الهدنة وإيديولوجيا التسليم
آخر تحديث 05-08-2022 23:10

عبد الحميد الغرباني.. مع تجديد الهدنة ظهرت آراء وكتب البعض، ينتقد ويعارض دونما معطيات لديه ولا تجربة ولا سعة ثقافة وتاريخ

وكلما يُمكّن من تقديم رأي أو ترجيح خيار، في الكفة الأخرى برز من تصدى لهذه الكتبات على ضآلتها حتى وجدت لها مساحة، هذا الفريق في الرد والتعليق اعتمد على الإيديولوجيا بشكل أساسي ، والعقيدة أو الأيديولوجيا لمن عابها هي أهم المرتكزات الحتمية والضرورية في الطريق لضمان الاستقلال والسيادة وعليه سنفترض أن المنتقدين لتمديد الهُدنة تحت أي عنوان يتساءلون لماذا نقول إن التسليم للسيد القائد هو الموقف الحكيم الذي يجب أن نلتزمه ونطمئن إليه؟ وهل هذه العقيدة تُصيّر الجماهير قطيعا؟ والثقافة القرآنية تجيب وليس نحن.

في فلسفة القيادة والولاية من منظور الثقافة القرآنية إن النبي و من بعده ورثة الكتاب، أعلام الهُدى، يبرزون أولى بالناس من أنفسهم، وعليه المطلوب من الناس على الدوام في ظل هذه الثقافة والعقيدة الاتباع والتسليم المطلق للقيادة لاغير ذلك وفي القرآن الكريم درس ساخن يقول الله تعالى ( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ) لقد طلب طالوت وهو ملك وارث كتاب _ علم _ وليس نبيا من تابعيه و السائرين تحت لوائه أن لا يشربوا وهم على بعد وقت قصير جدا من القتال وذاك أمر معاكس لما تتطلبه المعركة والقتال ولكن هناك ما هو أهم -لخوض المعركة والقتال كما يجب وينبغي وفي حالة من الثبات والاستعداد- يجهله الأتباع وليس من الضروري البتة أن

يفصلّه القائد وهو هنا طالوت، لقد تحقق لمن لم يَطْعَمْهُ المعية أو كونهم مِن طالوت وقد سار بهم مع أصحاب الغرفة للمعركة و المواجهة الساخنة -وهم قلة- مع جالوت الذي خرج بدوره على رأس جيش جرار هُزم في ساح المواجهة رغم ضخامته، وهنا يعلمنا القرآن أن القطيع هم من شربوا و لم يلتزموا ما ذهب إليه طالوت أو قل المعتدين بذواتهم وليس غيرهم .في الثقافة القرآنية نحن مآمورون أن نسلّم للقائد العَلَم الحكيم  لا أن ننصب أنفسنا عباقرة وساسة حاذقين، نعرف المصلحة و المستفيد والفائدة، فهل يفهم ويؤمن منتقدو موافقة القيادة بشأن تمديد الهدنة بهذه الثقافة وينطلقون منها؟ إذا كانوا كذلك فهذه العقيدة الصلبة تكفيهم للاتزام موقف القيادة و تبنّي خياراتها وهذا بالطبع لا يعني أن لا مصلحة تحققت مع الهدنة منذ بدايتها ،فتخفيف وطأة الحصار حصل ويتسنى في ظلها بناء مايلزم الصمود والمواجهة، بالنسبة لمن يقول "على الأقل يجب أن يعرف الناس أو الجماهير الحكمة وراء هذا القرار أو ذاك الخيار ويتردد في السؤال لماذا وكيف؟ " فهو يطلب مالا يلزم القيادة إيضاحه وبسطه إلا إن ترى ذلك فقط أو سيتأتى معرفة ذلك في واقع الأمور، تماما كما تبين لأصحاب الغرفة في قصة طالوت أن إبتلاء النهر و الشرب من عدمه كان بوابة نحو النصر على جالوت وجيشه واستجابة عمليةثبتتهم في ركاب طالوت، بعد أن كانوا على أهبة الفرار لولا أن شدّ من لم يشربوا مطلقا عزمهم وزادوا يقينهم، وفي ظل الخلاص من مخاوف نتائج المعركة وجَلبة وخَبال من شربوا بعد أن تراءى لهم جيش عرمرم ، لولا ابتلاء النهر لقضى التنادي " لا طاقة لنا بجالوت وجنوده " على طالوت و جيشه تماما فهل يود أصحاب "لا مصلحة لنا في الهدنة" أن يذهبوا بنا إلى خيارات قد تقضي على تطلعات الجماهير و تسحقهم وتذلهم الخيارات الناجعة لاتأخذ هذا الطابع إلاحين يراها قائدنا كذلك ودون ذلك لا يمثل حلا ولا مصلحة وبالنسبة لمن تشعر من  كتاباتهم أن من المفترض أن تستأذنه القيادة في الخيارات والحلول و السياسة والرؤى و يعتقد أنه الذكي والداهية و السياسي و يكثر من التحليلات وإثارة الرأي العام فمثل هؤلاء مرضى و في أحسن تقدير حمقى، والأحمق فيما يروى عن الإمام علي عليه السلام "يود أن ينفعك فيضرك ".

