرى خرائط فلسطين – يشهد لهذا المشهد.

أعود إلى لحظة صدور البيان: هدأ التلفزيون، وصمت الكلام، ثم ترتب الخبر بسرعة، وبينما كنت أطالع الشاشة، تذكرت أوقاتاً مضت؛ أيام كنا نجلس بقلوب متعلقة بالقضية الفلسطينية، وفي ذاكرتي صور مهرجانات تضامن من صنعاء، تُرفع فيها رايات ضخمة وقصائد وطنية عن غزة، تطورت الدعوات اليوم إلى فعل ملموس، ثم إلى عمليات عسكرية تهز العقل الاستراتيجي للعدو.

 فرق شاسع، نعم، لكنه فرق يقوده اليمن من موقع مؤثر، لا من الهامش.

وفي العمق، هناك درس استراتيجي لمن يقرأ المشهد: أن الحرب اليوم لم تعد مقصورة على الساحات المباشرة، بل يمكن أن تكون مقاربة ممنهجة من نقطة تصنيع في صنعاء نحو العمق الصهيوني، وهذا، لأول مرة في التاريخ الحديث، يحدث بصوت يمني يعلن: "اليمن باقٍ ومستمر"، بلسان أنصاري، وبقلب تسكنه القضية الفلسطينية.

لا يسعني هنا أن أخوض في التفاصيل الدفاعية أو التقنيات المستخدمة في هذه الطائرات المسيّرة، لكن النتيجة واضحة: عمليات دقيقة على قلب الجهاز العسكري والمنشآت المدنية، تختصر رسالة مفادها أن طرفاً صلباً، لا يرف له جفن، يستعد للوقت المناسب، ليقلب المعادلات عبر مساحة استراتيجية وفعل مباشر.

هكذا، يكون اليمن قد وضع بصماته على خارطة المقاومة، واقفاً إلى جانب فلسطين، لتثبت أن الموقف السياسي والعسكري لا يُقاس بالردع الإعلامي، وإنما بالأثر العسكري والأمني على الأرض.

وأنا أنظر إلى تلك الساعات وأقول بصوت داخلي: "هذا هو الزمن الذي يُكتب فيه التاريخ".

 بصراحة، لست بحاجة إلى جمل براقة، يكفي أن العين ترى والدقة تُحاك على الصعيدين العسكري والعقائدي في آن معاً.

القادم أفضل، ليس لغرض التفاخر، ولكن لأن الموقف أصبح ذا قواعد ثابتة يصعب تجاهلها، والكلمة الأخيرة كانت وستبقى: اليمن يعيش، يقوى، متعلقاً مع فلسطين بكل جوارحه، لأن الحقيقة تبقى حقيقة، حتى وإن لم تتناولها الأحاديث السطحية.

 


"القضاء الأعلى" يطالب الشعوب الإسلامية بالتصدي للحملات العدائية التي تستهدف المسلمين ومقدساتهم
المسيرة نت | صنعاء: طالب مجلس القضاء الأعلى شعوب الدول العربية والإسلامية وعلماءها والجهات الدولية ذات العلاقة بالتصدي للحملات العدائية التي تستهدف المقدسات الإسلامية.
العدو يجدد التصعيد في لبنان بنيران كثيفة وتحركات عسكرية في العمق اللبناني
المسيرة نت | متابعات: صعّد العدو الصهيوني خلال الساعات الماضية اعتداءاته على جنوب لبنان، مستغلاً الغطاء الذي يوفره المجتمع الدولي للضغط على المقاومة.
فنزويلا تسلّم مجلس الأمن رسالة تدين "القرصنة الأمريكية" وتؤكد أن كاراكاس ستحمي سيادتها وحقوقها
المسيرة نت | متابعات: سلمت فنزويلا، الثلاثاء، رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تدين فيها رسمياً انتهاكات الولايات المتحدة الأمريكية ضد سفينة خاصة مخصصة للتجارة الدولية المشروعة كانت تنقل النفط الفنزويلي.
الأخبار العاجلة
  • 02:45
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم محيط مخيم العين غرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية
  • 02:06
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم منطقة دوار الشهداء، وسط نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة
  • 01:46
    مصادر فلسطينية: غارات يشنها العدو الإسرائيلي داخل مناطق انتشار قواته في حيي التفاح والزيتون شرقي مدينة غزة
  • 01:30
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة عوريف جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية
  • 01:21
    مصادر فلسطينية: آليات العدو الإسرائيلي تطلق النار تجاه الأهالي جنوب شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة
  • 01:15
    مصادر فلسطينية: العدو الإسرائيلي يشن غارة تستهدف مدينة رفح جنوب قطاع غزة