مقدمة نشرة الأخبار الرئيسة لقناة المسيرة ليوم الأربعاء 18/08/2021

إلى ساحاتِ عاشوراءَ غدًا في العاصمةِ صنعاء والمحافظاتِ يحتشدُ شعبُنا اليمنيُّ، ماضيًا على نهجِ الحسين في مواجهةِ العدوانِ الأمريكيِّ والاستكبارِ العالميِّ، مؤكّدًا على أنَّ كلَّ مكانٍ كربلاء، وكل َّيومٍ عاشوراء،

وعاشوراءُ هذا العام آتيةٌ بعِبرِ التاريخِ وصراعاتِه وتحوّلاتِه، وأعظمُ ما في ذلك أنّها رمزٌ يُقاسُ به كلُّ حدَث، وأنها ليست قصةً من ماضٍ قضى وانتهى بل هي معركةٌ متصلةٌ بحاضرِ ومستقبلِ الإنسانية، فأي ُّجماعةٍ بشريّةٍ في شرقِ الأرضِ أو غربِها لا بدَّ وأنّها تحملُ تطلعاتٍ وآمالًا أعلاها التمتّعُ بالحريةِ والكرامة، وأدناها امتلاكُ قيمة ِرغيفِ الخبز، وفي عاشوراءَ كانت المعركةُ على قيمةِ الحياةِ ودورِ الإنسان، فطاغيةٌ كيزيد أرادَ الأمّةَ قطيعًا كأيِّ قطيعٍ حيوانيٍّ همُّه المأكلُ والمشربُ والملبس، فانبرى له من بين ِصفوفِ هذه الأمة رجلٌ أبت عليه شمائلُه الإنسانيةُ أن يكونَ كما يريدُ الطاغية، وكانت المواجهةُ غيرُ المتكافئةِ عسكريًّا، وعلى أرضِ كربلاءَ التقى الجمعان، وأيُّ جمعان، جمعٌ يزيديٌ كلُّه نزعاتُ شرّ، وجمعٌ حسينيٌّ كلُّه نفحاتُ خير، وكان الاصطراعُ وقضى اللهُ بينهما بأمرِه، ومضى كلٌّ إلى حيثُ يستحق، فحطَّ جمعُ الطاغيةِ في دائرةِ النسيان وأحاطت به خطيئاتُه، وارتقى جمعُ الثائرِ الحسين مرتبةَ الخلود نموذجًا تقتدي به الأجيالُ حقبةً بعد حقبة مردّدةً هتافَ الحريةِ الخالد هيهاتَ منَّا الذلة.