لبنان في المهداف.. التحريض الداخلي سلاح العدوّ الأشدُّ فتكًا من عدوانه
آخر تحديث 10-08-2025 16:14

منذ عقود، كان لبنان مسرحًا لصراعات إقليمية ودولية تتداخل فيها مصالح الخارج مع انقسامات الداخل. لكن المشهد اليوم يبدو أكثر خطورة؛ إذ لم يعد الخطر محصورًا في عدوان العدوّ الصهيوني على الحدود الجنوبية، بل أصبح التحريض الداخلي والانقسام السياسي والتعبئة الإعلامية ضد المقاومة، سلاحًا فتاكًا قد يقود البلاد نحو حرب أهلية جديدة.

 

تحذير المقاومة ومحاولة استغلاله:

قبل أَيَّـام، أبلغ قادة حزب الله رئيسَي الجمهورية والحكومة موقفًا واضحًا: "لا نريد حربًا أهلية، وسنعمل بكل الوسائل لمنعها".

هذا الإعلان، الذي يُفترَضُ أن يكون صمّام أمان، استغلّه بعضُ الأطراف السياسية والإعلامية لمهاجمة الحزب وبيئته الشعبيّة، متجاهلين أن استمرارَ الاستفزاز قد يؤدي إلى ردودِ فعل يصعُبُ ضبطُها، حتى من قبل قيادة الحزب نفسها.

حتى الآن، تبقى التحَرّكاتُ الشعبيّة منضبطة نسبيًّا، لكن من يقرأ تاريخ لبنان يعرف أن الشرارة الصغيرة كفيلة بإشعال حريق كبير، خُصُوصًا في بلدٍ هشّ البنية، مثقل بالأزمات الاقتصادية، غارق في الفساد، ومكشوف أمنيًّا أمام التهديدات الخارجية.

 

أربع حقائق لا يمكن تجاهُلُها:

1- عجزُ الدولة عن حماية الجنوبيين

منذ أكثر من سبعة أشهر، تتعرض القرى الجنوبية لقصف شبه يومي من قبل العدوّ الصهيوني، يسقط فيه شهداء وجرحى وتُدمّـر منازل، دون أن تتمكّن الدولة من اتِّخاذ إجراءات حاسمة لوقف العدوان أَو حماية المدنيين. هذا العجز لا يُفقد الدولة فقط مكانتها أمام مواطنيها، بل يهدم أَسَاس العقد الاجتماعي الذي يربط المواطن بالدولة: حماية الأرواح والممتلكات.

2- استفزاز ذوي الشهداء والاستخفاف بالتضحيات

بلغ عدد شهداء المقاومة، بين رجال ونساء وأطفال، أكثر من 8000 شهيد في البقاع والجنوب والضاحية وبيروت، ارتقوا في مواجهة الاحتلال وحلفائه.

إن استفزاز ذويهم أَو الاستخفاف بدمائهم وآلامهم، ليس مُجَـرّد خطأ سياسي، بل هو تعدٍّ على مشاعر شعبيّة واسعة، وقد يشعل نار الغضب في الشارع.

3- حجم التأييد الشعبي للمقاومة

المقاومة ليست حزبًا صغيرًا أَو تيارًا هامشيًّا، بل هي حركة جماهيرية واسعة، تضم مئات الآلاف من اللبنانيين واللبنانيات الذين يرون فيها ضمانةَ أمنهم وكرامتهم في ظل غياب الحماية الفعلية من الدولة. المساس بها لا يعني إضعاف حزب سياسي فحسب، بل ضرب استقرار شريحة واسعة من المجتمع.

4- وَحدة الجيش اللبناني واستهداف قدراته

الجيشُ اللبناني، رغم محدودية إمْكَانياته، يظل رمزَ الوَحدة الوطنية وصمام الأمان الأخير. لكن هذه المحدودية ليست وليدة الصدفة، بل هي نتيجة سياسة أمريكية وفرنسية متعمدة لمنع تزويده بالسلاح النوعي؛ بهَدفِ إبقاء ميزان القوى مختلًا لصالح العدوّ الصهيوني. الحفاظ على الجيش وتعزيز قدراته يجب أن يكون أولوية وطنية، لا أن يتم استنزافه في صراعات سياسية داخلية.

