أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ
آخر تحديث 26-04-2021 22:51

{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}، وهذا إعلان عام: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}، فواجبنا جميعاً، واجب البشر جميعاً: أن يدينوا لله "سبحانه وتعالى" بإخلاص، بشكلٍ خالص، ألَّا يشوبوا دينهم وعبادتهم لله "سبحانه وتعالى" بأي شائبةٍ من الشرك، لا على المستوى الاعتقادي، ولا على المستوى العملي، وهذا هو الإخلاص لله "سبحانه وتعالى"،

فما تعبد الله به من العبادات، وما تتقرَّب به إلى الله "سبحانه وتعالى" من القربات، تقدِّمه خالصاً لله "سبحانه وتعالى"، من أجله "جلَّ شأنه"، تبتغي مرضاته هو؛ وبالتالي ليس لك هدفٌ آخر، أو مقصدٌ آخر من خلال ذلك، لا في صلاتك، ولا في حجك، ولا في زكاتك، ولا في إنفاقك، ولا في صدقاتك، ولا في قولك الحق، ولا في جهادك، ولا في أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر، ولا في مواقفك الحق، كل ما تعمله من هذا الدين، تعمله لأجل الله "سبحانه وتعالى"، وليس لأيِّ مقصدٍ آخر من الناس، لا مقصدٍ ماديٍ ولا معنوي، لا لكي تحصل على مكاسب مادية في مقابل ما تعمله من هذا الدين، ما تقوم به من هذه القربات والأعمال الصالحة، التي هي من دين الله "سبحانه وتعالى"، ولا مقاصد معنوية، مثل: المديح، والثناء من الآخرين، أو منصب معين، أو سمعة معينة، ومكانة معينة في نفوس الناس، أو في نفوس بعضهم، أو في نفس أيِّ شخصٍ منهم، فتعمل ما تعمل من دينك وأنت تتقرب به إلى الله "سبحانه وتعالى"، من أجله فقط، ليس لك أي مطلب ولا مقصد آخر من غير الله "سبحانه وتعالى"، هنا يكون ما قدَّمته خالصاً من أي شائبة؛ لأنك اتجهت به إلى الله "جلَّ شأنه"، ولم تتجه به إلى غيره.

أمَّا إذا دخل هذا المقصد الآخر، سواءً في صلاتك، تصلي وتتقرَّب بذلك إلى الله، ومع ذلك تبتغي أن تحصل على سمعة طيِّبة، وتنتظر من الآخرين الثناء، والإشادة بك، أو تجاهد وأنت تريد أن تحصل على الأجر والثواب، في نفس الوقت تبتغي وتحرص وتنتظر من الآخرين أن تحصل منهم على ثناء، على مديح، على مكانة في نفوسهم، على احترامٍ من جانبهم، على تقديرٍ من جانبهم، وتتوجه كهدف أساسي لهذا، جزءٌ من هدفك في العمل هو هذا الهدف، وحتى لو لم يتحقق لك هذا الهدف؛ ستغضب، وتستاء، وسيؤثِّر ذلك على عملك نفسه، ففي كل أعمالك: في جهادك، في إنفاقك، في عطائك وإحسانك، في قولك الحق، في مواقفك الحق... في كل ما تعمله من الأعمال الصالحة، كل الذي تعمله من هذا الدين، يجب أن يكون خالصاً من أجل الله "سبحانه وتعالى"، من أجل الله "سبحانه وتعالى"، وتبتغي كل الخير من عنده، كل الخير هو من عنده.

يقول الله "سبحانه وتعالى" معلِّماً لنبيه "صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله"، وهو تعليمٌ أيضاً لكل مؤمن: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}[الزمر: الآية11].

يقول "جلَّ شأنه" أيضاً: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[غافر: من الآية65]، وهذا خطابٌ للجميع بشكلٍ مباشر، يتوجه إلينا جميعاً: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}؛ لأنه لا إله إلا هو، فكل ما نعمله من الدين، وما نتقرَّب به من الدين، يجب أن نتقرَّب به إليه وحده، وألَّا يشوب إخلاصنا في ذلك أي شائبةٍ من شرك، لا عقائدي ولا عملي، ولا رياء؛ باعتباره من الشرك العملي.

