نعمة الهداية هي من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده
آخر تحديث 13-02-2022 18:35

أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، هي: نعمة الهداية، الهداية للإيمان، الهداية بتوجيهات الله وتعليماته للإنسان في مسيرة حياته، هذه الحياة هي ميدان اختبار، وميدان مسؤولية للمجتمعات البشرية كافة، والله "سبحانه وتعالى" قال في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}[الانشقاق: الآية6]،

مسيرة الحياة هي مسيرة اختبار، الإنسان يواجه فيها الكثير من الصعوبات والتحديات، ويعيش فيها الاختبار، أمام التوجيهات الإلهية، أمام ما يواجهه من تحديات وصعوبات وظروف، كيف سيتعامل معها، والإيمان عندما يمنُّ الله على شعبٍ، أو على شخصٍ، أو على أمةٍ، أو على مجتمعٍ بالإيمان، يعتبر توفيقاً عظيماً؛ لأن الإنسان مسيرته تتجه به نحو الله "سبحانه وتعالى"، سواءً كان كافراً أو مؤمناً، مطيعاً أو عاصياً، مرجعه إلى الله، مصيره إلى الله، للحساب وللجزاء على ما قدم، على ما عمل في هذه الحياة، على تصرفاته في هذه الحياة، وهو مصيرٌ محتومٌ لا مفر منه، لا يمكن للإنسان أن يمتنع عنه، ولا أن يفر منه، لا مفرَّ من الله إلَّا إليه.

الإنسان يأتي إلى هذه الحياة بأجل، ثم يأتيه الموت أو يقتل فيرحل من هذه الحياة، ثم تأتي المحطة الأخرى التي هي الدار الآخرة، يأتي الحساب، يأتي الجزاء على ما عمل الإنسان في هذه الحياة، والمسيرة الإيمانية هي مسيرة أنبياء الله، ورسله، والصالحين من عباده، وهي التي تكفل للإنسان الفلاح والفوز، فيكون فائزاً ومستفيداً من هذه الحياة، رابحاً، وناجحاً، وظافراً؛ لأنه ضمن لنفسه المصير الحسن، المستقبل الأبدي العظيم، الذي غايته: رضوان الله، والجنة، والحياة السعيدة الأبدية، إضافةً إلى ما يحظى به في هذه الحياة في عاجل الدنيا قبل آجل الآخرة من رعاية الله "سبحانه وتعالى".

المسيرة الإيمانية- كما قلنا- هي مسيرة أنبياء الله، ورسله، والصالحين من عباده، وهي تصل الإنسان في مسيرة حياته، في مجالات هذه الحياة كافة، بتوجيهات الله تعالى وتعليماته، فيتحرك وفقها، في كل مواقفه، في كل شؤون حياته، هذه هي ثمرة الانتماء الإيماني، وتوجيهات الله "سبحانه وتعالى" وتعليماته هي من منطلق رحمته؛ لأنه الرحمن الرحيم، أرحم الراحمين، وبحكمته، وهو أحكم الحاكمين، وبعلمه، وهو عالم الغيب والشهادة، العليم بكل شيء، المحيط بكل شيءٍ علماً... وهكذا عندما نأتي إلى بقية أسماء الله الحسنى، لتعليماته ارتباطٌ بكل أسمائه الحسنى.

فأن يكون الإنسان في مسيرة حياته يتحرك وفق توجيهات الله "سبحانه وتعالى"، أن يكون منطلقاً في مسيرة هذه الحياة في أعماله، في اهتماماته، في التزاماته العملية، فيما يفعل، وفيما يترك، وفق تعليمات الله، وفق توجيهات الله "سبحانه وتعالى"، فهذه نعمةٌ عظيمةٌ؛ لأنه سيحظى برعايةٍ عظيمةٍ من الله "سبحانه وتعالى" فيما وعد به عباده المؤمنين المطيعين في عاجل الدنيا، وفي مستقبلهم الأبدي والدائم في آجل الآخرة.

