اليمن.. من هامش النسيان إلى بؤرة التحدي
آخر تحديث 04-06-2025 16:15

شهدت الساحة الإقليمية تحولات جيوسياسية عميقة، أعادت صياغة الأولويات وبعثرت أوراق القوى الفاعلة.

في هذا السياق المتغير، يبرُزُ اليمن، الذي طالما اعتبرته الدوائرُ الغربية والإسرائيلية "ساحة منسية" أَو مُجَـرّد نقطة على خريطة الصراعات الهامشية، ليفرض نفسه اليوم كـ "عُقدة مفصلية" في معادلةِ الأمن الإقليمي والدولي، وبشكل خاص على الكيان الصهيوني الغاصب.

ما نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ليس مُجَـرّد تحليل صحفي، بل هو اعتراف متأخر، وإن كان ضمنيًّا، بالوزن المتعاظم لدور اليمن، وتحوّله من ساحة خلفية إلى محور استراتيجي يهدّد بشكل مباشر المصالح الوجودية والتوسعية للكيان.

كانت النظرة السائدة تجاه اليمن، وحتى وقت قريب، تتسم بالاستخفاف والتقليل من شأنه. كان يُنظر إليه كدولة تعاني من أزمات داخلية مزمنة، وتخضع لتدخلات خارجية متوالية؛ ما يجعله غير قادر على تشكيل أي تهديد ذي قيمة لـ "إسرائيل" التي بنت أمنها المزعوم على تفكيك الجبهات وتشتيت القوى.

غير أن الفاعلين الاستراتيجيين في صنعاء، بقيادة حركة أنصار الله، أظهروا قدرةً فائقةً على تجاوز المعوقات، وتحويل التحديات إلى فرص، من خلال تبني رؤية مقاومة شاملة تستند إلى مبادئ ثابتة وتطلعات تحرّرية راسخة.

لم يعد اليمن مُجَـرّد ساحة حرب تقليدية، بل تحول إلى قوة إقليمية صاعدة، تمتلك أدوات تأثير متجددة وفاعلة.

إن القدرات العسكرية المتطورة، التي شملت الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، لم تعد مُجَـرّد أسلحة دفاعية، بل أصبحت أدوات ردع استراتيجية قادرة على تجاوز الحدود وتهديد عمق الكيان. هذا التطور النوعي في القدرات اليمنية، مقترنًا بالإرادَة السياسية الصلبة، قد أحدث تحولًا جذريًّا في ميزان القوى، ودفع "إسرائيل" إلى إعادة تقييم شاملة لتحدياتها الأمنية والاستراتيجية.

إن الإدراكَ المتأخِّرَ لـ "تايمز أوف إسرائيل" بحجم التهديد اليمني، يعكس فشلًا استخباراتيًّا وتحليليًّا للكيان وحلفائه في قراءة المشهد الإقليمي بدقة. فاليمن، بتوجّـهاته السياسية المقاومة، لم يعد ينظر إلى القضية الفلسطينية كقضية هامشية، بل كقضية مركزية ومحورية، يرى فيها انعكاسا لصراعه الوجودي مع القوى الاستكبارية والاحتلال. هذا التبني الصريح والفاعل لقضايا الأُمَّــة، وخَاصَّة القضية الفلسطينية، قد وضع اليمن في موقع المواجهة المباشرة مع الكيان الصهيوني، وجعله جزءًا لا يتجزأ من محور المقاومة الذي يمتد من طهران إلى بيروت وغزة.

في الختام، فَــإنَّ تحول اليمن من "ساحة منسية" إلى "عقدة مفصلية تهدّد إسرائيل" ليس مُجَـرّد تطور عابر، بل هو مؤشر على إعادة تشكيل النظام الإقليمي، وظهور قوى جديدة قادرة على فرض إرادتها وتحقيق أهدافها. إن هذا التحول يستدعي من الكيان الصهيوني وحلفائه مراجعة شاملة لسياساتهم وتكتيكاتهم، فزمن الاستخفاف والتقليل من شأن قوى المقاومة قد ولى، وأشرقت شمس العزة والنصر من أرض اليمن الطيبة.

هادي عمار: التحركات الطلابية ردّ عملي على الإساءة للقرآن ومواجهة لقوى الاستكبار
المسيرة نت| خاص: شهدت اليمن تحركات شعبية وتربوية واسعة في المدارس والجامعات والمعاهد، استجابة لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، نصرةً للقرآن الكريم ورفضًا للإساءات المتكررة له.
كيف تحولت الخطابات المعادية للإسلام إلى سياسة رسمية في الغرب؟
المسيرة نت| محمد ناصر حتروش: تشهد الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تصاعدًا متسارعًا في الخطاب المعادي للإسلام والمسلمين، حيث تحول التحريض من تصريحات فردية إلى سياسات رسمية متكاملة تشمل الإعلام والبرلمان والإجراءات القانونية.
كيف تحولت الخطابات المعادية للإسلام إلى سياسة رسمية في الغرب؟
المسيرة نت| محمد ناصر حتروش: تشهد الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تصاعدًا متسارعًا في الخطاب المعادي للإسلام والمسلمين، حيث تحول التحريض من تصريحات فردية إلى سياسات رسمية متكاملة تشمل الإعلام والبرلمان والإجراءات القانونية.
الأخبار العاجلة
  • 05:29
    رويترز: إدارة ترامب بدأت إجراءات إخطار الكونغرس لبيع أسلحة إلى تايوان بقيمة إجمالية تبلغ 11.1 مليار دولار
  • 05:04
    المستشار الألماني ميرز: لو لم نقم نحن وغيرنا بدعم دولة "إسرائيل" عسكرياً في العقود الأخيرة، لما كانت دولة "إسرائيل" موجودة اليوم
  • 03:37
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تعتقل شابين خلال اقتحام بلدة حجة شرق مدينة قلقيلية
  • 03:16
    الرئيس الفنزويلي: كل الضرر الذي تحاول الإمبريالية الأمريكية إلحاقه بوطننا يتحول إلى إرادة لا تقهر للقتال من أجل مجتمعنا
  • 03:15
    الرئيس الفنزويلي: الولايات المتحدة تريد فرض حكومة تكون دمية بيدها ولن تدوم أكثر من 48 ساعة وفنزويلا لن يتم استعمارها أبداً وسنواصل تجارة جميع منتجاتنا مع العالم
  • 03:15
    الرئيس الفنزويلي: فنزويلا حققت أعلى مستوى من الوحدة الوطنية عبر احترام السيادة والاستقلال والحق في السلام والحياة