يقول "جلَّ شأنه": {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: من الآية5]، فلا بدَّ من الإخلاص في العبادة، في الدين، في الدعاء بعنوانه العام، وعنوانه الخاص، لا بدَّ من الإخلاص لله "سبحانه وتعالى"، هذا جزءٌ أساسيٌ من توحيدك لله "سبحانه وتعالى"، هو من مصاديق توحيدك لله "سبحانه وتعالى" على المستوى العملي.

يقول "جلَّ شأنه" وهو يعلَّمنا كيف نتخاطب مع أهل الكتاب: {وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ}[البقرة: من الآية139]، وهذا أيضاً من الإخلاص بمعناه العام، الإخلاص في الدين، الإخلاص في العبادة، والسلامة من كل شوائب الشرك الاعتقادي والعملي.

يقول "سبحانه وتعالى" أيضاً فيما يتعلق بالجهاد في سبيل الله، ويتكرر هذا في القرآن كثيراً: {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، عند الأمر بالجهاد يأتي بقوله "سبحانه وتعالى": {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، ويتكرر هذا كثيراً؛ وذلك ليكون جهادك من أجل الله أولاً، وليس من أجل هدفٍ آخر، أو مقصدٍ آخر تبتغيه من الناس، لا سمعة، ولا مكانة، ولا منصب، ولا مديح، ولا مكاسب مادية تبتغيها في مقابل ذلك، {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}: من أجله، هذا أولاً، ووفق الطريقة التي رسمها وحددها في كتابه، فيكون تحركك في سبيل الله وفق تعليمات الله "سبحانه وتعالى"، وملتجئاً إليه، ومعتمداً عليه، ومتوكلاً عليه.

يقول "سبحانه وتعالى" أيضاً فيما يتعلق بالجهاد: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}[الحج: من الآية78]، وهذا أيضاً بشكل أبلغ من قوله: {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، يفيد أن يكون جهادنا في سبيل الله بكل إخلاص لله "سبحانه وتعالى"، ومن أجله، وابتغاء مرضاته، ومحبةً له، وطاعةً له، فيكون توجهنا في ذلك كله إلى الله "سبحانه وتعالى" من دون أي شائبة.

يقول "سبحانه وتعالى" أيضاً عن الجهاد: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت: الآية69]، وهنا كذلك: {فِينَا}، من أجل الله "سبحانه وتعالى"، لا يدخل أي شائبة، أي مقصدٍ آخر من الناس نهائياً، هذا يخرِّب جهادك، يعطِّل جهادك، هذا مما يصرف الكثير عن مواصلة الجهاد في سبيل الله؛ لأنها تدخل مثل هذه المقاصد الشخصية، والأهداف الشخصية، وما يريدونه في مقابل ذلك من الناس، ما يريده من الناس، ما يريده من هذا أو ذاك، من هذه الشخصية القيادية أو تلك، وهذا يؤثِّر.

يقول "سبحانه وتعالى" أيضاً عن الجهاد: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[البقرة: الآية207]، يبيع نفسه من أجل الله، ابتغاء مرضاة الله، فهو يسعى للحصول على مرضاة الله، هي هدفه الرئيسي، وليس مرضاة الناس، أو المواقع المعينة (مواقع المسؤولية)، أو المناصب المعينة تتحول هي إلى هدف رئيسي يعلِّق عليه جهاده، مكانة وسمعة معينة، مقاصد مادية ومكاسب مادية يعلِّق عليها جهاده.

