• العنوان:
    وصيةٌ جديدة لهابيل .. للشاعر حسن شرف الدين المرتضى
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:



يا موتُ... لا أُخفيكَ سراً

أنّ في الأحياءِ من ماتوا قُبيلَ خروجهم للناسْ

يا موتُ..

لو أيقظتهم قبل الولوج إلى العدمْ

يا موتُ

أنتَ إذا لمستَ الروح تنقلها

إلى حيث البداية في الخلودْ

لكن موتَ القاطنين على الوجود هو الألمْ

فهمُ عليها يُبصرون ويأكلونْ

ويَقتلونَ ويُقتلونْ

أبناء قابيلٍ لحدِ الآن لم يتعلموا دفن الضحيهْ

يا مووووووتُ

لا أخفيك  سراً أنّه ما عاد في وسعي

بأن ألقي عليكَ سوى وصيهْ

2

يا موتُ لو ألقيت نظرتك الأخيرة فوق غزةْ

وشهدتَ آلافاً من الشهداءِ قد صعدوا السماءَ 

ويكتبون مذكراتِ عروجهم نحو الخلودْ

ورأيت أطفالا نسوا ألعابهم

أخذوا لرحلةِ موتهمْ

إخوانَهم والعائلةْ

لم يتركوا أحدا  ليدفنهم ولم

تصعد سوى أرواحِهم

أشلاؤهم تحت الدمارْ

والقصف يفرض حولهم طوق الحصارْ

أجسادهم رهن الحصار

ورهن أنقاض الدمار

 لا ريشةً أو دفترًا كي يرسموا أشلاءَهم 

يا موت لو أعطيتهم كاميرا لتوثيق الحدثْ 

حتى يقيموا معرضا في الجوّ

فلعل غيما عابرا سيصب دمعا أو بروق