مميزات المتقين وإيمانهم بوعد الله ووعيده

ما يتميز به المتقون: أنهم في حالة انتباه، في حالة تذكر، مع يقينهم بالآخرة، مع إيمانهم بوعد الله ووعيده، هم في حالة انتباه، وتذكر، وجهوزية، واستعداد؛ ولذلك يزنون تصرفاتهم، أعمالهم، مواقفهم على هذا الأساس، أنَّ هناك حساب، هناك جزاء، يتذكرون ذلك،
وإذا حدثت لهم حالات غفلة، فهي حالات عارضة، وليست حالاتٍ مستحكمة، هي حالاتٌ عارضة، يخرجون منها، يُذَكَّرون فيتذكَّرون، يأتي ما ينبههم؛ فيخرجون من حالة غفلتهم، ويعودون إلى انتباههم، وهم يستشعرون دائماً قرب لقاء الله "سبحانه وتعالى"، {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}[البقرة: الآية46]، فاستشعارهم المستمر لقرب لقاء الله "سبحانه وتعالى"، يجعلهم في حالةٍ من الانتباه، واليقظة، والاستعداد، والإدراك أنَّ مواقفهم محسوبة، وتصرفاتهم محسوبة، وأعمالهم محسوبة... إلى غير ذلك، ولهذا يقول الله "سبحانه وتعالى" عنهم: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}[الأعراف: الآية201]، فهم قد تعرض لهم حالة الغفلة، ثم سرعان ما ينتبهون، فينتبهون لتصرفاتهم، لأعمالهم، لمواقفهم، ويتحركون على أساسٍ من إيمانهم.
أيضاً في علاقتهم بالله "سبحانه وتعالى"؛ لأن الإيمان بالآخرة هو جزءٌ من إيماننا بالله، إيماننا بوعده ووعيده "سبحانه وتعالى"، فالله يقول عنهم: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}[الأنفال: من الآية2]؛ ولذلك يتأثرون، {إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ} فيتأثرون بذلك، يكون لذلك تأثير في أعماق قلوبهم {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}، مشاعرهم حيَّة، وجدانهم حي، ضميرهم حي، يخشون من عذاب الله، يستحيون من الله "سبحانه وتعالى".
وحالة الاستشعار الدائم لذلك المستقبل الآتي حتماً، عبَّر عنها القرآن الكريم في إدراك أهميتها يوم القيامة، الإنسان الذي كان متذكراً هنا، منتبهاً، في حالةٍ من اليقظة، والاستعداد، والجهوزية، يوم القيامة يدرك قيمة أنه كان يستشعر أهمية الحساب، ويحسب لنفسه ذلك قبل مجيء يوم القيامة، فيقول الله "سبحانه وتعالى" عن هذه الحالة: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ}[الحاقة: الآية20]، هكذا هو الإنسان المؤمن المتقي يوم القيامة، بعد أن يأخذ كتابه بيمينه، وفيه الصفحات التي تبيِّض وجهه، تجعله يستبشر من أعماله الصالحة، من أعماله التي فيها مرضاة الله "سبحانه وتعالى"، فهو مستبشر، فيتذكر حينها أهمية استشعاره في حياته هنا في الدنيا لمسألة الحساب، ومسألة القيامة والجزاء، فيقول: {إِنِّي ظَنَنْتُ}، يعني: كنت استشعر في حياتي في الدنيا، {أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ}، أنه لا بدَّ من الحساب، وأنني سألقى الحساب، ومن ثم الجزاء، فكان لهذا أهمية في أن أستعد، أن أتوب إلى الله، أن أتلافى تقصيري، أن أتدارك خطيئاتي، أن أتجه إلى الله "سبحانه وتعالى" بالعمل الصالح فيما أمرني به، فكان لذلك الثمرة الطيِّبة.
