العميد شمسان: تحييد العدوّ الأمريكي نصرٌ استراتيجي سيضاعفُ العمليات اليمنية ضد كيان العدو

خاص | 7 مايو | المسيرة نت: تمكّن اليمنُ من إحداث الشرخ بين العدوّ الصهيوني وراعيته الرسمي أمريكا، من خلال تحييدِ الأسطول البحري والجوي التابع لواشنطن، وترك الأجواء مفتوحةً للقوات المسلحة اليمنية؛ لتوجيه الضربات الموجعة على العدوّ الغاصب.

الانسحابُ الأمريكي من المعركة بين اليمن والكيان الصهيوني، يجعلُ الأخيرَ بلا حماية تُذكر، مع العلم أن الحمايةَ السابقة لم تقِ العدوّ "الإسرائيلي" من جحيم القوات اليمنية، غير أن إزاحةَ القوات الأمريكية من المشهد، يولّدُ شرخًا استراتيجيًّا بين العدوّ "الإسرائيلي" والإمبريالية الراعية له.

المسؤولون الصهاينة عبَّروا عن صدمتهم من استسلام ترامب، وتساءلوا عن الوعود التي قدمها البيتُ الأبيض لحماية العدوّ، فيما يكتفي العدوّ الأمريكي بالحديث عن زيارة ترامب المرتقَبة للمنطقة العربية، وتقديم حديث فقدان الطائرة إف-18 للواجهة صبيحةَ هذا اليوم، لكنها مؤشرات تقول إن واشنطن اضطرَّت للخروج بأقل الخسائر على وقع الضغوط التي ولّدتها العملياتُ اليمنية؛ فاستهداف الحاملة "ترومان" وإسقاط حمولتها الأسبوع الفائت، حتى استهداف مطار اللد، جميعُها عواملُ أجبرت ترامب على تركِ غروره وإعلان هزيمته بفشلِ تحقيق ما توعَّد به.

وفي السياق، يتحدَّثُ الخبير العسكري العميد مجيب شمسان، بقوله: إن "الصفعةَ التي تلقتها أمريكا الأسبوعَ الفائتَ وإسقاط طائرة إف-18، ليست كالصفعات السابقة، خُصُوصًا أنها تأتي مع زخمٍ ناري يمني عالٍ مصحوبٍ بدقة متصاعدة".

ويؤكّـد في حديث خاص لـ "المسيرة" أن "أمريكا أدركت عدمَ جدوائية بقائها في العدوان على اليمن"، مُشيرًا إلى أن الأمريكيين "أجمعوا على أن استمرارَ العدوان على بلادنا سيكلِّفُهم المزيد من الهزائم ومن الفضائح والسقطات".

وأشَارَ إلى محاولة ترامب الهروبَ من الهزيمة بالاستعراض الإعلامي الزائف، متبعًا بالقول: "حاول ترامب من خلال الاستعراض الإعلامي والتهويل أن يستعيد شيئًا من سُمعة أمريكا، ولكن حدث العكس؛ فالفشل الأمريكي تضاعف والفضائح تكاثرت، وآخرُها الإعلان عن فقدان طائرة إف-18"، منوِّهًا إلى أن هذا الحدث "يؤكّـد خسارةَ أمريكا للعديد من مقاتلاتها طيلة الفترات الماضية".

ويؤكّـد شمسان أن "استهداف (ترومان) الأسبوع الفائت وإسقاط مقاتلة إف-18 وتصاعد استهداف العدوّ الصهيوني بقصف مطار اللد، والتساؤلات الصهيونية عن تأثير القوات الأمريكية في البحر وفي الجو ضد اليمن، في ظل الزخَم العملياتي اليمني، وهو ما جعل الأمريكيَّ يشعرُ بالفشل وعدمِ الفائدة من استمراره في العدوان على بلادنا".

ويعلّق على تداعيات الانسحاب الأمريكي، بتأكيدِه على أن النتيجة هي "شرخٌ كبيرٌ ما بين الأمريكي والصهيوني"، مؤكّـدًا أن "مسارَ الردع اليمني عمّق الانقساماتِ بين العدوَّين الصهيوني والأمريكي، عكس ما كان يحدُثُ في الفترات السابقة عندما يتعرَّضُ "العدوّ الإسرائيلي" للاستهداف من هنا أَو هناك.

وأمام هذا المشهد نرى أن "القوات المسلحة اليمنية حقّقت ثلاثة إنجازات من أهمِّ ما تتطلبه مساراتُ الصراع ضد العدوّ الصهيوني، وهي تطوُّرُ القدرات وتحقيق الأهداف وفرض معادلات الردع وتثبيتها"، فيما يؤكّـد شمسان أننا أمام واقع "باتت فيه اليمن في مواجهة الصهيوني، وقد أزاحت حُماتَه الأمريكيين، وهذا نصرٌ استراتيجي سوف يضاعفُ العمليات اليمنية ضد الكيان الصهيوني، بعد أن أصبحت كُـلّ الأهداف مكشوفةً أمام القوات اليمنية".

ويشير شمسان إلى أن "المشهد تغيِّر بعد أن راكمت القواتُ المسلحة اليمنية إنجازاتِها وإحصائيات عملياتها، في عدة نتائجَ استراتيجية وهي مواصلة العمليات المساندة لغزة، والاحتفاظ بالقدرات وتطويرها، وإفشال الردع الأمريكي وتحييد واشنطن عن الصراع بيننا وبين العدوّ الإسرائيلي".

ويلفت إلى أن "الكيان الصهيوني اليوم في مأزِقٍ أكبرَ من السابق"، وأن "أمريكا في زمن ترامب صارت في مأزِقِ أكبر من المأزق الذي كان في عهد بايدن".

العدوّ الصهيوني يبدو أنه مقبلٌ على ردع غير مسبوق في قادمِ العمليات اليمنية؛ وستتفرَّغ اليمن لضربه عقبَ أن صار وحيدًا مع الحمايات الفاشلة والمنظومات المثقوبة، فيما وصلت، فعملية "بن غوريون" كشفت أن القوات المسلحة اليمنية وصلت إلى مستوى متقدم وباتت مسلّحةً بقدرات صاروخية هائلة في التدمير، والدقة وتحقيق الهدف، وتقنيات فائقة في التشويش والمناورة لتجاوز كُـلّ ما يحتمي به العدوّ.

وفي السياق، يؤكّـد شمسان أن "على العدوّ انتظارَ الرد بالمثل، وعودة اليمن لتثبيت معادلة المطار بالمطار والميناء بالميناء والكهرباء بالكهرباء"، مُشيرًا إلى أن القلق والرعب يخيم على العدوّ الصهيوني، مع استمرار المخاوف الدولية من التعامل مع مطاراته.

وفي ختام حديثه يؤكّـد العميد شمسان أن "القوات المسلحة اليمنية حقّقت إنجازًا غير مسبوق، بتحييد أقوى أسطول عسكري في العالم، وفتح مسار ردع جديد غير مسبوق"، منوِّهًا إلى أن "من رسم أهدافًا ولم يستطع تحقيقها فهذا هو المهزوم والخاسر"، في إشارة إلى تصريحات ترامب المهزوم.