لماذا يُضيء المولد النبوي قلوبنا؟
آخر تحديث 27-08-2025 22:32

في كُـلّ عام، عندما يحلُّ شهر ربيع الأول، تتجدد القلوب في اليمن بنسيم المولد النبوي الشريف، وتتعطر الأنفاس بذكرى ميلاد من أرسله الله رحمة للعالمين، النبي محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ -. يستقبل اليمنيون هذا اليوم العظيم بمشاعر تتجاوز الكلمات، فرحة تغمر النفوس وبهجة تفيض من القلوب، فتعلو الأصوات بالتسبيح والدعاء، ويتعانق الإيمان مع الفرح في أجواء روحانية تنبض بالحياة.

من اللحظة الأولى لإعلان قدوم هذه المناسبة، تتحَرّك النفوس نحو الإعداد والتحضير، فتتلألأ الشوارع وتزيِّن البيوت، وتُرفع الرايات الخضراء، بينما تتعالى أصوات الأناشيد والمدائح التي تأخذ المستمع إلى عالم من المشاعر الإنسانية النقية، عالم تتجلى فيه عظمة النبي محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- في كُـلّ قول وفعل وجهاد.

يحرص اليمنيون على التعبئة الثقافية التوعوية خلال هذه الأيّام، فيُحيون المساجد والمدارس بحلقات العلم والذكر، ويُقرأ القرآن الكريم، وتُروى قصص السيرة العطرة للنبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، فتتفتح النفوس على معاني الرحمة والعدل والصدق والتسامح، وتغدو العقول متعطشة للفهم العميق للسلوك النبوي. بهذا، يُربط الأطفال والشباب مباشرة بالنبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، فتظل حياتهم متصلةً بالقُدوة الحقيقية، بعيدًا عن قدوات مبتكرة أَو مزيفة، ويظل القلب نابضًا بالمحبة والوفاء، كما أمر الله عباده بالاقتدَاء بالرسول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.

يتجاوزُ الاحتفالُ حدودَ الفرد أَو الأسرة ليصلَ إلى مستوى اجتماعي وروحي جماعي، فإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف يعزّز الوحدة بين المسلمين، ويجعل الناس جميعًا يتقاسمون الفرح والسرور في لحظات من التلاحم والتآزر، وتتجلى معاني التكافل الاجتماعي في أبهى صورها، فهو يعبر عن التعاون والمودة والرحمة بين الناس، ويجعل المجتمع كله يعيش لحظة من الإحساس المتبادل بالوفاء والاهتمام بالآخرين. وفي الساحات العامة، تتحول الاحتفالات إلى ميادين عامرة بالحياة، يحتشد فيها الملايين من اليمنيين، رجالًا ونساءً وأطفالًا، يرفعون أصواتهم بالحمد والثناء، مستشعرين عظمةَ النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، وكأنَّ الحياةَ كُلَّها تتوقَّفُ لحظةً لتشهدَ على الحضور المُستمرّ للرسول في كُـلّ جوانب حياتهم، من عمل وسلوك وأخلاق وقيم وجهاد، كما قال الله تعالى: {وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.

المولد النبوي الشريف يحمل بعدًا عالميًّا أَيْـضًا؛ إذ يشد أنظارَ كُـلّ من يراه، فيعكس صورةً مشرقةً عن اليمن وأهلها، وعن الأُمَّــة الإسلامية التي لم تنسَ نبيها ولم تنقطعْ عن السير على نهجه -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-. يظهر للعالم أن النبي محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- حاضر في كُـلّ لحظة من حياتنا، ليس كرمز ديني فقط، بل كقُدوة حية توجّـه الأعمال والأقوال، وتغرس في النفوس القيم الإنسانية العليا، وتثبت أن الحياة على نهجه هي حياة الحق والعدل والإحسان والإنسانية.