حالة اليقظة، حالة الانتباه، حالة الاستعداد، حالة الاهتمام لدى المتقين، تصل إلى أن يكون لديهم انتباه واهتمام في مختلف الحالات والظروف، حتى في حالة النوم، قال الله عنهم: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}[السجدة: من الآية16]، يأتي التذكر للآخرة، للحساب، للجزاء، لذلك المستقبل الأبدي، حتى وهو مضطجعٌ على فراش نومه، فتثيره هذه الحالة، وتنشِّطه للقيام من نومه إلى العمل الصالح، إلى ذكر الله "سبحانه وتعالى"، إلى التحرك لما فيه طاعة الله "سبحانه وتعالى"، إلى الاهتمام بمسؤولياته وواجباته، هذه الحالة الهامة من التذكر والانتباه تجعلهم يتداركون أنفسهم عند كل حالة تقصيرٍ، أو عند كل هفوةٍ أو ذنب، فيبادرون سريعاً بالتوبة والإنابة إلى الله "سبحانه وتعالى"، كما قال الله عنهم: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: من الآية135]، هم يتجهون بمبادرة سريعة بالإنابة إلى الله، بتدارك خطيئاتهم، أو معاصيهم، أو ذنوبهم، أو تقصيرهم، أو تفريطهم، أو تهاونهم، ولا يصرون أبداً، لا يستمرون في حالة العصيان لهذا الانتباه.
هذه الحالة الإيمانية التي عليها أنبياء الله وأولياء الله، الله يقول عن الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله": {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، وهو في مقام الرسالة والنبوة والمنزلة العظيمة العالية عند الله، لكن هكذا هو الإيمان، يستذكر اليوم العظيم والعذاب العظيم.
يقول الله "سبحانه وتعالى" عن أوليائه: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}[الإنسان: الآية10]، فيما روي في قصة الإمام عليٍّ "عليه السلام"، وفاطمة الزهراء: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}، في الحالة الذهنية، في الحالة النفسية حالة تذكر واهتمام، والتفاتة إلى ذلك اليوم الآتي.
المحاضرة الرمضانية الرابعة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي 1443 هـ - 2022 م

خبير بوزارة الزراعة للمسيرة: الزراعة المائية.. الحل السحري لأزمة الغذاء والمياه في اليمن
المسيرة نت| خاص: أكّد المهندس وجيه المتوكل، مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة في صنعاء، أنَّ تقنية "الزراعة المائية" تمثل "الحل السحري" لمواجهة تحديات المساحات الزراعية المحدودة وشح المياه وأزمة الغذاء في اليمن، داعيًّا إلى إعطائها الأولوية القصوى في الخطط الزراعية المستقبلية.
الدقران: لدينا أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الركام نتيجة العدوان الإسرائيلي ولا نستطيع انتشالهم
خاص| المسيرة نت: أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة د. خليل الدقران للمسيرة أن العدو دمر معظم المستشفيات ومراكز الوزارة في قطاع غزة.
الرئاسة المصرية: قمة دولية في مدينة شرم الشيخ بمشاركة أكثر من 20 دولة تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة
متابعات| المسيرة نت: تُعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية الاثنين المقبل، قمة دولية تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة.-
00:21عراقجي: طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن فقط على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة
-
00:21عراقجي: تبادل الرسائل مع واشنطن ما زال قائماً الآن عبر وسطاء كما كان قائماً في الماضي
-
00:20عراقجي: من الواضح أن المراحل التالية من خطة غزة ستكون أكثر صعوبة وعندها سيتبيّن مدى التزام أميركا وبقية الأطراف بوعودهم
-
00:20وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: هناك شكوك جدية حول مدى مصداقية ترامب وإدارته حول الوعود البراقة بشأن مستقبل غزة من إعادة الإعمار إلى تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني
-
00:14مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي قرية جيت شرقي مدينة قلقيلية وتعتقل فلسطينيين في مدينة يطا جنوبي الخليل بالضفة الغربية
-
00:14مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة نعلين غربي مدينة رام الله بالضفة الغربية