معركة السيادة الاقتصادية في زمن الحرب
آخر تحديث 01-08-2025 12:20

في ظل حرب اقتصادية ممنهجة تُشن على اليمن، لا تقلّ شراسة عن الحرب العسكرية، تبرز مكافحة التهريب الجمركي كإحدى أكثر الجبهات حيوية وأهمية. إنها معركة صامتة تُخاض بلا سلاح، لكنها تحمل في طياتها كل معاني السيادة، والاستقلال، وصون الاقتصاد الوطني من الانهيار.

محمد عبدالمؤمن الشامي

تدرك حكومة التغيير والبناء، وهي تخوض غمار الإصلاح الشامل، أن التهريب الجمركي ليس مجرد مخالفة قانونية أو محاولة ربح غير مشروع، بل أحد أخطر الأدوات التي تستهدف بنية الدولة، وتنهك اقتصادها، وتضرب مؤسساتها في العمق. ولهذا، جاء توجيه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بوضع هذه المعركة على رأس الأولويات الوطنية.

فالتهريب لا يحرم الدولة من إيراداتها فحسب، بل يُغرق الأسواق ببضائع رديئة، وممنوعة، ومجهولة المصدر، ما يهدد حياة المواطنين، ويُضعف الصناعات المحلية، ويقوّض العدالة التنافسية في السوق. الأخطر من ذلك، أن شبكات التهريب لم تعد مجرد مجموعات هامشية، بل تحوّلت إلى كيانات منظمة، تمتد أذرعها إلى بعض مفاصل الدولة، وتستغل الثغرات الإدارية والقانونية لتمرير نشاطها.

من هنا، تصبح المواجهة مع التهريب مواجهة شاملة، تتجاوز نقاط التفتيش والموانئ إلى عمق الجهاز الإداري للدولة. تبدأ من تجفيف منابع الفساد، وبناء منظومة رقابة فعالة، وترسيخ ثقافة الشفافية والنزاهة.

الأثر المالي للتهريب كارثي: كل عملية تهريب تعني حرمان خزينة الدولة من أموال طائلة كان يمكن أن تُوجّه لدفع المرتبات، أو تطوير الخدمات، أو تمويل المشاريع التنموية. كما أن التداعيات غير المباشرة – مثل ارتفاع معدلات البطالة، وهروب رؤوس الأموال، وانكماش الإنتاج المحلي – تترك ندوبًا طويلة الأمد يصعب علاجها.

ومن الناحية القانونية، فإن قانون الجمارك اليمني واضح في تجريم التهريب، ويمكّن الجهات المختصة من اتخاذ الإجراءات اللازمة، من الضبط إلى المحاسبة الصارمة. لكن قوة النصوص لا تترجم إلى نتائج إلا بإرادة سياسية صلبة، وتنسيق مؤسسي فاعل، وإجراءات عملية تقطع الطريق على المتلاعبين.

غير أن المسؤولية لا تقع على الدولة وحدها؛ فالمجتمع شريك أصيل في هذه المعركة. فوعي المواطن، ورفضه شراء البضائع المهربة، وإبلاغه عن التجاوزات، كلها خطوات في سبيل بناء اقتصاد نظيف وآمن. كما أن على القطاع الخاص الوطني واجبًا مضاعفًا بالالتزام باللوائح، وعدم الانجرار خلف أرباح مشبوهة تهدد استقرار البلاد.

وفي هذا السياق، تواصل مصلحة الجمارك جهودها المشهودة في تطوير أدوات الرقابة والتفتيش، وتكثيف عمليات الضبط، وتوسيع الشراكة مع الأجهزة الأمنية، بما يعيد للدولة هيبتها، ويرسل رسالة واضحة للعدو: أن أدوات الحرب الاقتصادية باتت مكشوفة، وأن اليمن أصبح أكثر وعيًا وصلابة في الدفاع عن سيادته.

ختامًا، فإن معركة مكافحة التهريب ليست مجرد ملف إداري أو إجراء روتيني؛ إنها معركة هوية، وكرامة، واستقلال. ومن ينتصر فيها، يضع لبنات بناء اقتصاد وطني قوي، تنموي، عادل، قائم على الشفافية وتكافؤ الفرص.


خريجو "طوفان الأقصى" بالحديدة ينظمون عدداً من المسيرات الراجلة.. جاهزية عالية لـ"حرّاس البحر الأحمر"
خاص | المسيرة نت: شهدت محافظة الحديدة اليوم سلسلة مسيرات راجلة نظمها خريجو دورات "طوفان الأقصى" في جامعة الحديدة وعدد من مديريات المحافظة، في مشهد يعكس الجاهزية العالية لحراس البحر الأحمر، والاستعداد الدائم للمشاركة في الدفاع عن الوطن ودعم قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
حماس تنفي "ادعاءات مفبركة" حول تسليم السلاح وتدعو الإعلام لتحري الدقة
المسيرة نت| متابعات: نفى القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، محمود مرداوي، كل الادعاءات المفبركة حول مسار مفاوضات وقف إطلاق النار وموقف الحركة من تسليم السلاح، مشدّدًا على أنَّ "ما نُشر لا أساس له من الصحة ويهدف إلى تشويه الموقف وإرباك الرأي العام".
طهران: نرحب بأي قرار لوقف الإبادة الجماعية في غزة ونسعى لإيصال المساعدات الإنسانية
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية ترحيبها بأي قرار دولي يتضمن وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وكذلك انسحاب جيش العدو الصهيوني من قطاع غزة.
الأخبار العاجلة
  • 23:08
    مصادر فلسطينية: جيش العدو الإسرائيلي يدفع بتعزيزات كبيرة خلال اقتحامه مدينة الخليل
  • 23:01
    حماس: نشدد على أن تداول الأخبار المضللة يهدف إلى تشويه الحقائق وبث البلبلة في الرأي العام
  • 23:01
    حماس: نؤكد أنه لا أساس من الصحة لما نشرته قناة العربية الحدث وبعض وسائل الإعلام منسوبًا لمصدر في الحركة حول مسار المفاوضات
  • 22:54
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة اليامون غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية
  • 22:33
    مصادر فلسطينية: اندلاع مواجهات في بلدة الرام بالقدس المحتلة
  • 22:32
    الخارجية الإيرانية: نؤكد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي غزة ونعلن استعداد طهران الكامل للمشاركة في هذا الجهد