 

السياقُ التاريخي للتحريض ضد المقاومة:

منذ تحرير الجنوب عام 2000، والمقاومة تتعرَّضُ لحملات متكرّرة من التشويه والاتّهام.

بعدَ حرب تموز 2006، ازدادت هذه الحملات، وجرى تصويرُ المقاومة كعبءٍ على الدولة بدلًا عن كونها درعَها الواقي.

وفي كُـلّ مرة، كان التحريضُ يتزامنُ مع ضغوط دولية لإضعاف موقف لبنان التفاوضي، أَو تمرير مشاريع مشبوهة كتوطين اللاجئين الفلسطينيين، أَو إدماج لبنان في منظومة التطبيع مع العدوّ.

 

الأجنداتُ الخارجية في المشهد الحالي:

ما يجري اليوم ليس معزولًا عن سِياقٍ إقليمي ودولي أوسع.

الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، بدعم فرنسي وسعوديّ، يدفعون باتّجاه نزع سلاح المقاومة عبر أدوات داخلية، بعدما فشلوا في تحقيق ذلك بالحرب المباشرة.

هؤلاء يعرفون أن المسارَ الأسهل هو تفجير الداخل اللبناني من الداخل، عبر الإعلام والسياسة والتحريض الطائفي.

 

الإعلام كسلاح في الحرب الهجينة ضد المقاومة:

لم تعد المعارك تُخاض فقط في الميدان العسكري، بل انتقلت أَيْـضًا إلى الفضاء الإعلامي ومنصات التواصل الاجتماعي. الحرب الهجينة التي يشنها العدوّ وأدواته تقوم على الدمج بين الضغط العسكري المحدود، والحصار الاقتصادي، والتحريض الإعلامي، وتفكيك الجبهة الداخلية من الداخل.

استراتيجية الاستهداف الإعلامي للمقاومة تقوم على:

- شيطنة المقاومة وتشويه صورتها: تحميلها مسؤولية الأزمات الاقتصادية والسياسية، مع إخفاء جذور هذه الأزمات الحقيقية.

- تفكيك البيئة الحاضنة: تضخيم الأخطاء، ونشر الشائعات، وكسر الثقة بين المقاومة وجمهورها.

- استهداف الروح المعنوية: عبر الأخبار المضللة، وتضخيم الخسائر، وإخفاء الانتصارات؛ بهَدفِ إحباط الجمهور.

هذا التحريض الإعلامي، إذَا ترافق مع ضغط سياسي خارجي، يمكن أن يخلق بيئة قابلة للانفجار في أي لحظة، ما يجعل المواجهة الإعلامية اليوم جزءًا لا يتجزأ من معركة الدفاع عن لبنان.

 

إرث الشهيد القائد السيد حسن نصر الله:

لا يمكن قراءة ما يجري اليوم بمعزل عن إرث الشهيد القائد سماحة السيد حسن نصر الله، الذي قاد المقاومة عقودًا طويلة بثبات وبصيرة، وجعل من لبنان رقمًا صعبًا في معادلات المنطقة.

استشهاده لم يكن نهاية للمقاومة، بل بداية لمرحلة جديدة من الصمود الشعبي والسياسي والعسكري، حَيثُ تحوّل إلى رمز جامع لكل الأحرار، ليس في لبنان وحده، بل في العالم العربي والإسلامي.

اليوم، كُـلّ محاولة للنيل من المقاومة أَو بيئتها هي في حقيقتها محاولة لطمس هذا الإرث وتصفية القضية التي حملها السيد حتى لحظة استشهاده. لكن دماءه ووصاياه تبقى حاضرة، تُذكّر الجميع بأن المقاومة ليست شخصًا أَو قيادة فقط، بل هي عقيدة متجذرة في وعي الناس، عصية على الكسر أَو الاحتواء.