هذه النعمة عندما نتذكرها، ونتذكر أهميتها وقيمتها فيما تتركه من أثرٍ في أنفسنا، وأثرٍ في واقع حياتنا، وفيما يترتب عليها في مستقبلنا الأبدي والدائم، لهذا التذكر أهميته الكبيرة؛ لأن البعض- مثلاً- سينظر إلى مثل هذه المناسبة إلى أنها لا تعني لنا شيئاً في زماننا هذا، [مسألة مرتبطة بجيلٍ من الأجيال الماضية، دخل في الإسلام، وانتهى الأمر]، ليست المسألة كذلك، النعمة على الآباء هي نعمةٌ على الأبناء، وبالذات في الأمور المصيرية، التي يترتب عليها مستقبل الأجيال، لو لم يكن هذا التوجه في تلك المرحلة، هذا الإيمان في تلك المرحلة، هذه النعمة التي أنعم الله بها على المسلمين عموماً في تلك المرحلة؛ لكانت الجاهلية استمرت في كل منطقة من ربوع عالمنا العربي والإسلامي، بكل ما فيها من ضلال، بكل ما فيها من دنس، بكل ما فيها من رجس، بكل ما فيها من مفاسد، بكل ما فيها من باطل، بكل ما فيها من منكر، ولكانت تعاظمت مساوئها وآثارها السلبية في كل واقع الحياة، لكانت تعاظمت ضلالاً، وباطلاً، ومنكراً، وفساداً، وطغياناً، وفجوراً، وسوءً، ولكانت في آثارها في واقع الحياة تعاظمت كذلك، حتى تصل بالبشر إلى وضعية سيئة للغاية في الدنيا، فما بالك في مستقبلهم في الآخرة.

فالنعمة على الأجيال الماضية، نعمة بني عليها، نتج عنها تحولٌ مستقبليٌ مصيريٌ ممتدٌ في كل الأجيال، هي نعمةٌ على كل جيل من تلك الأجيال، علينا نحن في هذا الزمن؛ ولهذا يأتي التذكير بنعمة الله "سبحانه وتعالى" في هدايته للإيمان، عندما قال الله "سبحانه وتعالى" في القرآن الكريم: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ}[الحجرات: من الآية17]، {يَمُنُّ عَلَيْكُمْ}، لله المنَّة علينا أن هدانا للإيمان، المنَّة على آبائنا وأجدادنا في كل تلك الأجيال، منذ انطلقت شعوبنا وأمتنا ضمن انتمائها الإيماني، هذه نعمةٌ عظيمةٌ جداً.

الله "سبحانه وتعالى" أيضاً يذكِّرنا بقيمة أن نتذكر النعم، أن ندرك قيمتها، أن نستشعر إيجابيتها، وأن نفرح بها، {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: الآية58]؛ لذلك من العظيم، من المناسب أنَّ هذه المناسبة تحظى باهتمام، بتقدير، بالنظرة إليها كذكرى تاريخية عظيمة وإيجابية، اعتاد شعبنا اليمني أن يعطيها أهمية، أن يدرك قيمتها، أن يجعلها مناسبةً لفعل الخير، لصلة الأرحام، للبر، للإحسان، للابتهاج بها، لذكر الله فيها، وأن يعقد فيها كمناسبة الكثير من الاجتماعات والاحتفالات... وما شابه، هذه مسألة جيدة.

الله "سبحانه وتعالى" أيضاً يذكِّرنا في القرآن الكريم بأهمية الإيمان، بعظمته، بثمراته الطيِّبة، بنتائجه الكبيرة على مستوى واسع، في نفس الإنسان، في سلوكه، في حياته، في مستقبله الأبدي، وأنه يمثِّل إنقاذاً للإنسان في الدنيا، وإنقاذاً له في الآخرة، إنقاذاً للإنسان في الدنيا؛ كي لا يضيع حياته، كي لا تتحول مسيرة حياته إلى وبالٍ عليه، يتحمل فيها الأوزار، والذنوب، والآثام، يرتكب فيها الجرائم، يسيء إلى إنسانيته، يُحرِم نفسه من القيمة الإنسانية التي وهبه الله إياها، وأيضاً فيما يترتب على ذلك من تأثيرات سيئة على الناس في حياتهم، ثم في مستقبلهم الدائم في الآخرة، عندما يكون المستقبل جهنم والعياذ بالله، العذاب الأبدي، الشقاء الدائم، الخسارة الكبرى للإنسان والعياذ بالله.

