الخروج اليماني العظيم

بات الخروج الذي يشبه زحوف الحشر علامة مميّزة للشعب اليمني العزيز، وظاهرة يمنية بامتياز.
ربّما خرج الناس هنا وهناك في مناسبة أو أخرى، ولربّما احتشدوا في هذه الساحة أو تلك بتكليف من جهةٍ عليا في نظام ما وتحت مراقبة ومتابعة للحضور الذي يوفّر لهم وسائط النقل مجيئاً وانصرافاً، ولربما زيد على هذا وجبةً سريعة أو قارورة ماء تحفيزاً لهم كي يحضروا.
الاجتماع في حد ذاته حين يكون حشراً يعدّه البعض مؤشّراً على شعبية من دعا إليه، ولربما وصف بالاستفتاء على القضية التي احتشد الناس لها.
ومن هنا كان الاجتماع للصلاة من أعظم الشعائر التي يُقاس بها إيمان والتزام المرء المسلم لدرجة جعلها من أول ما يُسأل عنه في حسابه الأخروي، وأنّها عمود الدين، وهذا يُقال في الجمعة حيث يجتمع المصلّون في المسجد الجامع وراء خطيب واحد وإمام للصلاة واحد، ويعظم الحال في ركن الحج ومناسكه المعظّمة حيث يلتقي المسلمون الآتون من زوايا الأرض الأربعة ويجتمعون في صعيد واحد بلباس واحد في أجلى مظاهر الوحدة والتوحيد..
وقل مثل هذا في الجهاد، حيث النفير والبعث والصف الواحد والغاية الواحدة..
هذه الشعائر المقدّسة التي يحبّها الله، وهي محل نظره بل ومباهاته لملائكته المقربين، تمثّل المادة الأساس التي وضعت لتماسك بناء الأمة على المستويين الفردي والجمعي..، وتعدّد هذه الشعائر وتنوّعها فوق أنّه تعبير عن سعة الرحمة الإلهية، واللطف الإلهي في تربية النفس البشرية وتزكيتها وسدّ حاجاتها المتنوعة، وتجّنب أن تصاب بالفتور من اعتياد وألفة النوع الواحد، فإنّه بالجمع بين هذه العبادات يجعل منها مثل السبيكة التي تتكون من مزيجٍ من العناصر المتآلفة المنسجمة يشدّ بعضها بعضاً ويزيد بعضها بعضاً قوة وصلابة..
هذه الشعائر حيث تجتمع في الإنسان والمجتمع تزيده قوةً ومنعةً وعلوّاً، وشدّة وصلابة تتحطّم عليها الفتن ويدحر أمامها الشيطان وحزبه، ويغاظ بها أعداء الله..
هذه الشعائر المعظمة منها ما هو يومي ومنها ما هو أسبوعي، ومنها ما هو حولي، ويتخللها ما هو موسمي كشعيرة صلاة العيدين، فهي متصلة دونما انقطاع، تضيق حيناً، وتتسع حيناً حسبما يقتضيه الشرع، وملاك ذلك الاستجابة لداعي الله، وتحقيق العبودية له سبحانه وحده لا شريك له، وإظهار وحدة الأمة وقوتها وتماسكها والولاء فيما بين أفرادها وشعوبها وقبائلها تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم....
وقد جعل الله بين يدي هذا الحشد الإيماني نداءً سُمّي أذاناً، وهو ذكر مخصوص شُرع للإعلام بدخول الوقت ودعوة الناس إلى الاجتماع، وهو شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام..
جاء في تفسير قوله تعالى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ}الحج:27 أي : أعلم ونادِ الناس بالحج، والخطاب هنا لإبراهيم (عليه السلام)، فقال إبراهيم: وما يبلغ صوتي؟ فقال: عليك الأذان وعليّ البلاغ، فقام إبراهيم (خليل الله) على جبل أبي قبيس وصاح: يا أيّها الناس، إنّ ربّكم اتخذ بيتاً فحجّوه، فيقال أن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنّه يحج إلى يوم القيامة "لبيك اللهم لبيك"، قال ابن عباس: " فأوّل من أجابه أهل اليمن فهم أكثر الناس حجّاً" (تفسير البغوي وغيره).
وكأنّي بابن عباس (رضي الله عنهما) يشير إلى أهل اليمن في أيامنا هذه، وهم يستجيبون لداعي الله علم الهدى نصرة للمستضعفين في غزة وفلسطين، ويقيمون على المسلمين الحجّة في خروجهم العظيم، حيث لا عذر لأولئك المخلّفين الذين هم على شاكلة المنافقين الأولين في تاريخ الأمة، أولئك الذين خذلوا الحق، واختلقوا الأعذار وقلّبوا الأمور، وحسبوا أن لا تكون فتنة فعموا وصمّوا، "والله بصير بما يعلمون"، وأهل الحق شهودٌ على نفاقهم..
