الطغيان الأموي في الساحة الإسلامية
آخر تحديث 31-08-2020 16:13

لقد أراد طغاة بنو أمية أن يكون الإسلام مجرد عنوانٍ قابلٍ للتبديل في يومٍ من الأيام، وأن يكون إسلاماً لا يحق حقاً، ولا يبطل باطلاً، ولا يقيم عدلاً، ولا يصلح واقعاً، ولا يحل مشكلةً، ولا مشروع له في الحياة، ولا دور له في بناء الأمة، ولا يزكي النفوس، ولا يصنع الوعي، ولا يستبصر بنوره المجتمع، ولا يحرر الإنسان، فهم أرادوا أن تكون الأمة مدجَّنةً لهم،

وكانت سياساتهم التي يعتمدون عليها لتحقيق هذا الهدف وفق ما عبَّر عنه الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" في تحذيره للأمة منهم، في عباراتٍ جامعةٍ وعميقةٍ ومهمةٍ وشاملةٍ: (فقد اتخذوا دين الله دَغَلا، وعباده خَوَلَا، وماله دُوَلَا)، فماذا يمكن أن يبقى للأمة بعد ذلك؟ وماذا يمكن أن يبقى بعد ذلك للإسلام من أثرٍ في واقع الأمة؟ وهذه الحالة هي التي عبَّر عنها الإمام الحسين "عليه السلام" بقوله: (أَلَا ترون أنَّ الحق لا يعمل به، وأنَّ الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلَّا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلَّا برما)، وعندما يغيب الحق من واقع الحياة فلا يعمل به، ويحل الباطل بدلاً عنه فلا يتناهى عنه، يتغير واقع الحياة، فيصير مظلماً، ويحل مع الباطل الضلال، والظلم، والفساد، والمنكر، ولا يبقى للحياة قيمة، ويطغى الظلم، ويطغى الشر والإجرام.

لقد وصل تأثير الطغيان الأموي آنذاك في الساحة الإسلامية إلى مستوىً خطير، تجلى ذلك في حالة التخاذل، والخنوع، والاستسلام، والذلة، والتنصل عن المسؤولية، والرضا بالضعة والهوان لدى الكثير من أبناء الأمة، وكان الأخطر في ذلك كله أن طغاة بني أمية يعملون على تنفيذ مخططاتهم في الأمة من موقع السلطة، وبمقدرات الأمة، بعد أن تمكنوا من الوصول إلى هذا الموقع المهم نتيجةً للانحراف الخطير في واقع الأمة، فعظم خطرهم، وتفاقم شرهم، وكبر إجرامهم، وخاف الكثير منهم، وباع البعض ذممهم وولاءاتهم لهم بالمال الرخيص وبالمناصب.

وفي المقابل كان تحرك الإمام الحسين "عليه السلام" يمثل الإسلام الأصيل في منظومته المتكاملة، ويجسد مبادئه وتعاليمه بالقول وبالفعل، فقدم نور الإسلام وبصيرته وهديه إلى الأمة، وحمل قضية الإسلام للأمة، وتحرك براية هذا الإسلام، وجسد مبادئه في موقفه، فإذا بنا نرى الإسلام الحق، إسلام القرآن، وإسلام محمد، ورسالة الله دين حريةٍ وإباء، لا يقبل بالعبودية للطغاة، ولا بالخنوع للمجرمين، وكانت صرخة هذا الإسلام في ميدان المواجهة، وكان خياره الحاسم يعبِّر عنه الإمام الحسين "عليه السلام" بقوله: (لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقرُّ إقرار العبيد).

وكانت صيحته المدوية وموقفه الحازم يعبِّر عنه قول الإمام الحسين "عليه السلام": (أَلَا وإنَّ الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة وبين الذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، ونفوسٌ أبية، وأنوفٌ حمية تؤثر مصارع الكرام على طاعة اللئام)، وإذا بنا نرى الإسلام يصنع الثبات والصمود، والتفاني والاستبسال، والتضحية والإيثار في أقسى الظروف وأصعب المراحل، وفي مواجهة أعتى التحديات، وببصيرةٍ ووعيٍ عالٍ، وفهمٍ صحيح، ونورٍ يكشف كل الظلمات.

