من برنامج رجال الله.. ملزمة معنى التسبيح (اليوم السادس)
آخر تحديث 21-08-2025 15:39

ثقافة | المسيرة نت: الإيمان.. الإيمان بالله سبحانه وتعالى الذي يعني في ما يمثل من التجاء بالله في كل الظروف, ثم إيمان بأهمية الاستمرارية على أسباب النصر هي جزء من الإيمان بالله.. وأنت إذا لم تلتزم فقد يحصل عليك مصيبة ثم تحمل الله المسؤولية، ثم تسيء ظنك بالله، وتكون أنت في الواقع الذي جنيت على نفسك من البداية {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}(آل عمران: من الآية165).

وهكذا إذا تأمل الإنسان كم سيجد لتنـزيه الله سبحانه وتعالى من أهمية بالغة مرتبطة بكل القضايا، في كل الميادين، في مواجهة المفسدين، في مواجهة المضلين، في مواجهة أعداء الله، حتى في المواجهة الكلامية في حالات النقاش.. وأنت تنطلق من قواعد ثابتة, مهما نمق الطرف الآخر كلامه أمامك, وزين شبهته لديك، لن تضطرب أبداً؛ لأنك سترى أن كل هذا الكلام المنمق الذي جاء من جانبه، مبني على أساس فاسد، المسألة من أساسها غير صحيحة.

لو قبلناها كان ذلك يعني: خدشاً في نزاهة الله سبحانه وتعالى، فيما يتعلق بحكمته, فيما يتعلق بعلمه, فيما يتعلق برحمته، فيما يتعلق بتدبيره، فيما يتعلق بأي شيء من كماله سبحانه وتعالى, فلن تهتز أبداً.

في الأخير يقول لك: هذا الحديث رواه فلان ورواه فلان وأخرجه فلان وتلقاه فلان، وقال الإمام الفلاني ورواه الفلاني، ما هو سيأتي عبارات من هذه زحمة؟ يصوخوه لما احسب قد هو صدْق!..لا. ليقل لك ما قال... ورواه فلان وأخرجه فلان وذكره فلان وحكاه فلان، وكان يدين به فلان.. إلى آخره. المسألة من أساسها انظر ما هي النتيجة في الأخير؟. مبنية على ماذا؟. ثم ماذا سيترتب عليها؟ هي تخالف مخالفة صريحة مقتضى نزاهة الله سبحانه وتعالى الذي هو معنى تسبيحه وتقديسه.

إذاً لا يمكن أن تقبل مهما كانت الضجة حولها؛ لأن الضجة هنا, أو الكلام الكثير, المؤكد هنا في القرآن الكريم في مجال التسبيح، أو فيما يتعلق بالتسبيح، هو الشيء الذي يجب أن يسيطر أثره على مشاعرك، فلا تتأثر بأي ضجة أخرى مهما كثرت.

كما قلنا: أنها قد تحصل ضجة كثيرة أمامك، وأنت تقرأ مثلاً، أو وأنت تدخل في نقاش مع شخص آخر، ويقول: رواه البخاري ومسلم وذكره الترمذي, وحكاه فلان وذكر فلان، وقال فلان أنه مما أجمع عليه السلف الصالح وحكى... إلى آخره.. كلام كثير.. لكن هؤلاء الذين عرضهم جميعاً - الله بالنسبة لهذه القاعدة عرض ما هو أكثر منهم بكثير {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}(الجمعة: من الآية1) ما هؤلاء أكثر من البخاري ومسلم وفلان وفلان إلى آخره؟.

فالقاعدة هذه مهمة جداً.. وإذا أردت أن تعرف أهميتها فانظر إلى القرآن الكريم {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}(الجمعة: من الآية1) وسور في القرآن الكريم تتصدر بالتسبيح على هذا النحو: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ} أو {سبَّح لله} {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} أو {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(الحديد: من الآية1) وفي أواخر بعض السور وداخل السور بهذا اللفظ العام {مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} هذا يدل على أهميته، وأنك بحاجة إلى أن تستشعر أهميته، وتنطلق منه في كل مواقفك.

وأنت طالب علم عندما يقولون لك: [مما امتاز به مذهبنا هو الحرية الفكرية، فالإنسان يقرأ وله حق أن يرجح وينظر، ثم له حق أن يجتهد فيما بعد إذا ما توفرت له آلة الإجتهاد فأصبح يستطيع أن يستنبط، وأن ينظر وأن يرجح وأن يقرر وأن... إلى آخره..] هم يخاطبونك بهذا الكلام بمفردك.