كما يحمل الاحتفال معنى روحيًّا عميقًا، فهو حمد لله وشكر على نعمة النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، وعلى الرسالة التي أنار الله بها الكون، وجعل البشرية تتلمس سبيل الخير والهداية، كما قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}. وفي كُـلّ دعاء وتسابيح وصلوات تُرفع على النبي محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، تعم النفوس مشاعر الامتنان والوفاء، فتغدو القلوب أكثر خشوعًا وأصدق ارتباطا بالرسالة النبوية، ويشعر اليمنيون جميعًا بأن حضور النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- في حياتهم ليس شعورًا فقط، بل هو واقع حي يوجه كُـلّ خطوة، ويثري كُـلّ فعل، ويشكل منهجًا للحياة اليومية.

تجعل هذه الاحتفالات المولد النبوي موسمًا لتجديد العهد بالقيم الأخلاقية والإنسانية، فتتعلم النفوس معنى الصدق والأمانة والتسامح والوفاء، وتُذكر أن السير على نهج النبي محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- هو السبيل إلى الرشاد والخير، وأن حضوره في التاريخ والحاضر معًا دليل على أن الرسالة التي جاء بها لا تزال حية ومؤثرة، وأن اتباعها طريق للنور والنجاة في الدنيا والآخرة.

إن استقبال اليمنيين لهذه المناسبة يعكس أعمق معاني الحب والولاء للنبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، ويجعل المولد مناسبة يتجدد فيها الفرح والسرور، وتزهر النفوس بالخير والمحبة والوفاء، مؤكّـدًا أن النبي محمدًا -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- حي في القلوب، حاضر في الأعمال، ومعلم في السلوك، ومثال خالد للإنسانية جمعاء.

الأسرة المسلمة في حركة الرسالة النبوية.. نموذج القدوة في ظل التحديات المعاصرة
خاص| المسيرة نت: بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تبرز أهمية استلهام المشروع النبوي الأصيل في بناء مجتمع متماسك ومتوازن، ينطلق من وحدة اللبنة الأساسية وهي الأسرة، في زمن تتزايد فيه التحديات وتتعاظم فيه حملات الاستهداف الممنهجة من قبل قوى الاستكبار العالمي التي تسعى لتفكيك الروابط الاجتماعية، يصبح الحديث عن مكانة الأسرة في الرسالة المحمدية ضرورة ملحة.
الصباح للمسيرة: أمريكا هي المجرم الفعلي في جريمة العصر ضد فلسطين وشعوب المنطقة
خاص| المسيرة نت: بينما تتواصل جرائم كيان العدو الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة، تتكشف الأدوار الحقيقية في هذه المذبحة المستمرة، حيث يؤكد محللون أن العدو الأمريكي هو المجرم الفعلي والمحرك الرئيسي وراء ما يجري من إبادة جماعية وتهجير ممنهج وتجويع متعمد بحق الشعب الفلسطيني، بل وشعوب المنطقة بأسرها.
احتفالات المولد النبوي الشريف توحّد الجاليات العربية والإسلامية في السويد
خاص| المسيرة نت: تحوّلت ذكرى المولد النبوي الشريف، ككل عام، إلى مناسبة جامعة للجاليات العربية والإسلامية في السويد، حيث أحيا أبناء الجاليات هذه الذكرى العطرة بفعاليات روحية وثقافية تعكس عمق الارتباط بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتُسهم في تعزيز الهوية الإسلامية لدى الأجيال الناشئة في المهجر.
الأخبار العاجلة
  • 10:40
    مصادر فلسطينية: طيران العدو يقصف منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة
  • 10:17
    د. خليل الدقران للمسيرة: لا نستطيع تقديم الخدمة للمرضى نتيجة انعدام الأدوية والمواد الغذائية بسبب حصار العدو الإسرائيلي
  • 10:14
    د. خليل الدقران للمسيرة: مياه الشرب في القطاع ملوثة نتيجة اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الجوفية بسبب قصف العدو
  • 10:14
    د. خليل الدقران للمسيرة: العدو دمر معظم مصادر مياه الشرب في قطاع غزة
  • 10:10
    المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة د. خليل الدقران للمسيرة: العدو الإسرائيلي قتل أكثر من 2200 وأصاب أكثر من 13000 من منتظري المساعدات
  • 09:34
    مصادر فلسطينية: حزام ناري شنه طيران العدو الإسرائيلي شرق مدينة حمد في خان يونس جنوب القطاع