من واشنطن تحويل "جبهة النصرة" من قوائم الإرهاب إلى بوابة السلام الأمريكي في سوريا

عبدالقوي السباعي| المسيرة نت: مجدّدًا يصعدُ اسمُ "أبي محمد الجولاني"، ليس بوصفه زعيمًا لتنظيمٍ إرهابيٍ مدرَجٍ على لوائح العقوبات؛ بل كحاكمٍ فعليٍّ لسوريا تُمُدُّ له أيادي الاعتراف والاحتضان الدولي، في مشهدٍ يُثير الريبة أكثر مما يوحي بالتغير أَو "التوبة السياسية".
لم يكن هذا التحول السريع في مسيرة ما كانت تُعرَفُ بـ"جبهة النصرة" –التنظيم الوليد من رحم القاعدة– نتاجَ مراجعة فكرية ولا عملية مصالحة وطنية؛ بل كان أقربَ ما يكون إلى "صفقةٍ جيوسياسية" عميقة التشابك، أدَّت إلى إعادة إخراج الجولاني وهيئته الجديدة "تحرير الشام" بصيغةٍ أكثر نعومة، وأكثر قدرةً على التكيُّف مع التحولات الأمريكية في سوريا، دون أن تغيّر حقيقتها الإجرامية والتكفيرية القابعة في عُمق بنيتها التنظيمية والتي تريدُها أمريكا.
ازدواجية العنف
والخنوع:
اللافت في سياسات أحمد الشرع (الجولاني)
الحاكمة اليوم أجزاء كبيرة من سوريا، أنها تتسمُ بثنائية متناقضة، افتراس دموي
داخلي، وخضوع سياسي خارجي.
في الداخل، تسود آلةُ القمع الحديدي
كُـلّ من يعارض حكم "هيئة تحرير الشام" أَو يغرّد خارج سربها، من
الصحفيين والعلماء والمكونات العرقية والمذهبية المختلفة، في مشهدٍ يُذكّر بأن
سلوكياتِ التنظيمات التكفيرية لا تتغير مهما تلوَّنت شعاراتها.
أما في الخارج؛ فالمشهد مغاير
تمامًا، انحناءٌ علني أمام القوى الدولية، تغنٍّ بأناشيد
"السلام" و"التعايش"، وسعيٌ حثيث لنيل شرعية أمريكية وإقليمية
حتى لو كان الثمن تفريطًا بالسيادة الوطنية، وَتماهيًا مع رغبات الكيان الصهيوني والداعم
التركي.
ومن المفارقات الساخرة أن (الجولاني)
الذي صادر الحياة السياسية والإعلامية، وانقضَّ على كُـلّ من طالب بحقوقه أَو طالب
بتمثيلٍ سياسيّ حقيقيّ، نجح –برعايةٍ أمريكية صهيونية تركية سعوديّة– في تمرير
نفسه كـ"سلطة أمر واقع" تحظى باهتمام المنظومة الدولية؛ بل وترحيب غير
مسبوق من دوائر القرار في واشنطن.
وبينما تغيب عن الداخل السوري أبسطُ
معاييرَ لما يسمى الديمقراطية والانتخابات، وحقوق الإنسان، والتمثيل الشعبي، تشهد
العواصم الغربية ما يشبه "المزايدة" في استضافة الجولاني ومنحه مساحةَ
تعويم نادرة، ربما لم يحظَ بها أيٌّ من حلفاء أمريكا في المنطقة.
التناقض الصارخُ بين الداخل والخارج،
يُشير بوضوح إلى وجود مشروع خفيّ يعيد هندسة الخارطة السورية بـ "إسلامٍ"
أمريكي يعجبُ نتنياهو مرن، قابل للطرق والسحب، يقبل بالهيمنة الأجنبية ويُجهز على
كُـلّ ما تبقى من إرادَة السوريين.
دلالات التغيير
الأمريكي.. من منظمة "إرهابية" إلى "شريك استراتيجي":
في وثيقةٍ رسمية كشفت عنها الخارجية
الأمريكية، رسميًّا في 23 يونيو الفائت، شطبُ اسم "جبهة النصرة" –التي
ما تزال جوهرَ "هيئة تحرير الشام"– من قوائم الإرهاب.
قرارٌ أُعلن بعد مشاوراتٍ بين وزارات
الخارجية والخزانة والعدل الأمريكية، يعكس تحوّلًا سياسيًّا عميقًا في نظرة واشنطن
للمشهد السوري.
لكن القراءة الدقيقة لهذا القرار،
تُظهِر أنه ليس وليد اللحظة؛ بل تتويجٌ لسنواتٍ من اللقاءات السرية والتنسيق
غير المعلَن، كما أشار إليه السفيرُ الأمريكي السابق في دمشق، "روبرت
فورد"، الذي أفصح عن اجتماعات جمعته بالجولاني في إدلب.
وبحسب "رويترز" نقلًا
عن "فورد"؛ فقد رأت واشنطن في الجولاني "استثمارًا استراتيجيًّا"
يمكنه الإطاحة بالأسد، دون الحاجة لتدخل أمريكي مباشر؛ ما يؤكّـد أن الانقلاب
على التصنيف الإرهابي لم يكن سوى تتويج لسياساتٍ مخطّط لها بدقة.
