الإبادة بغطاء المساعدة
تنوَّعت
الأساليبُ والوسائلُ الإجرامية المستخدَمة من جانب الكيان الصهيوني وشركائه في
جريمة الإبادة الجماعية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وعلى مدى واحد وعشرين
شهرًا، وبشكل مُستمرّ ومتتابع، يوميًّا وعلى مدار الساعة وسكان القطاع يواجهون
الموت الجماعي، بقصف الطائرات من الجو والدبابات والمدفعية ورشاشات الجنود من
الأرض، في مساكنهم، وفي أماكن تجمعهم ونزوحهم وفي خيامهم وفي كُـلّ وقت وحين، لا
فرق بين ذكور وإناث، صغار وكبار، شيوخ وشباب، الجميع عرضة للاستهداف والإبادة
بالقتل المباشر، والإبادة بإخضاع جميع سكان القطاع لظروف معيشية شديدة القسوة، تعمد
من خلالها كيان الاحتلال والإجرام الصهيوني وشركاؤه، أن تكون النهاية الحتمية لهذه
الظروف المعيشية القاسية الموت جوعًا وعطشًا؛ بسَببِ الحصار الخانق المانع لدخول
الماء والغذاء والدواء بوصفها أَسَاسياتٍ ضرورية لاستمرار الحياة.
وعقب
زيارة ترامب كبير مجرمي الإدارة الأمريكية تحديدًا إلى مثلث التبعية والعمالة
والارتهان السعوديّة والإمارات وقطر، وحصوله على ترليونات الدولارات مقابل
الصواريخ والقنابل التي أباد بها الكيان الصهيوني وشركاؤه إخوانهم أبناء الشعب
الفلسطيني في قطاع غزة، وإعلان المجرم ترامب عقب عودته من زيارته أنه ترجَّاه أحدُ
حكام دول الخليج الثلاث أن يساعد سكان قطاع غزة؛ كونهم يتضورون جوعًا، لم يتأخر
المجرم ترامب في تلبية هذا الرجاء من خلال خطة شيطانية إجرامية، رتّبها مع الكيان
الصهيوني عنوانُها تقديمُ مساعدات إنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني من خلال شركةٍ
أمريكية.
وقد
تمَّ تحديدُ رفح في جنوب قطاع غزة نقطة لتوزيع الموت على أبناء الشعب الفلسطيني، ويقوم
هذا المخطّط الإجرامي على إدراك الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية لأهميّة البُعد
الجغرافي لهذه النقطة عن بقية مناطق القطاع، التي يتواجد فيها الجياع والعطشى، وأنه
يترتب على بُعد نقطة توزيع الموت عن مناطق تواجد سكان غزة، إنهاك وإرهاق الفئة
القادرة على السفر غالبًا سيرًا على الاقدام، وهي فئة الشباب؛ باعتبَار أن المسنين
غير قادرين على الوصول إلى نقطة التوزيع، ومن ثم يتجسد هدف شركة توزيع الموت في
فئة الشباب، فمن سيحضر منهم لجلب مساعدات غذائية للصغار وكبار السن من أفراد أسرته
سيتم استهدافه، ولن يعود إلى أسرته، التي طال انتظارها لما سيعود به مما يمكن أن
تسد به رمق جوعها، وباستهداف فئة الشباب سيكون الصهيوني وشريكه الأمريكي، قد قضيا
على الأسر بكاملها من خلال القنص المباشر للقادرين على الحركة والسير إلى موقع
الشركة في رفح، والقضاء على بقية أفراد الأسرة صغارًا وكبارًا من خلال الموت جوعًا
وعطشًا!
ويرجع
اختيار رفح موقعًا للشركة ونقطة لتوزيع الموت على فئة الشباب الفلسطيني لإدراك
الكيان الصهيوني وشريكه الأمريكي، أن فئة الشباب هي مخزن الاحتياط الكبير لتعويض
المقاتلين في صفوف فصائل المقاومة، ولذلك اقتضت الخطة الشيطانية للكيان الصهيوني
المجرم وشريكه الأمريكي، جلب فئة الشباب من مختلف مناطق القطاع إلى نقطة واحدة يتم
في نطاقها تنفيذ جريمة تصفية هذه الفئة لمنع فصائل المقاومة من تجنيدهم في الوقت
الراهن أَو مستقبلًا في صفوفها؛ لتعويض من استشهد من المجاهدين خلال مواجهة هذا
الكيان المجرم.
والهدف
البعيد والأخطر من كُـلّ ما سبق في الخطة الشيطانية لترامب مجرم الإدارة الأمريكية
والكيان الصهيوني، هو أن استهداف فئة الشباب القادمين من مختلف مناطق القطاع إلى
موقع شركة توزيع الموت، لا يقتصرُ على استهدافهم بشكل مباشر، واستهداف أسرهم بشكل
غير مباشر، بل واستهداف أجيال المستقبل؛ باعتبَار أن فئة الشباب هي الفئة القادرة
على بناء أسر متعددة وإنجاب الأبناء، الذين يمثلون الأجيال المستقبلية، واستهداف
الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني وفقًا للخطة الشيطانية، القائمة على جلب
الشباب من مختلف مناطق القطاع واستهدافهم في النطاق الجغرافي لشركة توزيع الموت، يعني
أنه لن تبنى أسر فلسطينية جديدة، ولن يكون هناك أجيال فلسطينية مستقبلية، بعد
إعدام أحد أهم عناصر تكوين الأسرة وهو الأب.
