شعراء القدس والمقاومة في اليمن .. الحلقة 3.. إعداد حسن المرتضى

سلسلة شعراء القدس والمقاومة في اليمن نختار فيها نبذة من قصائد شعراء اليمن الذين كتبوا عن القدس والمقاومة

يا قدس واندلعت هنا الأبيات

أحمد عطاء

يا قدسُ.. واندلعت هنا الأبياتُ

            أنت البقاءُ.. وغيركَ الأمواتُ

مهما تلظى الصمتُ بينَ غبارنا

            ستعودُ من خلفِ القبورِ حياةُ

ستعود من تحت القبورِ بنادقٌ

            وفوارسٌ.. وجوارحٌ.. ورماةُ

ستعود من بين الركامِ قذائفٌ

            ويعودُ يومٌ أغبرٌ ورِئاتُ

وسيعتلي الأقصى عنانَ صلاتنا

            فالحب في شرعِ الغرامِ.. صلاةُ

يا ساحة الأقصى بمنعِ دخولها

            مهلًا فنحنُ السُورُ والساحاتُ

قسمًا بمن أسرى الحبيب محمدًا

            لن تهدأ الثاراتُ والغاياتُ

ان أغلقوا دربًا فتحنا مُهجَةً

            لا لن تطول بصبرنا السنواتُ

وسنفتحُ اﻷبوابَ رغم عنادهم

            وستنتهي من حولنا الغاراتُ

والرايةُ البيضاءُ فوق جباهنا

            هبَّت هناك.. وذلِلَت راياتُ

الله أكبرُ ملءَ ساحات الهدى

            وبنا الصدى.. نبراسهُ الآياتُ

وإذا الأخُوَةُ لم تُعِركَ شموخها

            وإذا المنافذُ في المدى أناتُ

سيجيئ نصر الله في إصرارنا

            ويثورُ شعبٌ حربهُ حسناتُ

إن أغلقوا بابَ الصلاة فإننا

      للحرب نارٌ تصطلي.. وجهاتُ

أنتَ الحقيقةُ.. والحقيقةُ مُرةٌ

            أنت السلامُ النصرُ والصلواتُ

....

بشائرُ أبي تمّام

أسامة الجنداري

بِـ"صنعاءَ" قلبي هائمٌ ومُتيمُ

            وإن كنتُ في حُبّي لها أتألَّمُ

وللـ"قُدس" عشقٌ في الحشا مُتربِّعٌ

            وحلمٌ يُحاكي واقعًا ويُترجمُ

 

وروحي بِـ"بيروت" الحبيبةِ تستقي

            جمالًا جنوبيًا بهِ النصرُ مُغرمُ

وفي روضةِ "الفيحاء" تسكنُ مُهجتي

            تجاورُ أهلًا هُم أعزّ وأكرمُ

وطيفي بِـ "بغدادَ" الإبا متعلِّقٌ

            بِرايةِ مجدٍ قد روى نصرَها دَمُ

ولي في "الجزائر" جيرةٌ وأحبَّةٌ

            و"تونس" و"البحرين" كَفٌّ ومِعصمُ

وفي "مصر" لي قومٌ أرومُ وصالَهُم

            ونهرٌ كنهرِ النيلِ بل هو أعظمُ

فيا سيدي لا لن أسير بمفردي

            ولي إخوةٌ غُرٌّ وشعبٌ مُعظَّمُ

فذاكَ أبو تمام للنصرِ مادحٌ

            وهذا البردّوني للفتحِ ملهمُ

فإنَّ الزمانَ اليومَ مَرَّ بِأُمَّةٍ

            وتلكَ الجواري والطغاةُ تحطّموا

وتلكَ الشعوبُ الراكعاتُ تيقَّظَتْ

            تحطمُ عرشَ الظالمينَ وتُهدمُ

شعوبٌ بدربِ الحقِّ ثارَتْ وواجهَتْ

            طواغيتَ هذا العصرِ، والحقُّ أقوَمُ

...

الصرخة أسد باش

..

