تحديات التطبيع: الفجوة بين الأنظمة العربية والمطالب الشعبيّة في ظل العلاقة مع كيان الاحتلال
آخر تحديث 21-07-2025 16:38

تُعَدُّ العلاقةُ بين بعض الأنظمة العربية وكيان العدوّ الصهيوني موضوعًا معقدًا وذا أبعاد متعددة يتداخل فيه البُعد الأخلاقي والديني لدى الشعوب العربية مع سياسات حكوماتها؛ مما يعكس بشكل واضح شرعية تلك الحكومات مقابل شرعية الشعوب.

في السنوات الأخيرة، اتخذت دول مثل مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب خطوات نحو تطبيع علاقاتها مع العدوّ، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية لهذه الخطوة.

تحاول هذه الدول تحقيق فوائد ملموسة من خلال تحسين العلاقات مع الاحتلال، مثل الحصول على دعم اقتصادي وتكنولوجي، بالإضافة إلى تعزيز الأمن القومي من خلال التعاون مع قوة إقليمية تتمتع بقدرات دفاعية متطورة. كما تُعتبر هذه العلاقات فرصة لتحسين الروابط مع الولايات المتحدة، التي تلعب دورًا محوريًّا في مجريات الصراع في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن هذه المساعي تتعارض مع مشاعر غالبية الشعوب العربية التي تنظر إلى هذه الخطوات على أنها خرق للموقف الأخلاقي والإنساني، ناهيك عن تناقضها مع الأوامر الإلهية تجاه القضية الفلسطينية.

من الواضح أن الحكومات التي تسعى للتطبيع تواجه تحديات كبيرة؛ فهي تحاول التوازن بين الانفتاح على (إسرائيل) والحد من ردود الفعل الشعبيّة المعارضة؛ إذ لا يزال الكثير من الشعوب العربية والإسلامية يعتبرون (إسرائيل) كيانًا احتلاليًّا يمارس انتهاكات جسيمة ضد الشعب الفلسطيني. تظهر هذه الحالة بوضوح الفجوة بين مصالح الحكومات والوعي الجماهيري الذي يعبر عن رفض قوي لفكرة التطبيع؛ مما يبرز أن الشارع العربي غالبًا ما يُظهر مقاومة لهذا التوجّـه.

تتجلى مواقف الفئات المثقفة والشبابية في الدول المطبعة عبر الاحتجاجات الواسعة والبيانات السياسية والنشاطات الثقافية، مما يعكس رفضًا قويًّا لفكرة التطبيع ما دام الاحتلال مُستمرّا. تتهم قطاعات شعبيّة حكوماتها بتجاهل المعاناة اليومية التي يعيشها سكان غزة، مما يزيد من شعور الخذلان لدى الفلسطينيين ويعمق الفجوة بين الشعوب العربية وحكوماتها.

عند تقييم العلاقات العربية الإسرائيلية، يتضح وجود انفصال صارخ بين الرؤى الرسمية والحالة الشعبيّة. بينما تستند الحكومات إلى اعتبارات استراتيجية تتعلق بالأمن والاقتصاد، تظل الشعوب متمسكة بقيم تتعلق بالدين والعدالة والدفاع عن قضية تُعتبر مركَزية لهُويتها ومبادئها.

إن معادلة "السلام مقابل المصالح" تبدو هشة وضعيفة ما لم يتم التعامل بشكل عادل مع القضية الفلسطينية.

في الوقت الذي تسعى فيه هذه الدول لتحسين العلاقات مع (إسرائيل)، يبقى الوضع الإنساني في غزة مأساويًّا، حَيثُ يعاني السكان تحت وطأة حصار مُستمرّ يؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية. هذا يجعل من الصعب على الجماهير العربية قبول أي تطبيع دون معالجة حقوق الفلسطينيين والانتصار لقضيتهم.