يجب أن تُوعّى الجماهير والرأي العام بإيديولوجيا التسليم للقيادة ولنا في عواقب خلاف ذلك عبرة ما حدث يوم أُحُد  من دروس ، فلو أن الرماة ما غادروا مواقعهم لما تحول النصر إلى فاجعة كبرى ولما كاد يومئذ أن يُقتل الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، لقد غيّر العصيان لتوجيهه نتيجة المعركة وقد حسمت وباتت الغنائم تُجمع والخ ونحن بدورنا قد نقع في خطأ رُماة أُحُد، إذا ما رأينا خلاف قرار و توجيه السيد عبد الملك الحوثي بالذهاب نحو تجديد الهدنة، والحديث أن تحالف العدوان غنيمة في مثل هذا الظرف من المتغيرات الدولية والحاجة الماسة لأمن الطاقة والممرات الدولية، وبالتالي الظروف مواتية لفرض اتفاق أفضل، هذا الأمر تعلمه القيادة وتعلم أكثر من ذلك على مختلف الأصعدة وجرى الحديث عنه قبيل تمديد الهدنة على أكثر من منبر إعلامي، لكن ترديده في معرض الاحتجاج والمعارضة على تمديد الهدنة يغيب
عنه حسابات كثيرة ومعطيات أكثر

والعاقبة للمتقين..

الشيخ للمسيرة: سوريا الجديدة ملائمة تماماً لإسرائيل والولايات المتحدة
أشار الباحث والخبير السياسي، مدير مركز شمس للدراسات الاستراتيجية المتقدمة، الدكتور محمد الشيخ، إلى حجم الضغوط التي تتعرض لها لبنان بسبب مساعي واشنطن لمحاولات نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية "حزب الله".
محلل سياسي: تهديدات نزع سلاح حزب الله "مراهقة" وتُنبئ بخطط غادرة ضد المقاومة
خاص| المسيرة نت: وصف الخبير والمحلل السياسي الدكتور وسام عزيز، التهديدات الأخيرة الموجهة إلى لبنان، والتي تطالب بنزع سلاح حزب الله وتلوّح بخطر ما تسميه "الهيمنة الإقليمية في بلاد الشام"، بأنها "مراهقة سياسية"، تكشف جهل مطلقيها بطبيعة المقاومة وقدراتها المتجذرة.
فريق سفينة حنظلة: نُبحر من أجل كسر الحصار على غزة وتحرير فلسطين
متابعات| المسيرة نت: أكّد أحد أعضاء فريق سفينة "حنظلة"، في مؤتمر صحفي عُقد اليوم على متن السفينة قبالة سواحل جزيرة صقلية الإيطالية، أن طاقم السفينة يواصل الإبحار ضمن مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة من قبل كيان العدوّ الصهيوني.
الأخبار العاجلة
  • 13:39
    موسكو تنفي تقرير "أكسيوس" حول مقترح روسي لحث إيران على "صفر تخصيب لليورانيوم
  • 13:39
    مصادر طبية : 4 شهداء وعدد من المصابين في غارة للعدو الاسرائيلي على منزل بحي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة
  • 13:08
    مصادر طبية : شهيدان وعدد من المصابين في غارة للعدو الاسرائيلي على منزل بحي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة
  • 12:55
    مصادر طبية بغزة: 50 شهيدًا في غارات صهيونية على القطاع منذ فجر اليوم بينهم 21 بمخيم النصيرات
  • 12:54
    مصادر سورية: العدو الاسرائيلي يتوغل في قريتي عين زيوان وسويسة جنوبي القنيطرة.
  • 12:54
    بزشكيان: لن نرضخ أبدا للتهديد والهيمنة، ونسعى من خلال الدفع بالمسار الدبلوماسي إلى منع تكرار الحرب
الأكثر متابعة