كاميرا "المسيرة" تزور حي الشجاعية: إبادة كاملة وشهادات صادمة للأهالي.. صور

خاص| محمد الكامل| المسيرة من: زارت كاميرا " قناة المسيرة" حي الشجاعية بمدينة غزة بعد أن انسحبت منه قوات الاحتلال الإسرائيلي جزئياً، لتجد أن الحياة قد توقفت فيه، حالها حال ذكريات السكان فيه التي أصبحت جزءًا من التاريخ الذي لا ينسى.

 

الدمار الهائل الذي حل بالحي فاق كل تصور، وأحال المنازل والمباني إلى ركام، أكوام من الحجارة، ذكريات ومستقبل عائلة كاملة دُفنت تحت الأنقاض، المشاهد التي ثقتها الكاميرا وشهادات الأهالي تعكس صدمة كبيرة وواقعًا يفوق كل التوقعات.

 

العودة إلى الخراب

 

عندما عاد الأهالي إلى الحي الذي دمره العدو الصهيونية، لم يجدوا شيئاً يتعرفون عليه. يقول أحمد حلس، وهو رجل قضى 35 عاماً من عمره في حي الشجاعية المدمر: "نحن كومة من الردم والدمار مثلما ترى، وأضاف بحسرة ترتسم على محياه "أنا ابن الحي هذا ، أقسم بالله ما أنا عارفه، هذا الحي الذي قضيت فيه 35 من عمري، وصرخ ساخطا بقولة: هذا ليس بلد، ولا دنيا عايشينها، متسائلا وين العرب؟ وين الدين؟ وين الضمير؟"

 

لقد تحول الحي الذي كان نابضاً بالحياة إلى صحراء من الركام، وصف آخرون ما حدث بأنه "صدمة ووجع"، وقالوا إن 90% من الحي قد دُمر بالكامل، مؤكدين أن المعاناة الآن لا تُقارن بالمرة بما كانوا يعيشونه سابقاً.

 

وسط كل هذا الدمار، تقف قصص الصمود شاهداً على إرادة لا تنكسر، ورغم أن الأهالي فقدوا كل شيء، من منازلهم إلى مصالحهم، لم يفقدوا الأمل، يقول مروان بركات "من سكان حي الشجاعية المدمر": "الحمد لله ما ظللناش حاجة في بيوتنا... حياتنا كلها في الشجاعية راحت"، لكنه يضيف بلهجة واثقة: "صامدين ومرابطين بإذن الله في غزة... لو كان آخر نقطة دم فينا".

 

هذا الصوت لا يمثل فرداً واحداً، بل يمثل صوت كل من عاد ليجد بيته مدمراً، إنه صوت الألم الذي يرفض الاستسلام، واليأس الذي يتحول إلى دافع. صوت يعكس إرادة البقاء وإعادة البناء.

 

سنعمر ونجدد:

 

وبكلمات تزرع الأمل، تؤكد الحاجة اسمهان حلس "60 عاما" "لقناة المسيرة" بقولها: "إن شاء الله نعمر ونجدد... ونجدد أراضي، ونجدد شباب، وندافع كمان عنه"

وتضيف بصوتها الواثق وإيمانها الثابت " إن شاء الله الشجاعية يصير وردة كمان، وردة فاتحة أكثر من أول". 

هذه الكلمات لم تكن يوما أمنيات، هي عهد على أن هذه الأرض ستنهض من جديد، رغم كل ما تعرضت له من عدوان ودمار، ورغم أنف المحتل الصهيوني.