فالإيمان هو إنقاذٌ لنا في هذه الحياة، إنقاذٌ لنا في إنسانيتنا؛ لأن الإيمان يحفظ لنا انسانيتنا، القيم التي وهبنا الله إياها، الفطرة التي منحنا الله إياها، يحفظ للإنسان سموه كإنسان، شرفه كإنسان، اعتباره كإنسان، كرامته كإنسان، يبعده عن الرذائل، عن المفاسد، عن المخازي، عن الأشياء السيئة التي تسيء إلى شرفه وكرامته الإنسانية، ويترتب عليها آثار سيئة عليه في نفسه، في حياته، في واقعه، كشخص وكمجتمع، ثم إنقاذ في الآخرة، إنقاذٌ من عذاب الله، إنقاذٌ من الشقاء الأبدي، إنقاذٌ من جهنم والعياذ بالله، من الخسارة الكبرى، من فوات نعيم الجنة، من فوات رضوان الله "سبحانه وتعالى"، والكرامة، والرحمة الإلهية الأبدية.

فيمثل نعمةً عظيمةً في مقدِّمة كل النعم، تطيب به حياة الإنسان، يسمو به الإنسان، يشرف به الإنسان، يكرم به الإنسان، وهذا الإيمان كانتماء في ثمرته الأساسية يذكِّرنا الله "سبحانه وتعالى" بما يعنيه لنا، عندما قال "جلَّ شأنه" في القرآن الكريم: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ}[المائدة: من الآية7].

كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة جمعة رجب 1443هـ -2022
 

خبير بوزارة الزراعة للمسيرة: الزراعة المائية.. الحل السحري لأزمة الغذاء والمياه في اليمن
المسيرة نت| خاص: أكّد المهندس وجيه المتوكل، مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة في صنعاء، أنَّ تقنية "الزراعة المائية" تمثل "الحل السحري" لمواجهة تحديات المساحات الزراعية المحدودة وشح المياه وأزمة الغذاء في اليمن، داعيًّا إلى إعطائها الأولوية القصوى في الخطط الزراعية المستقبلية.
الدقران: لدينا أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الركام نتيجة العدوان الإسرائيلي ولا نستطيع انتشالهم
خاص| المسيرة نت: أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة د. خليل الدقران للمسيرة أن العدو دمر معظم المستشفيات ومراكز الوزارة في قطاع غزة.
الرئاسة المصرية: قمة دولية في مدينة شرم الشيخ بمشاركة أكثر من 20 دولة تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة
متابعات| المسيرة نت: تُعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية الاثنين المقبل، قمة دولية تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة.
الأخبار العاجلة
  • 00:21
    عراقجي: طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن فقط على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة
  • 00:21
    عراقجي: تبادل الرسائل مع واشنطن ما زال قائماً الآن عبر وسطاء كما كان قائماً في الماضي
  • 00:20
    عراقجي: من الواضح أن المراحل التالية من خطة غزة ستكون أكثر صعوبة وعندها سيتبيّن مدى التزام أميركا وبقية الأطراف بوعودهم
  • 00:20
    وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: هناك شكوك جدية حول مدى مصداقية ترامب وإدارته حول الوعود البراقة بشأن مستقبل غزة من إعادة الإعمار إلى تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني
  • 00:14
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي قرية جيت شرقي مدينة قلقيلية وتعتقل فلسطينيين في مدينة يطا جنوبي الخليل بالضفة الغربية
  • 00:14
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة نعلين غربي مدينة رام الله بالضفة الغربية
الأكثر متابعة