يقول "سبحانه وتعالى" عن الإنفاق: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى}[الليل: الآية17]، يعني: يجنَّب النار، نار الله وعذابه الشديد، {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى}[الليل: 17-20]، هو لا يبتغي في مقابل ما ينفقه من المال، لا يبتغي به مقابلاً من الناس، من أيِّ أحدٍ من الناس، كبيرٍ أو صغير، سمعة عامة، أو مكانة خاصة، عند شخص معين، عند شخص قيادي، عند شخص له مكانة معينة، أو لدى الناس عموماً، أو في محيط معارفه أو مجتمعه؛ إنما هدفه الحصري: {ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى}، ما يريده هو يريده من الله، وليس من الناس، هو في المقدِّمة يبتغي مرضاة الله "جلَّ شأنه"، {وَلَسَوْفَ يَرْضَى}[الليل: الآية21].

أيضاً فيما يتعلق بقيمة العمل الصالح، وفضله، والأجر العظيم عليه، وهذا مما يشجِّع على الإخلاص: أنك عندما تعمل ما تعمله من دين الله، وتنفِّذ ما تنفِّذه من توجيهات الله ابتغاء مرضاته، ومن أجله، ومن دون أي شائبة رياءٍ، تحصل على الأجر الكبير، والفضل العظيم من الله "سبحانه وتعالى".
 المحاضرة الرمضانية الثالثة عشرة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 13رمضان 1442هـ

قبائل طوق صنعاء تواصل النفير وتؤكد الجاهزية لكل خيارات المراحل المقبلة
المسيرة نت | تقرير: تواصل قبائل طوق صنعاء حراكها الواسع تأكيدًا على الجاهزية العالية لمواجهة مخططات الأعداء التآمرية، رافعةً حالة النفير لمواكبة كل متطلبات المراحل القادمة، حيث احتشدت قبائل مديريات بني مطر والحيمتين الداخلية والخارجية وخولان في وقفات ولقاءات مسلحة وأنشطة شعبية وعسكرية تعبوية.
شهيدان في غارات صهيونية على لبنان وقصف بالزوارق والمدفعية
المسيرة نت | خاص: يشهد الجنوب اللبناني ومناطق أخرى تصاعدًا لافتًا في وتيرة الانتهاكات الصهيونية، في مؤشر واضح على انتقال العدو إلى مرحلة أكثر عدوانية واتساعًا في نطاق الاعتداءات، مستهدفًا العمق اللبناني بوسائل متعددة تشمل الغارات الجوية، والتوغلات البرية، والاعتداءات البحرية، في سياق ينذر بمحاولة فرض وقائع ميدانية جديدة ورفع منسوب الضغط الأمني والعسكري على لبنان والمقاومة.
لافروف: روسيا تدعم إيران وحقوقها المشروعة وتؤكد أولوية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
المسيرة نت| متابعات: أكّد وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"، أنّ العلاقات الروسية الإيرانية تمثل إحدى أولويات السياسة الخارجية لموسكو، مشيرًا إلى التزام روسيا بدعم إيران وحقوقها المشروعة، وإلى أهمية الحوار لتسوية الأزمات الإقليمية والدولية.
الأخبار العاجلة
  • 20:21
    بيان للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول إساءة مرشح أمريكي للقرآن الكريم ضمن نشرة الثامنة والنصف الرئيسة
  • 20:21
    مصادر فلسطينية: اندلاع مواجهات في بلدة نعلين غرب رام الله والعدو يُطلق الرصاص الحي بكثافة
  • 19:08
    وزارة الخارجية: نرفض السياسات الأمريكية بحق الدول التي ترفض الخضوع لهيمنتها وتتمسك باستقلال قرارها الوطني
  • 19:07
    وزارة الخارجية: نؤكد أن النهج العدائي الأمريكي يهدد الاستقرار في منطقة الكاريبي ويقوّض الأمن والسلم الدوليين
  • 19:07
    وزارة الخارجية: نعتبر الإجراءات الأمريكية ضد فنزويلا تصعيداً خطيراً وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة فنزويلا
  • 19:07
    وزارة الخارجية: ندين التصعيد الأمريكي المتواصل ضد جمهورية فنزويلا وإغلاق المجال الجوي والاستيلاء على ناقلة نفط فنزويلية