وتكشف قراءةٌ متعمقة للمواقف الأمريكية
الأخيرة، مسارَ اللُّعبة؛ إذ أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الاثنين،
إلغاءَ إدارة الرئيس دونالد ترامب، تصنيف "جبهة النصرة" منظمة إرهابية أجنبية،
وجاء ذلك في وثيقةٍ رسمية سُمح بنشرها اليوم.
ما يحدث يُجسّد بدقة نظرية
"الضفدع المطهو"؛ إذ لا تسعى واشنطن إلى قلبِ الطاولة دفعة واحدة؛ بل
تمارسُ تحكُّمًا حراريًّا في المشهد؛ أي رفع تدريجي للعقوبات، تبريدٌ لصورة
الجولاني، إشارات متكرّرة إلى "ضرورة الحوار"، وتلميع إعلامي متصاعد
لهيئة تحرير الشام كـ"بديل عقلاني" في الداخل السوري.
تكتيك بطيء وممنهج، يُسهّل على
واشنطن إعادةَ بناء نظام تابع في سوريا، يلبس ثوب "الإسلام المعتدل"
ويخدم مشروعَها ويطبِّع مع قاعدتها المتقدمة (إسرائيل)، ويحاربُ مِن أجلِها
الأعداءَ المشتركين، دون أن يُثيرَ الحساسية الإقليمية أَو يستفزَّ الرأيَ العام
المحلي.
ولعل ما يزيد الشكوك هو الصمتُ
الصهيوني المُريب، والذي يعني في دلالته السياسية، رضا كيان الاحتلال الكامل عن
أداء الهيئة الحاكمة الجديدة؛ باعتبَارها كيانًا وظيفيًّا يستنزفُ الدولة
السورية من داخلها، ويحدّد مساراتها دون الحاجة إلى عدوان مباشر.
ومَن كان يومًا فصيلًا مسلحًا يحملُ
خطابَ الثورة و"تحرير الشام"، أصبح اليوم رأسَ حربة في مشروع احتلال
ناعم يُعيد صياغةَ سوريا من جديد، لا على أَسَاس المصلحة الوطنية؛ بل وفق مقاسات
القوى الدولية الطامعة.
وبينما ينشغلُ الشعب السوري بأفراحه
برفع العقوبات الأمريكية، يرى في الجولاني –الذي ارتدى البدلةَ وربطةَ العنق
مؤخرًا وإن ما تزال الذقن الداعشي يتدلَّى على صدره–؛ إذ لم يتغير جوهره؛ بل غيّر
فقط قفاز البطش، ووجد الرجل طريقَه سالكًا نحو كرسيّ الحكم، ملوَّنًا بالدم، ومُغطًّى
بشرعيةٍ مزيفة، تحتضنها عواصمُ القرار الكبرى.
يبقى السؤال مفتوحًا أمام الضمير
العربي: هل سيُترك (الجولاني) ليعيد إنتاجَ كارثة جديدة في تاريخ سوريا الحديث؟ وهل
آن أوانُ مراجعة شاملة لمسارات الثورة التي تحوّلت –في كُـلّ وجوهها– إلى مشاريع
تخادم وظيفي، وانبطاح استراتيجي، تحت عباءة الجهاد المزيفة؟

خلف القضبان إنسان الداخلية والصحة تدشّنان دورة الإسعافات الأولية لكوادر مراكز التوقيف
صنعاء | المسيرة نت: دشّنت وزارة الداخلية، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والبيئة، اليوم السبت، دورة تدريبية متخصصة في الإسعافات الأولية ومكافحة الأمراض الوبائية، تستهدف مسؤولي مراكز التوقيف في أقسام الشرطة بأمانة العاصمة صنعاء، تحت شعار "يوجد خلف القضبان إنسان".
267 شهيدًا ومصابًا خلال 24 ساعة بقطاع غزة
متابعات | المسيرة نت: استقبلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، 267 شهيدًا وجريحًا، جرّاء استمرار العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية في القطاع منذ الـ 7 من أكتوبر 2023.
موسكو وبيونغ يانغ تحذران من تحركات واشنطن والناتو في شمال شرق آسيا
متابعات| المسيرة نت: حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم السبت، الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في كوريا الجنوبية واليابان من استخدام تحالفاتهم الإقليمية كأدوات ضغط ضد كل من روسيا وكوريا الشمالية، معتبرًا أن هذا النهج التصعيدي يحمل مخاطر كبيرة على الأمن الإقليمي والدولي.-
15:18إعلام العدو: إصابة جندي شمال قطاع غزة وجنديين آخرين خلال معارك جنوب القطاع
-
15:18عراقجي: تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يتوقف لكنه سيختلف في الشكل مستقبلاً ليضمن أمن المنشآت النووية
-
15:18عراقجي: البرنامج النووي الإيراني لن يُدمر بالقصف لأن هذا علمٌ اكتسبته إيران ولا يمكن تدميره
-
15:18عراقجي: البرنامج النووي الإيراني كان سلمياً وسيبقى وطهران لم تنسحب من المعاهدات الدولية
-
15:17وزير الخارجية الإيرانية في لقائه مع السفراء والممثلين الأجانب المقيمين في طهران: العدوان الإسرائيلي على إيران تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي خانت الدبلوماسية وطاولة المفاوضات
-
14:55مصادر طبية: 79 شهيدا جراء غارات وقصف العدو في القطاع منذ فجر اليوم بينهم 29 من منتظري المساعدات