 

تدارُكُ خطر الفتنة:

الحرب الأهلية في لبنان ليست سيناريو خياليًّا، بل هي ذكرى أليمة عايشها اللبنانيون بين 1975 و1990، وأدت إلى سقوط مئات الآلاف بين قتيل وجريح، ودمار شبه كامل للبنية التحتية.

أي عاقل يدرك أن إعادة إنتاج هذا المشهد ستكون كارثية، خُصُوصًا في ظل الوضع الاقتصادي المنهار والانقسام السياسي الحاد.

 

المطلوب اليوم التعقل:

المطلوب من القيادات السياسية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، أن يدركوا أن استقرار لبنان لا يمكن أن يبنى على إضعاف المقاومة أَو استفزاز بيئتها.

بل المطلوب هو التعقل والهدوء، والعمل على إصلاح مؤسّسات الدولة المترهلة، ومكافحة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بدل الانجرار إلى تنفيذ أجندات خارجية معروفة المصدر والهدف.

ختامًا.. لبنان اليوم يقف عند مفترق طرق حاسم: إما أن يوحّد صفوفه لمواجهة العدوّ الخارجي وحماية أرضه وشعبه، أَو أن يغرق في صراعات داخلية تفتح أبواب الجحيم على الجميع.

التاريخ لن يرحم من أشعل فتيل الفتنة، والشعب لن يغفر لمن يفرّط بدماء الشهداء وتضحيات المقاومين.

إعلام العدوّ: العمليات والحصار اليمني شلّا اقتصادنا وتسبّبا بخسائرَ فادحة
المسيرة نت | ترجمات: اعترفت وسائلُ إعلام الكيان الصهيوني، اليوم الثلاثاء، بأن الحصارَ البحري اليمني أثّر بشدّة على قطاعات الاقتصاد داخل الكيان، متسبّبًا بخسائر فادحة.
قناة عبرية: احتلال غزة سيكلّف كيان العدوّ أكثر من 30 مليار دولار
متابعات | المسيرة نت: توقّعت القناة الثالثة عشرة العبرية أن تكونَ الخسائر، في حال أقدم جيش الاحتلال على تنفيذ مخطّطه بتوسيع احتلال غزة، كبيرة وباهظة، وقد تتجاوز 100 مليار شيكل، أي قرابة 30 مليار دولار أمريكي.
قناة عبرية: احتلال غزة سيكلّف كيان العدوّ أكثر من 30 مليار دولار
متابعات | المسيرة نت: توقّعت القناة الثالثة عشرة العبرية أن تكونَ الخسائر، في حال أقدم جيش الاحتلال على تنفيذ مخطّطه بتوسيع احتلال غزة، كبيرة وباهظة، وقد تتجاوز 100 مليار شيكل، أي قرابة 30 مليار دولار أمريكي.
الأخبار العاجلة
  • 22:06
    الصحة اللبنانية: إصابة 3 أشخاص في حصيلة نهائية جراء غارة العدو الإسرائيلي على بلدة الناقورة
  • 22:04
    الصحة اللبنانية: إصابة 3 أشخاص في حصيلة نهائية جراء غارة العدو الإسرائيلي على بلدة الناقورة
  • 21:52
    القسام: تمكنا بالاشتراك مع مجاهدي سرايا القدس أمس من دك تجمع لجنود وآليات العدو بمنطقة السطر الغربي شمال خان يونس
  • 21:40
    وكالة الأناضول: نائب مندوب تركيا لدى الأمم المتحدة حذر أمام مجلس الأمن من أن العدوان الإسرائيلي على غزة سيؤجج حالة عدم الاستقرار في المنطقة ويهدد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن
  • 21:39
    وكالة الأناضول عن نائب مندوب تركيا لدى الأمم المتحدة: تركيا تؤكد أن وقف إطلاق النار الدائم في غزة ضروري لتأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر
  • 21:30
    "إسرائيل هيوم" الصهيونية: تهديد اليمنيين في البحر الأحمر يزيد أهمية مشروع الممر الاقتصادي الهند – الشرق الأوسط – أوروبا المسمى "سكك للسلام"