درب الجهاد وليس عنهُ بديلُ

            إن أوغلتْ في القدس إسرائيلُ

فلترفعوا للحق سيفَ مقاوم

            ولتنفروا، للحربِ ذاك سبيلُ

لا نصرَ يأتي بالخنوعِ لطالما

            لحنَ الحيادُ وخانهُ المأمولُ

صدق (اْبنُ بدرٍ) حين قال: تأملوا

            في الحالِ كيف أحالَهُ التظليلُ

لمّا رأى الإسلام يشكو علّةً

            والناسُ فيها ذلّةٌ وذهولُ

لمّا رأى الأقصى يضامُ وأهلَهُ

            ودمُ البراءةِ كالزُّلالِ يسيلُ

لمّا رأى الشّام الأبيّةً مأتمًا

            والنفطُ يعزف حُزننا ويُطيلُ

قال: النّجاةَ إذا أردتم فاصرخوا

            حتى يخرَّ الكفرُ وهو ذليلُ

فهي السلاحُ لمن أراد تحررًا

            إن أُطلقت يتحسّر التطبيلُ

وتذوبُ أقنعة النفاقِ فيصطلي

            بالِنّارِ حزبٌ خائنٌ وعميلُ

فلتُطلِقوها كالسّهامِ براءةً

            في نحرهم وليخسأ التهويلُ

آن الأوانُ لكي نرى أرتالهم

            تحت النعالِ وحلفهم مشلولُ

أنتم جنودُ الله فوق تُرابهِ

            لله أنتم والعدو هزيلُ

فلتزأروا مثل الأُسود لينجلي

            فجر الشموخ وينتشي التّقبيلُ

ويعودُ قدسُ المسلمين مُحرَّرًا

            والاحتلال بأرضه مقتولُ

وبكل فخرٍ تعتلي أعلامُنا

            والذل للأعداء والتنكيلُ

يا قدس صبرًا إنَّ ليلًا مظلمًا

            فوق العدو يزفه الترحيلُ

سنظل نصرخ ما تبقَّت أنفسٌ

            فينا وما قُرِأَت عليك الفيلُ

يا أُمّةَ الإسلام يكفي ذّلةً

            صرخ الحسين مكبرًا ويقولُ:

الله أكبرُ رددوا قولوا معي

            وتموت أمريكا وإسرائيلُ

وعلى اليهود ومن لديهم لعنةٌ

            والنصر للإسلام والتبجيلُ

 ...

