مبادئ الرسالة الإلهية ومشروعها

الرسالة الإلهية: دين الله، مشروعه العظيم في مبادئه، وقيمه، وأخلاقه، وشرعه، وحلاله، وحرامه، وأيضاً باعتباره صلة مع الله "سبحانه وتعالى"، وليس منهجاً يقدَّم للناس ثم يتركون وهم وما صاروا إليه، وما كانوا عليه، وما واجهوه من تحديات وأخطار. لا، منهج معه الله، على قاعدة: {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، {مَعَنَا} لماذا؟ هل لاعتبارات شخصية؟ أو {مَعَنَا} لهذا الاعتبار، لهذه الرسالة، لهذه المبادئ العظيمة؟
{مَعَنَا} مثلما كان مع الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله"، مع من يحمل هذا المشروع، من يؤمن به، من يلتزم به كمجتمع كأمة، قاعدة مستمرة، ولهذا نجد أنَّ من أهم المسائل هو الاستيعاب لهذه النقطة؛ لأننا كأمة إسلامية نواجه الكثير من المشاكل في واقعنا الداخلي، ونواجه الكثير من التحديات والأخطار من الأعداء من خارج أمتنا، ثم لا نلتفت إلى عناصر القوة التي يمكن أن نستفيد منها، وهي حتماً، هي حتماً يمكن أن تكون هي الأساس الذي نعتمد عليه، وننطلق من خلاله لنغيِّر كل هذا الواقع الذي نعيشه، لنعالج كل هذه المشاكل في واقعنا الداخلي كأمة، ولنواجه تلك التحديات التي نواجهها من خارج أمتنا.
الإسلام هو يمتلك عناصر القوة التي يمكن التغلب بها على كل ذلك، مثلاً: مجتمع الأنصار (الأوس والخزرج) قبيلتان يمانيتان كانت تعيش الكثير من المشاكل: الصراعات الداخلية، والاقتتال الداخلي، والحروب المستمرة ما بينهما، وتدخل اليهود- في كثيرٍ من الحالات- لاستمرار هذه المشاكل فيما بين القبيلتين، ثم كذلك مشاكل اقتصادية، مشاكل اجتماعية... مشاكل كثيرة، لكن الإسلام كان يمثِّل حلاً لكل تلك المشاكل، ويصلح واقع الحياة كمبادئ، وقيم، وأخلاق، وشريعة، وحلال وحرام، ومواقف، الإسلام بمنظومته المتكاملة، أين مشكلتنا اليوم كأمةٍ مسلمة؟ أننا لم نعد نرتبط بالإسلام كمنظومة متكاملة، قطَّعناه أوصالاً، وحاولنا أن نبتعد عن الكثير منه، عن القضايا الأساسية فيه، عن الأسس المهمة جداً فيه.
عندما نعود إلى ذلك المجتمع الذي كان نواةً للأمة، مجتمعاً محدوداً على المستوى الجغرافي، عدة كيلو مترات (المدينة)، ومن حيث العدد البشري بالآلاف، تبتدأ الدائرة بعددٍ بسيطٍ من الناس، بالمئات، ثم بالآلاف، وتتسع هذه الدائرة يوماً بعد يوم، على ماذا أسس الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" الأمة؟ على أسس مهمة، كان مبدأ التوحيد أساساً يبنى عليه كل شيء، التوحيد لله "سبحانه وتعالى"، مبدأً بنيت عليه المبادئ الأخرى: القيم، الأخلاق، بنيت عليه مسيرة الحياة في الالتزامات العملية، في الحلال والحرام، كنظام، كمنهج للحياة، وكذلك أساساً للتوكل على الله، للثقة بالله، للاعتماد على الله "سبحانه وتعالى"، أساساً للاستقلال لهذه الأمة، أن تنشأ بعيداً عن التبعية لأولئك من الأقوام الأخرى التي هي بعيدة عن هذا المنهج العظيم، لها توجهاتها، سياساتها، ثقافاتها، أفكارها مجتمعاً تخلَّى عن كل ما كان عليه من: خرافات، وأساطير، وعقائد ضالة، وأفكار خاطئة، ومفاهيم باطلة، وعادات سيئة، وتقاليد سيئة، وسلوكيات منحرفة... يتخلَّى عن ذلك بكله، ويرتبط بهذا المنهج الإلهي؛ ليكون هو العقيدة، هو المبدأ، هو المنهج، هو النظام، هو الذي يعتمد عليه، ويبني حياته من جديد على أساسه وعلى ضوء تعليماته، كان هذا هو الذي حدث، وذلك المجتمع الذي مثَّل النواة الأولى للأمة الإسلامية توجه أيضاً حاملاً لهذه الرسالة الإلهية، مؤمناً بها، ثابتاً عليها، ومناصراً ومجاهداً، يواجه الأعداء، يواجه التحديات والأخطار، على هذا الأساس، مجتمعاً اعتمد فيما بينه على الإخاء والتعاون، والولاء الإيماني الذي جعله مترابطاً على أساس هذه الدعوة، على أساس هذا الهدى، على أساس هذا الدين، على أساس هذا المنهج الإلهي العظيم، كما قال الله "سبحانه وتعالى": {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}[الأنفال: من الآية72]، فتشكَّل هذا المجتمع من: المهاجرين الذين هاجروا بأموالهم وأنفسهم، وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، تركوا ديارهم، تركوا مصالحهم من خلفهم، والبعض هاجر حتى وهو لا يمتلك شيئاً، خرج وقد ترك حتى كل أمواله؛ لم يستطع أن يخرج بها، وصل إلى المدينة وبذل نفسه في سبيل الله "سبحانه وتعالى".
ذلك المجتمع الذي تشكَّل من المهاجرين والأنصار على الإخاء، على الأخوة الإيمانية، على التعاون، على هذا الولاء الإيماني الذي يجعل منهم أمةً واحدة متآخية، متعاونة، متناصرة، {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، أمة جاهدت، جاهدت، خاضت العديد من المعارك، واجهت التحديات، {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[التوبة: الآية88]، أمة قبلت بالمبدأ الإلهي العظيم في أن تنهض بالمسؤولية، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: الآية71]، فمع حمل تلك الأمة وذلك المجتمع الذي كان في نطاق جغرافي محدود، منطقة واحدة هي يثرب، منطقة صغيرة مقابل محيط واسع عربي وعالمي يختلف معه، ويناصبها العداء وليس فقط يختلف معها، ويحاربها، تدخل في حروب مع اليهود، وحروب مع النصارى، وحروب مع مشركي العرب، وتواجه التحديات والحصار الاقتصادي من هنا وهناك، لكن تلك التحديات والأخطار تقلصت شيئاً فشيئاً، وتلاشت شيئاً فشيئاً، وانهارت وتهاوت، وتعاظمت هذه الأمة المؤمنة واتسعت دائرتها، واستقوت شيئاً فشيئاً، حتى تغير الواقع بكله، حتى تهاوت وانهارت تلك الكيانات الكبيرة المحاربة لهذه الرسالة.
مجتمع مكة الذي تحوَّل من بعد هجرت النبي "صلوات الله عليه وعلى آله" إلى مجتمع محارب للإسلام، ويجعل من مكة ومقدَّساتها منطلقاً للحرب ضد الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" وضد المسلمين، في السنة الثامنة فتحت، وانتهى ذلك النفوذ وتلك القوة التي كان يعتمد عليها المشركون، وفشلت كل مؤامراتهم، ولاحظوا كم كانت خسارة قريش، وخسارة مجتمع مكة الذي حارب الرسول وحارب الإسلام؟ كانت خسارتهم فادحة، قدَّموا الكثير والكثير من الأموال التي بذلوها في محاربة الإسلام، خسروا الكثير من رجالهم، من قياداتهم، قتلى وجرحى وهم يحاربون رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله" والمسلمين، ثم في الأخير كل تلك الجهود التي بذلوها في محاربة الإسلام، من عمل دعائي، ونشاط واسع، وتسخير لعلاقاتهم ونفوذهم في القبائل العربية الأخرى، من جهود عسكرية وحروب قاموا بها ضد الرسول والمسلمين، من أموال كثيرة أنفقوها... تحوَّلت كلها حسرة، وباءت كل محاولاتهم وجهودهم بالفشل.
غيرهم كذلك من القبائل الأخرى، من الاتجاهات الأخرى الذين وقفوا ضد الإسلام، حتى تلك الدول الكبرى، الروم بكل إمكاناتهم، وهم كانوا- آنذاك- رقم واحد على مستوى الدول المتواجدة في الدنيا آنذاك، وفشلوا، في الأخير انهاروا هم أمام قوة الإسلام التي تعاظمت.