وهنا يجيء الخروج اليماني المهيب استجابة لداعي الله العلم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله) الذي يقف على سبيل جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعو الناس إلى الله على بصيرة، بسنده المتّصل إلى القرآن والعترة، وهو يقود قافلة المسيرة القرآنية، وينسج من خيوط الإيمان درعاً سابغاً يتدرّع به الشعب اليمني، ورايةً مرفرفة باسقةً هي هويته الإيمانية التي حباه الله بها..
قبل عشرٍ من السنين، ما كان أحدٌ إلّا من رزقه الله البصيرة وتأويل الرؤيا يظن أنّ اليمن مقبل على حياة جديدة تنبت فيها جباله وسهوله كلّ هذا النبت الباذخ من العزّة والكرامة، وقد كانت مركوزة فيه بالقوة، حتى جاء من يخرجها إلى الفعل، وهذه واحدة من ثمرات القيادة الربّانية المسلمة وجهها لله في سبيل الإحسان، { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}النساء:125
الخروج العظيم لأهل اليمن وهم الذين ما برحت الحروب تشنّ عليهم من الأقربين والأبعدين، وهم المحاصرون سياسياً فلا أحدٌ من الأعراب يتعاطى معهم على حدِّ الاعتراف بهم بينما نرى أولئك الأعراب يعترفون بـ "إسرائيل" ويشرعون أبواب بلدانهم لليهود الصهاينة الغاصبين المفسدين، وهم المحاصرون اقتصادياً فلا أحد يتبادل معهم تجارة ولا صناعة ولا زراعة، وأكثر من هذا تفرض عليهم محاصرة مالية وتفرض "العقوبات" من الغرب الكافر على كل من يعمل أو يحاول كسر هذه الحصارات، ويدرجونه على قائمة "الإرهاب" ذلك التصنيف السخيف على حد قول السيّد القائد..
ومع كل هذا فها هو اليمن يحاصر حصاره، ويخرج من كل هذه الابتلاءات أصلب عوداً، وأشدّ قوة، وأمضى عزماً، وأكثر يقيناً، وأوضح نهجاً، وأبين قولاً ، وأصدق فعلاً، ولا يرضى بأقل من مقام السابقين المتقين مصداقاً لقوله الله عز وجل: { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ..}آل عمران:172
ولقوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}آل عمران:173
فهل من مصداق أعظم لهذا التوصيف الإلهي لجماعة من المؤمنين من اليمن ومقاومة فلسطين وغزة وحزب الله..
وبعد هذا الانطباق في الوصف الذي يشير إلى المقدّمات، فإن من الحتميات أن تتحقق النتيجة المترتبة على هذه المعادلة أو السنّة الإلهية وهي: { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} آل عمران:174 وهذا الأمر هو الذي يعطي ليمن الإيمان والمجاهدين كل هذه الثقة في الله سبحانه والتوكّل عليه في كل شأن من الشؤون، وهو ما لا يفقهه الكافرون والمنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في هذا العالم.
*رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية

لقاء قبلي مسلح لقبائل مديرية مجز إعلانًا للنفير وتطبيقًا لوثيقة الشرف القبلية
أعلنت قبائل ومشايخ ووجهاء بني حذيفة ومن بينهم مديرية مجز بمحافظة صعدة في لقاءٍ قبلي واسع ومسلح النفير العام؛ استعدادًا لمواجهة أي تصعيدٍ محتمل، ومواصلةً لإسناد غزة؛ وتطبيقًا لوثيقة الشرف القبلية.
سرايا القدس تدمّـر آليات للاحتلال في مناطق متفرقة من غزة
متابعات| المسيرة نت: أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تنفيذ سلسلة عمليات ميدانية ضد قوات وآليات جيش العدوّ الإسرائيلي في مناطق مختلفة من القطاع، أسفرت عن خسائرَ ماديةٍ وبشرية للعدوّ.
جندي صهيوني: الاستنزاف في القتال بغزة سيسحقنا تدريجياً
متابعات | المسيرة نت: عبّر جندي صهيوني عن غضبه الشديد من قيام حكومة المجرم نتنياهو بإرسال الجنود للقتال في غزة، في حين يتم إعفاء عشرات الآلاف من اليهود المتدينين (الحريديم) من الخدمة العسكرية.-
20:56مراسلتنا في غزة: ارتفاع عدد الشهداء إلى 128 شهيدًا في قطاع غزة منذ فجر اليوم
-
20:37مصادر فلسطينية: 11 شهيدا وقرابة 40 جريحا في حصيلة محدثة لاستهداف طيران العدو مواطنين أمام منزل في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة
-
20:24مصادر فلسطينية: مجاهدون يستهدفون قوات العدو بعبوة ناسفة محلية الصنع في جبل أبو ظهير بمدينة جنين في الضفة المحتلة
-
20:24المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة: نمر بيوم صعب للغاية بسبب كثرة مجازر العدو الإسرائيلي في القطاع
-
20:23المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة: طواقمنا عاجزة عن إنقاذ 50 مواطنا تحت الأنقاض في أحياء مدينة غزة
-
19:36مصادر فلسطينية: 40 غارة خلال دقائق شنها طيران العدو الإسرائيلي على مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة