ذكرى الشهيد السنوية محطةً مهمة لاستلهام الدروس والعبر
آخر تحديث 09-01-2020 15:41

أصبحت هذه المحطة السنوية محطةً مهمة لاستلهام الدروس والعبر وللتزود منها طاقة معنوية تتمثل بقوة الإرادة والتصميم والعزم للثبات في هذا الطريق في توفر الاندفاع أكثر وأكثر في مواصلة المشوار في نفس الطريق، في سبيل الله سبحانه وتعالى، مع كثير من المسائل المهمة ذات العلاقة التي يتم التركيز عليها عادةً خلال هذه المناسبة ومنها التذكير بالمسؤولية تجاه أسر الشهداء، كما سنتحدث عن ذلك إن شاء الله أكثر في آخر الكلمة.

الشهادة في سبيل الله هي تضحية بتوفيق من الله سبحانه وتعالى في موقف الحق وفي إطار قضيةٍ عادلةٍ وفق توجيهات الله سبحانه وتعالى وتعليماته.

والعنوان المهم (في سبيل الله) هو عنوان للشهادة في مفهومها الإسلامي القرآني المقدس، وهي تختلف كثيراً عمّا يعبر عنه الكثير من الناس في عناوينهم وفي قضاياهم، هي تنطلق من مفهوم عظيم ومفهوم مهم، هذا المفهوم هو أن الإنسان الذي يحتفظ بجوهره الإنساني القيمي والأخلاقي هو أغلى وأعلى قيمةً من كل الموجودات على هذه الأرض، بل أغلى وأعلى قيمة حتى من الأرض بكلها، قيمته في جوهره الإنساني أعلى من كل قيمة من كل الموجودات في هذه الدنيا.

ولذلك كما ورد عن الإمام علي عليه السلام في عبارة مهمة (اعلموا أنه ليس لأنفسكم ثمنٌ إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها) وكما أتى في النص القرآني المبارك في الآية الكريمة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [التوبة – 111].

ولذلك عندما نتأمل في واقع البشر نجد الكثير الكثير من أبناء البشر قاتلوا وقُتلوا ولكن أين وكيف وفي أي سبيل وبأي دافع؟ الكثير من الناس مثلا بدافع الطمع المادي يقاتل ويُقتل وهو يسعى ليسيطر على أموال الاخرين بغير حق أو على ممتلكات الآخرين بغير حق، تتسع المسألة بالنسبة للدول على مستوى السعي للسيطرة على شعب من الشعوب بكل مقدراته وثرواته بغير حق ظلمًا وبغيًا وطغيانًا وعدوانًا وتتفاوت وصولًا إلى مستوى الفرد، في مستوى حركته وقدراته وتوجهاته ومواقفه، وفي مستوى قضيته.

البعض قد يقاتل ويُقتل ولكن بدافع الاستكبار والبغي والتجبر من أجل أن يُمكّن نفسه إما من سلطة قاهرة بغير حق بالظلم والاستكبار، أو بأي مستوى بأي هدف لكن تحت عنوان الاستكبار، البعض بدافع الأحقاد والضغائن الباطلة، البعض قد يقاتل تحت راية الضلالة، البعض قد يقاتل تحت راية الباطل، ولو كان بعنوان ديني حتى.

لكن هذ العنوان (في سبيل الله) له مضمون مهم يضبط موقف الإنسان بدءًا من دافعه حيث يكون الدافع دافعًا راقياً بقيمه معنوية عالية تنسجم مع قيمة هذا الإنسان في جوهره الإنساني، قيمة عالية جداً، الدافع ليس طمعاً ليس استكباراً ليس بغياً، الدافع ليس حقداً الدافع دافع إيماني، دافع مقدس دافع نبيل وسامٍ وعظيم ومشرّف دافع ذو قيمة أخلاقية، ذو قيمة معنوية، ذو قيمة انسانية، ذو قيمة عند الله سبحانه وتعالى.