ارجع إلى القاعدة هذه: هل ممكن أن يكون الله سبحانه وتعالى يوكل أمر الهدى إلى الناس؟. أم أنه هو الذي يتولى هذه القضية عندما يقول: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدىْ}(الليل:12) {وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيْلِ}(النحل:من الآية 9) وهل النتيجة هذه ممكن أن تكون مقبولة عند الله؟. وهل هي منسجمة مع حكمته؟ مع رحمته؟ مع كونه الملك، الإله، الرب؟.

ينسجم مع هذا كله أن ينطلق كل واحد منا - ونحن طلاب علم - فهذا يرجح خلاف ما رجح هذا، وهذا يقرر خلاف ما قرر هذا، وكل واحد منا يدعي بأن ما وصل إليه هو دين الله، وهو شرع الله.

فكلما اتسعت دائرة المتعلمين، وكلما اتسعت دائرة المجتهدين، كلما كثرت الأقوال وكثر الإختلاف، فصعد كل شخص لحاله، وتحرك بمفرده، وانطلق كل منهم يدعو إلى ما توصل إليه.. إختلاف شديد، اختلاف رهيب، تعدد أقوال، وكل منها تنسب إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا يخطئ هذا، وهذا يخالف هذا, وتفرق فلا تجتمع لهم كلمة في أغلب الأحوال، في أغلب الأحوال لا تجتمع لهم كلمة.

تقول في الأخير: هل يمكن أن يكون دين الله على هذا النحو؟ وهل الله يريد منا أن نكون على هذا النحو، فقدم لنا دينه هكذا؟ وأراد من كل واحد منا أن يتحرك هو بمفرده؟! فما أداه إليه نظره واجتهاده سار عليه.. وهكذا الثاني، وهكذا الثالث, والرابع.. إلى آخر الدائرة. وإن كانوا آلاف المتعلمين, وآلاف العلماء!! وأنت ترى, وتشاهد أن هذه وسيلة من وسائل الإختلاف والتفرق.. فهل الله سبحانه وتعالى الإله, الملك، هل هذا تدبيره لشؤون عباده؟ هل هذا تشريعه لعباده؟ هل هذا ما يتناسب مع توحيده؟ أن ينـزل للناس شرعاً يفرقهم ويشتت شملهم؟ وأن يقبل من كل واحد ما أداه إليه نظره واجتهاده؟.

وعندما تنظر إلى داخلهم ترى الأشياء المتباينة المتضادة المتخالفة التي لا يمكن أن تكون كلها حق، نقول: لا, سبحان الله.. سبحان الله أن يكون شرعه على هذا النحو، أن يرضى لعباده هذه الطريقة، أن يكون هذا هو ما يريده منهم، أن تصبح هذه هي ميزة ما شرعه لعباده، ميزة الإسلام، وأنها هي التي يمتاز بها الإسلام، فنقول: حرية الفكر!!.

لـو قررنا ذلك لاحتجنا أن نقرره شرعـاً، أي: نحتاج إلى أن نصبغ ما نقرره بصبغة دينية ننسبها إلى الله سبحانه وتعالى، أنه هكذا أراد منا, أن نكون على هذا النحو، أن كل واحد منا ينطلق على هذا النحو بمفرده،

إذاً فهو شرع هذا، وهو في نفس الوقت يقول في القرآن الكريم: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) ثم يقول بعد: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}(آل عمران: الآية105).

إذاً ستقول: كيف تنهى هنا عن الإختلاف والتفرق، وتهدد بالعذاب العظيم عليه، وتأمر بالإعتصام الموحد الجماعي بحبل واحد، ثم أنت في نفس الوقت تشرِّع ما هو منبع من منابع الإختلاف والتفرق؟! حيث أجزت لكل واحد منا، أو أردت من كل واحد منا أن ينطلق هو بمفرده فيعتمد على ما أداه إليه نظره وترجيحه، ونحن نرى أن الأنظار تختلف, والنتائج تختلف.. ألم يختلف شرع الله هنا؟ ألم يؤد إلى اختلاف؟.