تتطلب المرحلة الحالية إعادة تقييم شامل للعلاقات العربية الإسرائيلية. فبينما تركز الحكومات على مصالحها الآنية والاستراتيجية، تُصرّ الشعوب على أهميّة القيم الإنسانية والأخلاقية. إن الفجوة بين الأنظمة وشعوبها تُعَدُّ تحديًا حقيقيًّا لا يقتصر فقط على القضية الفلسطينية، بل يمتد ليشمل استقرار المنطقة بشكل عام.

فبينما تُروّج الحكومات للتطبيع كفرصة سياسية واقتصادية، تظل مشاعر الرفض قوية ومُستمرّة بين قطاعات واسعة من المواطنين.

تشير الفجوة بين الأنظمة وشعوبها إلى ضرورة إيجاد توازن بين متطلبات السياسة ومبادئ الأخلاق؛ مما يعكس مدى استعداد الدول العربية للتحَرّك نحو تحقيق العدالة والكرامة الإنسانية. في النهاية، تبقى القضية الفلسطينية اختبارا لمستقبل العلاقة بين الحكومات والشعوب، وللتمييز بين ما هو ممكن وما هو عادل؛ مما يستدعي تفكيرًا عميقًا في كيفية بناء علاقات قائمة على الثقة بين الشعوب والحكومات بحيث تترجم الحكومات متطلبات الشعوب وتضع في اعتبارها ما يمكن أن تقبله الشعوب وما لا يمكن تقبله.


الباحث عيسى: تيار صهيوني يريد الأمم المتحدة أن تكون أداة ضغط على اليمن
المسيرة نت | خاص: أكد الباحث والأكاديمي الدكتور عبد الملك عيسى أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش حول قرارات القضاء اليمني تجاه عناصر تجسسية، تسببت بالأذى لليمن وساعدت العدو الإسرائيلي في استهداف الحكومة، تصريحات غير مقبولة من حيث الأساس القانوني.
صرخات القلق داخل المعسكر الإنجيلي الصهيوني: اعترافات بتآكل صورة الاحتلال في الغرب
المسيرة نت | متابعات: تتكشف يوماً بعد يوم ملامح الهزيمة الساحقة للسردية الصهيونية في ميادين الإعلام والوعي العالمي، مقابل الصعود غير المسبوق للرواية الفلسطينية – وخاصة رواية غزة والمقاومة – التي وصلت إلى العالم بوضوح صارخ بفعل المشاهد الحية للتوحش والإبادة التي مارسها الاحتلال.
صرخات القلق داخل المعسكر الإنجيلي الصهيوني: اعترافات بتآكل صورة الاحتلال في الغرب
المسيرة نت | متابعات: تتكشف يوماً بعد يوم ملامح الهزيمة الساحقة للسردية الصهيونية في ميادين الإعلام والوعي العالمي، مقابل الصعود غير المسبوق للرواية الفلسطينية – وخاصة رواية غزة والمقاومة – التي وصلت إلى العالم بوضوح صارخ بفعل المشاهد الحية للتوحش والإبادة التي مارسها الاحتلال.
الأخبار العاجلة
  • 19:34
    مراسلنا في صعدة: قصف مدفعي للعدو السعودي على مناطق متفرقة من مديرية شدا الحدودية
  • 19:02
    وزارة الصحة الفلسطينية: إصابة طبيب برصاصة في القدم أطلقها عليه جنود العدو في جنين بالضفة الغربية
  • 18:09
    مصادر فلسطينية: شهيد جراء انهيار جدار بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بفعل الأمطار الغزيرة وتضرر البنية التحتية جراء العدوان
  • 17:59
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم قرية بيتين شمال شرق رام الله
  • 17:58
    مصادر إعلامية: إصابة طبيب فلسطيني برصاص قوات العدو في محيط مخيم جنين شمالي الضفة الغربية
  • 17:44
    محمود بصل للمسيرة: المنظومة الخدمية في قطاع غزة في واقع انهيار كبير والحل إدخال الكرفانات إلى أن تبدأ عملية الإعمار