ويبدو
أن هذا الهدف الإجرامي الشيطاني غير مدرك لا من سكان قطاع غزة ولا من محيطهم
العربي القريب والإسلامي البعيد والعالمي الأبعد! وَإذَا كان سكان القطاع معذورين
في عدم إدراكهم للبعد الإجرامي لشركة توزيع الموت؛ بسَببِ الظروف القاسية التي
يعيشونها، فَــإنَّه لا عذر للمحيط العربي القريب ولا عذر كذلك لا للمحيط الإسلامي
ولا للمحيط العالمي فالجميع شريك للأمريكي والصهيوني في جريمة الإبادة الجماعية
لحاضر الشعب الفلسطيني ومستقبله.
ويجد
هذا الهدف الإجرامي أَسَاسًا قانونيًّا له في اتّفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية
والمعاقبة عليها لسنة 1948م الوارد في الفقرة (د) من المادة (الثانية) من هذه
الاتّفاقية والتي نصت على أن (في هذه الاتّفاقية تعني الإبادة الجماعية أيًّا من
الأفعال التالية المرتكَبة على قصدِ التدمير الكلي أَو الجزئي لجماعة قومية أَو
إثنية أَو عُنصرية أَو دينية بصفتها هذه... (د) فرض تدابيرَ تستهدفُ الحؤولَ دون
إنجاب الأطفال داخل الجماعة).
ويعد استهداف فئة الشباب وفقًا للخطة الشيطانية
الصهيوأمريكية تحت عناوين توزيع مساعدات إنسانية أشدَّ جُرمًا وخطرًا من الفعل
الوارد النص عليه في الفقرة (د) من اتّفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة
عليها؛ فتجريم الفعل الوارد في هذه الفقرة يقوم على أَسَاس فرض تدابيرَ من شأنها
أن تؤديَ إلى منع الإنجاب، أما الفعل الذي يتعرض له الشباب القادمون من مختلفِ
مناطق قطاع غزة إلى موقع شركة توزيع الموت، فهو ليس مُجَـرّدَ فرض تدابير على
الشباب من شأنها أن تؤديَ إلى الحيلولة دون إنجابِ الأطفال، بل يتعرَّضون لإزهاقِ
حياتهم بشكل مباشر ومتعمَّد، ويتحقّق بهذا الفعل أثرٌ يفوق الأثر الذي يتحقّق به
الفعل المجرُّمُ بنص الاتّفاقية في الفقرة السابقة، الذي يقتصرُ على منع تجديد
أجيالٍ مستقبلية، دونَ المساس مباشرةً بالجيل الحاضر، بينما يستغرقُ الفعلُ
الإجرامي لشركة توزيع الموت جيلَ الحاضر وأجيالَ المستقبل معًا.
السفير صبري: الإعلام الوطني أسقط التضليل الصهيوأمريكي وفرض معادلة الوعي على مستوى الإقليم
خاص | المسيرة نت: قدّم السفير بوزارة الخارجية عبدالله علي صبري، ورئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين سابقاً، قراءة شاملة لطبيعة الاستهداف الإعلامي الذي رافق العدوان على اليمن منذ 26 مارس 2015، متطرقاً إلى دور الإعلام الوطني في تثبيت الجبهة الداخلية وكشف تضليل الإعلام المعادي.
عودة للمسيرة: واشنطن تبتزّ الرياض باستثمارات زائفة وتُبقي تفوّق "الكيان" الجوي خطاً أحمر لا يُسمح للعرب بتجاوزه
خاص | المسيرة نت: قدّم الكاتب والمحلل السياسي اللبناني يونس عودة قراءة معمّقة لطبيعة العلاقة الأمريكية-السعودية في ظل التحولات الجارية في المنطقة، مشيراً إلى أن واشنطن تمارس سياسة "الابتزاز المنهجي" عبر دفع السعودية إلى رفع حجم التزاماتها الاستثمارية داخل الولايات المتحدة، من 600 مليار دولار إلى ما يقارب تريليون دولار، مقابل وعود أمريكية "غير قابلة للتحقق في المدى القريب".
عودة للمسيرة: واشنطن تبتزّ الرياض باستثمارات زائفة وتُبقي تفوّق "الكيان" الجوي خطاً أحمر لا يُسمح للعرب بتجاوزه
خاص | المسيرة نت: قدّم الكاتب والمحلل السياسي اللبناني يونس عودة قراءة معمّقة لطبيعة العلاقة الأمريكية-السعودية في ظل التحولات الجارية في المنطقة، مشيراً إلى أن واشنطن تمارس سياسة "الابتزاز المنهجي" عبر دفع السعودية إلى رفع حجم التزاماتها الاستثمارية داخل الولايات المتحدة، من 600 مليار دولار إلى ما يقارب تريليون دولار، مقابل وعود أمريكية "غير قابلة للتحقق في المدى القريب".-
03:31مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تنسف المباني في المناطق الشرقية لمدينة غزة
-
02:55البيت الأبيض: الالتزامات السعودية الضخمة ستتدفق مباشرة إلى البنية التحتية والتكنولوجيا والصناعة داخل الولايات المتحدة
-
02:55البيت الأبيض: تم تأمين اتفاقية تسمح للسعودية بشراء ما يقرب من 300 دبابة أمريكية مما يعزز الصناعة الدفاعية الأمريكية
-
02:52البيت الأبيض: السعودية ترفع التزامها "الاستثماري" في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار بعدما كان 600 مليار دولار
-
02:52البيت الأبيض: الاتفاقية "الدفاعية" مع السعودية تسهل عمل شركات السلاح الأمريكية في المملكة وتضمن مساهمات مالية سعودية لتقاسم التكاليف
-
01:52حركة الجهاد الإسلامي: جريمة عين الحلوة تثبت مرة أخرى أنّ طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لمواجهة مشروع العدو الاستعماري التوسعي