نسبح الله، ننـزه الله أن يمكن أن يكون هذا من شرعه، أن يكون في شرعه اختلاف، ويكون في شرعه تناقض {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}(النساء: من الآية 82) ولا يعني الإختلاف هو الإختلاف في ألفاظ النصوص، الإختلاف في الغايات أيضاً، الإختلاف في النتائج أيضاً.. فلا يمكن أن يشرِّع هنا شيئاً ثم يشرِّع أيضاً شيئاً آخر يؤدي في الأخير إلى نتيجة تخالف نتيجة ما شرَّعه هنا. أو يهدي إلى شيء, ثم يهدي إلى شيء آخر يؤدي في الأخير إلى ضرب ذلك الشيء الأول، هذا هو الاختلاف أيضاً، بل هو الإختلاف الحقيقي أكثر من اختلاف النصوص {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}(النساء: من الآية 82) هنا نحتاج - كطلاب علم - أن نسبح الله نقول: سبحانك, لا يمكن أن تتناقض، لا يمكن أن يختلف هداك، لا يمكن أن يتعارض هديك، لا يمكن أن تتعدد طرقك، وأنت الذي تقول: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوْا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيْلِهِ}(الأنعام: من الآية153).

وهكذا تحتاج إلى تنـزيه الله في كل شيء، وأنت طالب علم، وأنت تاجر، وأنت فلاح، وأنت عالم، وأنت فقير، أو أنت غني، وأنت مجاهد، أو أنت قاعد، وأنت صحيح، أو أنت مريض تحتاج إلى هذه القاعدة، أن تنطلق منها، وهي التي ستحركك، وتوجهك إلى الصواب، فتعرف ما هو الموقف الصحيح الذي يجب أن تقفه في كل الأحوال, وفي كل الظروف.

 

هذا ما أفهمه بالنسبة لقضية التسبيح.. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المسبحين له, المنـزهين له، وأن يترسخ في أعماق نفوسنا مشاعر عظمته وتنـزيهه وقدسيته إنه على كل شيء قدير.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 

[الله_أكبر

#الموت_لأمريكا

#الموت_لإسرائيل

#اللعنة_على_اليهود

النصر_للإسلام ]


خريجو "طوفان الأقصى" بالحديدة ينظمون عدداً من المسيرات الراجلة.. جاهزية عالية لـ"حرّاس البحر الأحمر"
خاص | المسيرة نت: شهدت محافظة الحديدة اليوم سلسلة مسيرات راجلة نظمها خريجو دورات "طوفان الأقصى" في جامعة الحديدة وعدد من مديريات المحافظة، في مشهد يعكس الجاهزية العالية لحراس البحر الأحمر، والاستعداد الدائم للمشاركة في الدفاع عن الوطن ودعم قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
حماس تنفي "ادعاءات مفبركة" حول تسليم السلاح وتدعو الإعلام لتحري الدقة
المسيرة نت| متابعات: نفى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، محمود مرداوي، كل الادعاءات المفبركة حول مسار مفاوضات وقف إطلاق النار وموقف الحركة من تسليم السلاح، مشدّدًا على أنَّ "ما نُشر لا أساس له من الصحة ويهدف إلى تشويه الموقف وإرباك الرأي العام".
طهران: نرحب بأي قرار لوقف الإبادة الجماعية في غزة ونسعى لإيصال المساعدات الإنسانية
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية ترحيبها بأي قرار دولي يتضمن وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وكذلك انسحاب جيش العدو الصهيوني من قطاع غزة.
الأخبار العاجلة
  • 23:08
    مصادر فلسطينية: جيش العدو الإسرائيلي يدفع بتعزيزات كبيرة خلال اقتحامه مدينة الخليل
  • 23:01
    حماس: نشدد على أن تداول الأخبار المضللة يهدف إلى تشويه الحقائق وبث البلبلة في الرأي العام
  • 23:01
    حماس: نؤكد أنه لا أساس من الصحة لما نشرته قناة العربية الحدث وبعض وسائل الإعلام منسوبًا لمصدر في الحركة حول مسار المفاوضات
  • 22:54
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة اليامون غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية
  • 22:33
    مصادر فلسطينية: اندلاع مواجهات في بلدة الرام بالقدس المحتلة
  • 22:32
    الخارجية الإيرانية: نؤكد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي غزة ونعلن استعداد طهران الكامل للمشاركة في هذا الجهد