لقد حفظ الله بتلك الجهود والتضحيات التي قدَّمها الإمام الحسين "عليه السلام" وأنصاره الأوفياء "رضوان الله عليهم" في كربلاء استمرارية الإسلام الأصيل، وامتداد الحق قولاً وفعلاً، وبحسب التعبير المعاصر صوتاً وصورة، وهي النسخة الأصلية التي يفيدها قول رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم": (حسينٌ مني وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً، حسينٌ سبطٌ من الأسباط)، مع عظيم المنزلة عند الله، ورفيع الدرجات لديه، والتي بلغ فيها السبط الشهيد مع أخيه الشهيد الإمام الحسن "عليهما السلام" المقام المتقدِّم والريادة في جنة الخلد، كما قال رسول الله "صلى الله عليه وعلى آله وسلم": (الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة).

وقد استمرت المعركة، وامتد الصراع إلى اليوم بين معسكر الإسلام الأصيل ومعسكر النفاق والزيف، بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وهي اليوم تعنينا في عصرنا، وهي معركةٌ لا تقبل الحياد، فإما حقٌ وإما باطل، وما بينهما باطل، وإن شعبنا اليمني المسلم العزيز، يمن الإيمان، يمن الأنصار حدد مساره، وحسم خياره وقراره في التمسك بالإسلام في أصالته، التي ثمرتها الحرية والاستقلال والكرامة، وهو يأبى الاستسلام والخنوع للطغيان اليزيدي المتمثل بأمريكا وإسرائيل، ويأبى الانضمام إلى معسكر النفاق في الأمة المتمثل بالنظامين السعودي والإماراتي، فيما يعملان له من تدجين الأمة لأعدائها، وتطويعها للمستكبرين، وإن خيار الأمة الذي يحقق لها الاستقلال والحرية والخلاص من هيمنة الأعداء ومن التبعية لهم هو النهج الحسيني الذي يمثل الامتداد الأصيل للإسلام بكل نقائه وصفائه، ويمثل تجسيداً للقرآن، واتِّباعاً حقيقياً، واقتداءً صادقاً برسول الله "صلى الله وسلم عليه وعلى آله"، وهو الذي يمكن للأمة بثقافته أن تكون واعيةً مستبصرة، وبروحيته أن تكون عزيزةً أبية قويةً مستبسلة، وبأخلاقه وقيمه أن تحقق إنسانيتها، وترتقي في سلم الكمال الأخلاقي، إنه المنهج الذي لا يقبل العبودية للطغاة مهما كان الثمن، ومهما كان حجم التضحيات، هو منهج: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[محمد: من الآية19]، هو منهج: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: من الآية8]، وهو منهج التضحيات التي تصنع النصر، وتصون الكرامة، وتحقق أسمى الأهداف، قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[غافر: 51-52]، صدق الله العلي العظيم.
كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1442هـ 30-08-2020

خبير بوزارة الزراعة للمسيرة: الزراعة المائية.. الحل السحري لأزمة الغذاء والمياه في اليمن
المسيرة نت| خاص: أكّد المهندس وجيه المتوكل، مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة في صنعاء، أنَّ تقنية "الزراعة المائية" تمثل "الحل السحري" لمواجهة تحديات المساحات الزراعية المحدودة وشح المياه وأزمة الغذاء في اليمن، داعيًّا إلى إعطائها الأولوية القصوى في الخطط الزراعية المستقبلية.
قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مخيمات في نابلس والخليل وطولكرم
متابعات| المسيرة نت: قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن سلسلة اقتحامات في الضفة الغربية، حيث اقتحمت مخيم بلاطة شرق نابلس، وبلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، ومخيم عسكر القديم شرق نابلس، وبلدة سلواد شرق رام الله، وبلدة إذنا غرب الخليل، ومدينة طولكرم، وقرية عقربا جنوب نابلس.
الرئاسة المصرية: قمة دولية في مدينة شرم الشيخ بمشاركة أكثر من 20 دولة تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة
متابعات| المسيرة نت: تُعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية الاثنين المقبل، قمة دولية تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة.
الأخبار العاجلة
  • 06:15
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تعتقل 8 شبان خلال اقتحام بلدة سلواد شرق رام الله
  • 06:15
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم مخيم عسكر القديم شرق مدينة نابلس
  • 06:15
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تداهم عددا من منازل المواطنين بحي العمور في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية
  • 06:14
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم وتداهم منازل الأسرى المنوي الإفراج عنهم في صفقة التبادل بمدينة طولكرم
  • 02:19
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تقتحم مخيم بلاطة و تداهم منزلا في قرية عقربا جنوب نابلس وتقتحم بلدة إذنا غرب الخليل
  • 01:58
    قناة القاهرة الإخبارية: وفاة ثلاثة دبلوماسيين قطريين وإصابة اثنين بجروح خطيرة في حادث سير بمدينة شرم الشيخ
الأكثر متابعة