تحرُك الرسول "صَ" لإِخراج الناس من الظُلمات إلى النور
آخر تحديث 03-10-2023 18:42

واصل الرسول "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم" جهوده لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، من خلال حركته بكتاب الله تعالى (القرآن الكريم)، متجهًا إلى هداية الناس، وتغيير مفاهيمهم وأفكارهم الخاطئة، والضالَّةِ، والظلاميَّةِ، وساعيًا لتزكية أنفسهم، وتربيتهم على مكارم الأخلاق.

وأول العناوين لإخراجهم من الظلمات إلى النور هو: تحريرهم من العبوديَّةِ لغير الله تعالى، فللأسف الشديد طرأت على البشر- من بعد انحرافهم عن منهج الله تعالى، ومخالفتهم لرسالاته، واتباعهم للمضلين الظلاميين- معتقدات الشرك، والاعتقاد بالشرك في الألوهية لآخرين اعتقدوهم شركاء لله، واعتبروا أنفسهم عبيدًا لهم، فالبعض اعتقد عبوديته لأصنام، والبعض للشمس، والبعض للنجوم، والبعض لحيوانات، والبعض لطغاةٍ من البشر، والبعض للملائكة، والبعض لأنبياء، والبعض لجن، ولا تزال تلك العقيدة الباطلة مستمرةً لدى كثيرٍ من المجتمعات، فكثيرٍ من النصارى في أمريكا والغرب يعتبرون أنفسهم عبيدًا لنبي الله عيسى "عَلَيْهِ السَّلَامُ"، وفي واقع الحال هم يؤلِّهون المادَّة والشهوات، وهم على ارتدادٍ عن نهج نبي الله عيسى "عليه السلام البريء من الشرك، وفي المجتمعات الأخرى عبيدًا لغيره، فكيف يمكن أن يكون من يحملون عقيدة العبوديَّة لغير الله تعالى حملةً لراية الحريَّة! كما أنهم- ومن يتبعهم- يمنحون الإنسان حق التشريع والتحكم على أخيه الإنسان من دون الله تعالى، وذلك من الاستعباد للناس.

بينما رسالة الله تعالى وأنبياؤه وكتبه تحرر الإنسان من كل أشكال العبودية لغير الله تعالى، من جهة الاعتقاد، ومن جهة التوجه والممارسة، فكلُّ الناس عبيدٌ لله تعالى وحده، ولا يملك أحدٌ حق الألوهية والاستعباد لهم إلّا الله تعالى؛ لأنه ربهم الحقُّ، وخالقهم، ومالكهم، وله ما في السماوات والأرض، وهذا هو المعنى الحقيقي للحريَّةِ، والواقع الصحيح الذي يترجمها، فالرسالة الإلهية تبني مجتمعًا حرًّا بكل ما تعنيه الكلمة، ليس فيه أحدٌ عبدًا لأحد، والجميع عبيدٌ فقط لله ربِّ العالمين، ومبدأ التوحيد هو العنوان الأول لرسالة الله تعالى، قال تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ}[النحل: الآية2]، وكلُّ ما يُعبِّدُ الإنسان لغير الله تعالى، من عقيدةٍ، أو ممارسةٍ، فهو باطلٌ، وضلالٌ، وظلمة، يخسر بها الإنسان حريته بمفهومها الحقيقي.

وبحركة الرسول "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم" بالقرآن، فقد سعى لتحقيق هذا الهدف المقَدَّس في تحرير المجتمع البشري، ولا تتحقق الحريَّة الحقيقية إلّا باتباعه، والإيمان برسالته، والاهتداء بنور الله (القرآن الكريم)، وما عدا ذلك ظلماتٌ يتيه بها الإنسان، ويُعَبِّدُ نفسه للطاغوت والشيطان.

وكما كان من أبرز ظواهر الجاهلية وظلماتها هو: الظلم، ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، حيث تحوَّل إلى سلوكٍ عامٍّ للإمبراطوريات والدول، ومختلف الكيانات، والقبيلة، والأسرة، والأرحام، والأقارب، فتلاشت قيم العدالة، وتغلَّب نظام الغابة، فالقوي يأكل الضعيف.