القدس.. إسماعيل مخاوي

نُعادي بعضَنا من عهدِ عادٍ

            ونلعـنُ بعضَنا ونقولُ نحسُ

ونقتلُ بعضنا ونتيهُ فـخرًا

            على دَمِنا أحـقًا نحنُ إنـسُ

وفي تاريخِنا ملـيارُ جـرحٍ

            ولكن ليس فينا من يحسُّ

وفي أوطاننا قَلَقٌ وفوضى

            كأنّ بهـذهِ الأوطـانِ مـــسُّ

وكـل بلادنـا للبـغيِّ عــرشٌ

            وكـل بلادنـا للحـقِّ رمـــسُ

شعوبٌ دجَّنت همًا ووهمًا

            فغايةُ أمرِها شَبَعٌ وجنسُ

تولّى أمرهَا حـكـَّامُ ســوءٍ

            عذابٌ حُكمهم وأسَىً ويَأسُ

إذا غضِبوا فإعدامٌ ونَفيٌ

            وإن رَحمُوا فتَعزيرٌ وحَبسُ

وهُم همٌّ على الأوطانِ طاغٍ

            ودمـدَمَــةٌ وزَلـزلــةٌ وخَفــسُ

وإن قصَدوا العدوَّ فهم سَلامٌ

            وأغــنـيــةٌ وغانـــيـةٌ وكَـــأسُ

ويُكـسرُ إن شَكا منـهـم يـَراعٌ

            ويُحرقُ إن حكى بالحقِّ ضرسُ

ويحكُمنا الخسيسُ فإن تَولَّى

            تحـكَّم بعـدهُ فــيـنـا الأخـَـسُّ

وكـم لا بـأسَ قلناهَا مِرارًا

            وكل حيـاتِنا بـأسٌ وبــؤسُ

وكم سَمِلت بنارِ الحُزنِ عينٌ

            وكم ذُبحت بسيفِ القهرِ نفسُ

وَنُبحرُ في الغوايةِ من زمانٍ

            وهل يومًا على بَرٍّ سَنرسُــو

وفي الأعمَاقِ أهوالٌ وجهلٌ

            وفي الآفاقِ تطبيعٌ وطَمـسُ

وليسَ الحكمُ للأذنابِ أصلًا

            ولكن ليسَ في الآفاقِ رأسُ

وكم من باطلٍ في ثوبِ حقٍّ

            وبعضُ السُّمِ في عسَلٍ يُدَسُ

وكم من يُوسفٍ بِعناهُ غَدرَا

            هنَا ثَمنُ الفتى العربيَّ بخسُ

ونُدعَى مسلمينَ وليسَ فينا

            ولَا معَنا من الإسلامِ حسُّ !

وكلُّ يــدٍ مـن الإســلامِ صِفــرٌ

      وإن عَقدَت على الإسلامِ خمسُ

نُعــظِّـمُ جاهـــلـيتَـنــا ونـزهُـــو

            ونَعــصِرُ كــرمَ ذِلَّتــنَا ونَحــسُو

فَلا استَكفَى بَنُو ذُبيانَ ثَأرًا

            ولا شَبِعَت منَ الغزواتِ عَبــسُ

كأن لم يغسلِ الأرواحَ فجرٌ

            ولم تشرق على الأذهَانِ شَمــــسُ

نيمِّمُ شطرَ أمــريــــكَـــا لـــترَضى

            ونرضَى ما تدُوسُ وما تــجُــــسُّ

نطوفُ ببيتِهـــا طمَعًا وخــُوفًا

            لنَا في ظــــلّهِ أمَــــلٌ وأُنـــــسُ

ونُســــــلِمُ أمــــرَ أُمَّتِنَا إليــــهَا

            تُعرِّيهَا متى شَاءت وتَكــسُو

وشَرُّ دُعاتِنَا دينــًا ودُنــيا

            لهم أمرانِ إرهابٌ ورِجسُ

سُرورُ المسلمينَ لديهِ حُزنٌ

            وموتُ المسلمينَ لديهِ عُرسُ

وبعضُهمُ على الإسلامِ نارٌ

            وبعضهمُ على الإسلامِ فأسُ

لِحىً إبليسُ من دَمِهِ سَقَاها

            تلينُ كمَا يُريدُ لها وتَقــسُو

تكاثرَ شوكُها في كلِّ دَربٍ

            وباتَ لـضُرِّها ثَمرٌ وغَـرسُ

ونَذبَحُ بعضَنا بَطرًا ونزهُو

            كأنّا من بني الحيوانِ جِنسُ

ومُعظَمُنا لإسرائيلَ أسرى

            وإسرائيــلُ للطغيــانِ أُسُّ

وتَحكُمُنا علانيةً ويُعـــطَى

            لها من ثروةِ الأعرابِ خُمسُ

ويَشقَى القُدسُ من سبعينَ غَبنًا

            ولا أحدٌ لهُ يأسَــى ويَـــــأسُــــو

على عتبَاتِهِ شَرفٌ يُدمَّى

            وفي جَنبَاتهِ شَرفٌ يُمَسُّ

وإن يَصرُخ فكل الناسِ صُمٌ

            وإن يُهدم فكل الناسِ خُرسُ

وليسَ سوى بَنيهِ بكلِّ عزمٍ

            سَروا في ليلهِ الدَّاجي وعَسُّوا

وليسَ سِوى بَنيهِ وقد تفَانوا

            لهم في الحربِ إصرارٌ وبَأسُ

لهم في حالِ أَندَلُسٍ بَلاغٌ

            وفي التاريخِ مُعتبرٌ ودرسُ

وكم قُدسًا أَضَعنا قبلَ هَذا

            وكم مِن بعدهِ سَيضِيعُ قُدسُ