خلال 9 أعوام.. شهداءُ وجرحى وتدميرٌ لمنازل المواطنين بغارات وعنقوديات العدوان على صعدة والحديدة

متابعات | 24 يونيو | المسيرة نت: منصور البكالي_ واصل طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي في مثل هذا اليوم 24 يونيو خلال الأعوام 2015م، و2016م، و2020م، استهدافَ المنازل والمزارع والأسواق والمساجد وممتلكات المواطنين بغاراته الجوية، وأسلحته العنقودية المحرَّمة دوليًّا، في صعدة والحديدة. 

أسفرت غارات العدوان وعنقودياته عن مجزرة إبادة جماعية وجريمة حرب بحق أسرة العلامة الحميضة، وعدد من الجرحى وتدمير شامل للأسواق والمنازل والممتلكات وموجات نزوح وتهجير قسري، بصعدة، واستشهاد طفل في الحديدة. 
 وفي ما يلي أبرزُ تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
 
24 يونيو.. 7 شهداءَ في استهداف طيران العدوان منزل العلامة عبدالله الحميضة بصعدة:

في مثل هذا اليوم 24 يونيو من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزل العلامة عبدالله الحميضة في مدينة ساقين بمحافظة صعدة، بعدد من الغارات. 

فيديو+صور...

أسفرت غارات العدوان عن استشهاد العلامة عبد الله الحميضة وَ6 آخرين من أسرته، بينهم طفلان وامرأة، وأحد المسعفين، في مجزرة وحشية وإبادة جماعية بحق الإنسانية في اليمن، وتدمير منزله وتضرر منازل المواطنين المجاورة، وممتلكاتهم، وحالة خوف وهلع في نفوس الأطفال والنساء، وموجة نزوح وتهجير قسري نحو الكهوف والجبال. 

 هنا مشاهد الأطفال والنساء ينتشلون من تحت الأنقاض بعد أن أزهقت أرواحهم، واختلطت دمائهم وأشلائهم الممزقة بالدمار، الكل منهمكون في البحث عن ناجين، وأصوات تخفت من تحت الركام، وأنين يفطر قلب كُـلّ من يقف على المنازل المدمّـرة، فيما طيران العدوان يواصل التحليق ويعاود بغارة استشهد على إثرها أحد المسعفين. 

مساء السابع من رمضان، كان في منزل العلامة عبدالله حميضة ذي الـ140 عاماً حلقة ذكر وتلاوة لكتاب الله القرآن الكريم، حولتها غارات العدوان إلى مقبرة جماعية ومجزرة مروعة يندى لها جبين الإنسانية، ويشيبُ من شناعتها ووحشيتها الولدان. 

جثمان الوالد العلامة لا يزال من بين الضحايا المفقودين تحت الدمار، ويستمر الحفر ورفع الأنقاض وبعد 10 دقائق كانت الغارة الثانية على المسعفين، ليفشل الأهالي في إنقاذ الجرحى؛ بسَببِ التحليق المتواصل، حتى صباح اليوم التالي، فتحول كُـلّ الجرحى إلى قائمة الشهداء، فيما المجرم عاد إلى قاعدته العسكرية ليصرح بإنجازات وانتصارات عسكرية، المدنيون والعلماء والباحثون عن العمل والنساء والأطفال وقودها. 

 وسط ظلمة الليل عاشت مدينة ساقين بصعدة أسواء لياليها وحشة وخوفاً ورعباً، رائحة الموت من كُـلّ مكان والدمار سيد الموقف والحزن يخيم على المنطقة وسكانها، كما عاشت هذه الظروف آلاف المناطق اليمنية التي وصلتها جرائم العدوان الوحشية على مدى 9 أعوام متواصلة. 
 
طيران العدوان في مهمة الدمار الشامل:
وفي سياق متصل بالمحافظة ذاتها وفي اليوم ذاته 24 يونيو، استهدف طيران العدوان بأكثر من عشر غارات منازل المواطنين ومصالحهم ومزارعهم في بني معاذ منها ثلاث غارات على سوق العند بمديرية سحار. 

أسفرت غارات العدوان عن دمار هائل في ممتلكات ومنازل المواطنين ومحالهم التجارية، وخسائر بمئات الملايين، وحالة من الخوف والهلع، والنزوح وانعدام الخدمات ونسف عوامل الصمود والاستقرار، وموجة من التهجير القسري. 