معنى هذا: أنَّ رسالة الله المتمثلة بالإسلام في حقيقته، وليس بالشكل المزيف والمحرف، في حقيقته التي يقدِّمها القرآن، والتي طبَّقها الرسول "صلوات الله عليه وعلى آله" وتحرَّك بها، هو يمثِّل عامل خيرٍ، ومشروع خيرٍ ونجاح وفلاح وصلاح لحياة الناس، لحياة أي أمةٍ تتمسك به، وتلتزم به، وتتحرك على أساسه، مشروع حرية، استقلال، كرامة، قوة؛ لأنه مشروع عظيم في أصله، ولأنه مشروع يصلنا بالله "سبحانه وتعالى"، الله هو "جلَّ شأنه" الذي قال: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[التوبة: الآية32]، (وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) يدخل تحتها: كل المساعي، والمحاولات، والمؤامرات، والمكائد، والأعمال، والجهود، التي يبذلونها لإطفاء هذا النور، يفشلون في ذلك كله، تتلاشى، تنهار كل تلك المحاولات أمام أي أمة تتمسك بهذا النور، تهتدي به، تتحرك به، تسير في حياتها على أساسه.
سلسلة محاضرات الهجرة النبوية 1441هـ للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي - المحاضرة الثالثة

أمين جبهة التحرير الجنوبية لـ"المسيرة": السيد عبدالملك حافظ على الوحدة ورسّخها بمشروع تحرري واعد
المسيرة نت: خاص: أكد أمين عام سر جبهة التحرير الجنوبية عارف العامري، أن المشروع الوطني التحرري الذي تقوده صنعاء بات القبلة التي يتلف حولها كل أحرار الشعب اليمني جنوباً وشمالاً.
326 فلسطينيًّا بغزة استشهدوا؛ بسَببِ المجاعة
متابعات | 21 مايو | المسيرة نت: كشف المكتبُ الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن سياسة التجويع التي يفرضُها العدوّ الإسرائيلي في قطاع غزة أَدَّت إلى 58 وفاة؛ بسَببِ المجاعة، و242 وفاة نتيجة نقص الغذاء والدواء، بينها 26 مريض كُلَى، و300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل خلال 80 يومًا من الحصار الإسرائيلي عقبَ خرق العدو لاتّفاق وقف إطلاق النار.
خسائر اقتصادية بالجملة تحاصر العدوّ الصهيوني وارتفاع الأسعار يراكم السخط الداخلي
خاص | 21 مايو | المسيرة نت: شهد اقتصادُ العدوّ الصهيوني انهياراتٍ حادّةً خلال الـ24 ساعة الفائتة في عدة قطاعات؛ جراء تداعيات الحصار اليمني الجوي والبحري، وتراكمات الصفعات الماضية، طيلة العدوان والحصار على غزة.-
22:23مصادر طبية: 87 شهيداً جرّاء قصف العدو الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم
-
22:13لابيد: كلام نتنياهو يقود إلى أن اقتصادنا سيتضرر بشدة، وهو كذب الليلة عندما قال إن لديه تنسيقا كاملا مع الإدارة الأمريكية
-
22:13زعيم ما يسمى بالمعارضة في كيان العدو يائير لابيد: معنى كلام نتنياهو اليوم هو احتلال غزة لسنوات وأن نستيقظ كل يوم على مقتل جنود
-
22:13إعلام العدو: إطلاق الصواريخ قد يكون استهدف تجمعا للدبابات على "السياج الأمني" شمال قطاع غزة
-
22:12جيش العدو الإسرائيلي: رصدنا 3 صواريخ أطلقت من قطاع غزة
-
22:12المجرم نتنياهو: إذا كانت هناك إمكانية لوقف إطلاق النار لإعادة "الرهائن" فنحن مستعدون ولكن سيكون وقفا مؤقتا
-
22:11المجرم نتنياهو: أنا مستعد لإنهاء الحرب بشروط تضمن "أمن إسرائيل" وألا تبقى حماس في حكم غزة
-
22:11حركة المجاهدين: ندعو أحرار العالم بتكثيف فعالياتهم الضاغطة على كيان العدو وداعميه حتى وقف الابادة الجماعية والعدوان
-
22:11حركة المجاهدين: تواصل العدوان الصهيوني للشهر الخامس على جنين ومدن شمال الضفة يأتي في إطار الحرب المفتوحة ضد شعبنا
-
22:11حركة المجاهدين: إطلاق النار تجاه المجموعة الدبلوماسية يكشف جلياً أن الكيان الصهيوني هو مصدر عدم الاستقرار والتهديد الحقيقي للعالم أجمع