الدافع الإيماني دافع نظيف، ينطلق الإنسان فيه من أجل الله سبحانه وتعالى، ليس فيه حتى الرياء ليس فيه حتى الطلب للسُمعة عند الناس والمكانة بين أوساطهم، لا.. دافع نظيف من أجل الله سبحانه وتعالى، استجابة لتوجيهاته استجابة لأوامره، وللتحرك وفق تلك التوجيهات وفق ذلك المسار الذي يحدده الله سبحانه وتعالى بتعليماته وآياته وتوجيهاته، يقف ذلك الموقف لأن الله أمر بذلك، وجّه بذلك، أرشد إلى ذلك، في موقف حق وفي قضية عادلة، لا بغي لا طغيان لا تجبر لا تكبر لا إفساد في الأرض، لا، موقف حق يشهد له القرآن بأنه حق، يشهد له القرآن بأنه يمثل قضيةً عادلةً، حينها يكون لهذه التضحية ثمرة وقيمة عالية جداً. وتمثل شهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى، طابقت فيها كل هذه العناصر، الدافع، الموقف، القضية العادلة.

أما عندما يكون الدافع دافعاً شيطانياً دافع الهوى، دافع الأطماع أو الأحقاد أو المفاسد أو الشهوات الرخيصة والدنيئة فالمسألة مختلفة، عندما يكون الموقف باطلاً فالمسألة مختلفة، عندما تكون الراية راية ضلالة فالمسألة مختلفة، حتى لو حملت عناوين دينية كما يفعل الدواعش والتكفيريون، لأن المضمون يختلف، لا يكفي العنوان بل لا بد من المضمون.
كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1441هـ

هادي عمار: التحركات الطلابية ردّ عملي على الإساءة للقرآن ومواجهة لقوى الاستكبار
المسيرة نت| خاص: شهدت اليمن تحركات شعبية وتربوية واسعة في المدارس والجامعات والمعاهد، استجابة لدعوة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، نصرةً للقرآن الكريم ورفضًا للإساءات المتكررة له.
كيف تحولت الخطابات المعادية للإسلام إلى سياسة رسمية في الغرب؟
المسيرة نت| محمد ناصر حتروش: تشهد الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تصاعدًا متسارعًا في الخطاب المعادي للإسلام والمسلمين، حيث تحول التحريض من تصريحات فردية إلى سياسات رسمية متكاملة تشمل الإعلام والبرلمان والإجراءات القانونية.
كيف تحولت الخطابات المعادية للإسلام إلى سياسة رسمية في الغرب؟
المسيرة نت| محمد ناصر حتروش: تشهد الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تصاعدًا متسارعًا في الخطاب المعادي للإسلام والمسلمين، حيث تحول التحريض من تصريحات فردية إلى سياسات رسمية متكاملة تشمل الإعلام والبرلمان والإجراءات القانونية.
الأخبار العاجلة
  • 05:29
    رويترز: إدارة ترامب بدأت إجراءات إخطار الكونغرس لبيع أسلحة إلى تايوان بقيمة إجمالية تبلغ 11.1 مليار دولار
  • 05:04
    المستشار الألماني ميرز: لو لم نقم نحن وغيرنا بدعم دولة "إسرائيل" عسكرياً في العقود الأخيرة، لما كانت دولة "إسرائيل" موجودة اليوم
  • 03:37
    مصادر فلسطينية: قوات العدو تعتقل شابين خلال اقتحام بلدة حجة شرق مدينة قلقيلية
  • 03:16
    الرئيس الفنزويلي: كل الضرر الذي تحاول الإمبريالية الأمريكية إلحاقه بوطننا يتحول إلى إرادة لا تقهر للقتال من أجل مجتمعنا
  • 03:15
    الرئيس الفنزويلي: الولايات المتحدة تريد فرض حكومة تكون دمية بيدها ولن تدوم أكثر من 48 ساعة وفنزويلا لن يتم استعمارها أبداً وسنواصل تجارة جميع منتجاتنا مع العالم
  • 03:15
    الرئيس الفنزويلي: فنزويلا حققت أعلى مستوى من الوحدة الوطنية عبر احترام السيادة والاستقلال والحق في السلام والحياة