هنا مشاهد الدمار الشامل غارات العدوان لم تبق ولم تذر، كُـلّ ما يشاهد بالعين استهدف، تدك المنازل والأسواق والمزارع والممتلكات، هنا الدمار الشامل والخراب الدائم، والمأساة العميقة، من هنا مرت الطائرات الأمريكية السعوديّة، وهنا دمّـرت وفجّرت، وظلمت وهجَّرت، وأبادت. 

مساجدُ مدمّـرة ومدارس دُكت وسُوِّيت بالأرض، وكل ما هو في خدمة الإنسان لم يعد في مكانه وبات من العدم، وجزء من الماضي، في صورة أشباح وأطلال وأكوام من الأحجار والدمار، والحفر العميقة والواسعة والأشجار المكسرة والمزارع اليابسة، والمعدات المحترقة، والأملاك المستباحة. 

جريمة استهداف الأعيان المدنية واحدةٌ من آلاف جرائم الحرب، وتجاوزٌ واضح للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية، وانتهاكٌ صارخ للحقوق الإنسانية، وشاهدٌ على تواطؤ الأمم المتحدة والهيئات ذات العلاقة. 
 
24 يونيو 2016.. جريح وتدمير منازل الناعوشة بصعدة:

وفي سياق متصل بمحافظة صعدة، من اليوم ذاته 24 يونيو في العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منازل المواطنين في منطقة الناعوشة بمديرية حيدان. 

أسفرت الغارات عن جرح رجل عجوز طاعن في السن بجروح بليغة وتدمير المنزل، والمنازل المجاورة رغم نزوح أهلها منها، وحالة من الخوف والهلع وموجة نزوح أكبر وأوسع وإخلاء المنطقة والقرى المجاورة، وتشرد أهلها منها وحرمانهم من مساكنهم.

هنا الدمار والخراب والأشباح والأطلال تسكن المنطقة ومن بقي على قيد الحياة إما ينزح أَو يقتل أَو يجرح ويحرم من كُـلّ الخدمات والأَسَاسيات. 
جريمة استهداف المنازل على رؤوس ساكنيها إحدى جرائم الحرب، واستهداف ممنهج للأعيان المدنية، ومقومات الحياة والاستقرار، وبقاء الشعوب، وجريمة استهداف منطقة الناعوشة واحدة من آلاف جرائم الحرب بحق الشعب اليمني طيلة 9 أعوام، ووصمة عار في جبين الإنسانية، الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل الجهات ذات العلاقة باستمرار العدوان على الشعب اليمني. 
 
24 يونيو 2020.. عنقوديات العدوات تحصد الأرواح في الحديدة:

وفي مثل هذا اليوم 24 يونيو حزيران من العام 2020م، انفجرت عنقودياتُ العدوان السعوديّ الأمريكي، بأحد الأطفال في مزرعة أحد المواطنين بمنطقة دير حريش مديرية الضحي، محافظة الحديدة. 

أسفرت عن استشهاد طفل، وحالة من الخوف والهلع والحزن في قلوب الأهالي والمزارعين والرعاة، في مشهد يكرس وحشية العدوان السعوديّ الأمريكي، ومرتزِقته واستهتارهم بأرواح الشعب اليمني وحقوقه وممتلكاته، ومدى تعطشهم لسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل. 

قنبلة مزقت أطراف الطفل الراعي واخترقت شظاياها الفتاكة والحادة جوفه وظهره وشوَّهت وجهه الحسن، أمه تلحق به إلى المستشفى وهي تصرخ وتحتضنه على السرير في عناق الوداع الأخير والأهالي مَن حولها يهدِّئون روعَها، ويخفِّفون من حزنها العميق، والدموع تسيل من عيون والد الشهيد ذو الـ10 أعوام، والعبارات تخنقه. 

هنا مآسي العمر وحلقات الدهر المظلمة حين تختطف عنقوديات العدوان الغادرة طفلاً في عمر الزهور، في استباحة لدماء الشعب اليمني، واسترخاص للقيم والمبادئ والحقوق الإنسانية في اليمن. 

استخدام العدوان بأفتك الأسلحة المحرمة دوليًّا على أضعف المدنيين أطفال ونساء، عكس مستوى الإجرام والتوحش الذي وصل إليه المجتمع البشري في ظل الهيمنة الأمريكية في هذا العالم، ويقدم أنموذجاً لما ينتظر كُـلَّ الشعوب الحرة المقاوِمة. 

جريمة قنبلة العدوان العنقودية في الحديدة، واحدة من آلاف جرائم العنقوديات التي أزهقت وجرحت آلاف الأرواح، وأرعبت المزارعين والرعاة والمارين في مختلف المحافظات اليمنية الحرة ومناطق الاشتباك على وجه التحديد، خلال 9 أعوام متتالية.