فتحرك رسول الله "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم" بنور القرآن، وتعاليمه المباركة، بالتزكية للأنفس، وبترسيخ قيم الرحمة والخير والعدل، وبالجهاد والتصدي للظالمين؛ لإخراج الناس من ظلمات الظلم، إلى نور العدل والقسط، الذي هو من أبرز أهداف الرسالة الإلهية، وحظي فيها بمكانةٍ عظيمة، ومساحةٍ كبيرة من التعليمات والتوجيهات، كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحديد: الآية25]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}[النساء: الآية135]، وكما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[المائدة: الآية8].
وكان من ظواهر الجاهلية وظلماتها: امتهان الكرامة الإنسانيَّة بكل أشكال الامتهان، فالإنسان في نظرها وقانونها مهدور الدم، مستباح الحياة، مستباح العرض، مستباح المال، ومستباحٌ فيما يملك، طالما تعلَّقت بذلك مصالحُ، أو رغباتٌ، أو أطماعٌ، من جهة من يستطيع أن يسلبه شيئًا من ذلك بالقهر والغلبة، أو المكيدة والحيلة، فالإنسان في نظر الجاهلية وطاغوتها ومروجيها الظلاميين رخيصٌ مستباح، والمهم هو مصالحهم.


خطاب السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بذكرى المولد النبوي الشريف 1445 هـ -2023 م

البنك المركزي اليمني يعلن عن صك عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً لمواجهة تلف الأوراق النقدية
صنعاء | المسيرة نت: أعلن البنك المركزي اليمني اليوم عن صك عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً، سيتم طرحها للتداول ابتداءً من يوم غدٍ الأحد.
645 من الإبادة الصهيونية بغزة.. خرائط جديدة والوقت يُحسَب بالدم
خاص| المسيرة نت: لم تتوقف آلة البطش والإجرام الإسرائيلية منذ 645 يومًا، مرتكِبةً جرائمَ إبادة جماعية وتطهير عِرقي ضد سكان قطاع غزة، تزامنًا مع إغلاق للمعابر وتجويعٍ ممنهج واستهداف لطالبي المساعدات الإنسانية قرب "مصائد الموت".
جندي صهيوني: الاستنزاف في القتال بغزة سيسحقنا تدريجياً
متابعات | المسيرة نت: عبّر جندي صهيوني عن غضبه الشديد من قيام حكومة المجرم نتنياهو بإرسال الجنود للقتال في غزة، في حين يتم إعفاء عشرات الآلاف من اليهود المتدينين (الحريديم) من الخدمة العسكرية.
الأخبار العاجلة
  • 19:33
    سرايا القدس: دمرنا دبابة صهيونية بعبوة شديدة الانفجار أثناء توغلها شرق حي الزيتون بمدينة غزة
  • 19:26
    البنك المركزي اليمني: نؤكد اتخاذنا ما يلزم من إجراءات لصون مدخرات المواطنين وتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني مهما كانت التحديات
  • 19:26
    البنك المركزي اليمني: نؤكد مضينا في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتعزيز قوة العملة الوطنية وضمان استقرار النظام الصرفي
  • 19:25
    البنك المركزي اليمني: نتوجه بالشكر والتقدير لأبناء شعبنا على ثقتهم في البنك
  • 19:23
    البنك المركزي اليمني: خصصنا مراكز استبدال في المركز الرئيسي وفروعه في المحافظات لتسهيل استبدال العملة الورقية التالفة بالعملة المعدنية الجديدة خلال أوقات الدوام الرسمي
  • 19:22
    البنك المركزي اليمني: تم تصميم وصك العملة المعدنية الجديدة وفق أعلى المواصفات الفنية والأمنية العالية لضمان متانتها وكفاءتها في التداول
الأكثر متابعة