• العنوان:
    (في محراب الوصي) للشاعرالشهيدمحمد أحمد جابر ملفي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    (في محراب الوصي) للشاعرالشهيدمحمد أحمد جابر ملفي
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:

(في محراب الوصي)
للشاعر  الشهيد محمد أحمد جابر ملفي
1. كم ذا التمني والمنى أحلامُ
وجميل ظنك في الهوى أوهامُ
2. كم للهوى من مدنفٍ ومعذبٍ
غدرت به الأحلام والأيامُ
3. لا اليأس أقنعه بجرم نوالهم
ووصالهم قالوا عليه حرامُ
4. خذ ما استطعت من الزمان فما له
أمنٌ وحاذرْ فالهوى إيهامُ
5. لله كم أسبى وكم ألهى وكم
أفنى وكم في قيده ضـرغامُ
6. فدعي التدللَ أق مـصـري يا هذه
إن النفيس يحوطه [الإسلامُ]
7. وخذي بعيدًا عن مضاربنا فما
عندي لممشوق القوام قوامُ
8. قالت: تكابر في الهوى إن الهوى
فضح المحبَّ و[فاضت الأقلامُ]
9. قلت: الهوى في أعظمي وبأضلعي
لسواك والحب القديم هيامُ
10. قالت: أراك متيَّـمًا في حبه
قلت: الحياة بدونه إظلامُ
11. قالت: فأنَّى قد بلغت بحبه؟
قلت: العدول لمن سواه حرامُ
12. قالت: لعل تباطؤًا في فضله
قلت: المعالي في يديه زمامُ
13. قالت: لقد غرْنا وأوغر صدرنا
قلت: الغيارى غيركم كم راموا
14. قالت: فبعض من مودتكم له
قلت: الوفاء على الكرام لزامُ
15. قالت: أراك لغيره لا تنثني
قلت: اي وربي لو [تطيرُ الهامُ]
16. قالت: فَصِفْه لنا فقلت: هو الذي
قد أُجهدت في وصفه الأقلامُ
17. هذا الذي خضع الزمان لفضله
وأناخ تحت ركابه الإقدامُ
18. و[تعلمت منه] الشجاعة [وارتوت]
إذ منه منبتها وفيه تقامُ
19. الفارس الكرار والسيف الذي
ما فرَّ قطُّ ولو غشاه لئامُ
20. والضارب الأقران عند نزاله
ضـربـًا تشيب لهوله الأحلامُ
21. [أسدٌ يدك] الظالمين ووالدٌ
للبائسين [براحتيه] قوامُ
22. والمعطي الإفطار عندَ صيامه
والفارس الكرار والصوَّامُ
23. قالت: لقد غاليت في أوصافه
فالمكرمات على العبيد قسامُ
24. قلت: الـمُـغـالي من يقولُ ويدَّعي
مِنْ غيرِ برهانٍ له قوّامُ
25. كل الصفات العاليات لوصفه
وصفٌ وعن إنصافه إحجامُ
26. قالت: أبن فلقد أثرتَ حفيظتي
مَنْ ذا يكونُ الفارس الصوامُ
27. قلت: الذي يفدي الرسول بنفسه
ويبيت تحت ردائه وينامُ
28. وقريش تستل السيوف صوارمًا
ولقتل طه [أجمع الحُكَّامُ]
29. قالت: أمفردة الفضائل هذه
قلت: الفضائل ما لهن ختامُ
30. من ذا سواه قريش ألقى جمعهم
نحو ( القليب ) ومن سواه حسامُ
31. في بدرٍ ابتدرَ الرؤوس كأنها
بِدَرُ الدراهم [في الدماء تُسامُ]
32. وعلى سما أُحُدٍ تفرَّع مجده
[إذ لاح] مِنْ حَدِّ الفَقارِ ضـرامُ
33. هذى الكتيبة [حين جلَّى شـرها]
عن وجه طه والفضاءُ حِمامُ
34. في حين ولى الآخرون وقهقروا
تركوا الرسولَ تحوطه [الأقزامُ]
35. مَنْ ذا لِعَمْرٍ والنفوسُ رواجفٌ
والخوف بادٍ والنفوسُ [تُرَامُ]
36. إلاه أسدى لابن ودٍّ ضـربةً
شماء من كفٍّ [لها إسهامُ]
37. فتفتحت من بعدها أم القرى
فتـحًا هوتْ من هوله الأصنامُ
38. هذا ابنُ عمِّ محمدٍ ونجيُّهُ
زوج البتول الفارس الضـرغـامُ
39. نفس الرسول وصنوه وصفيُّه
مَنْ نسله نسلُ الرسولِ يُقامُ
40. هذا الذي أصفيته بعد النبي
حبي فهل في حبه سأُلامُ
41. هذا عليُّ إذا ذكرتُ حروفَه
هتفتْ به الأكوانُ والأجرامُ
42. وتمايلت شم الجبال لشأوه
وتضوَّعت من عطره الأنسامُ
43. قالت: أجدتَ ولو عدوتَ لغيره
فيما وصفت لنالك الإحجامُ
44. مَنْ لامَ مَنْ يَهَبُ الوصـي ولاءَه
خـسـر [النجاةَ] وحاله إظلامُ
45. قلت: الهوى صعبٌ إذا ركبَ الفتى
والحقدُ داءٌ معضلٌ وسقامُ
46. نالوا حقوق أخي النبي ونصّبوا
غيرَ الوصـيِّ وما سواه إمامُ
47. [ما زال ] مِنْ طه كهارونٍ له
حقُّ الخلافةِ شـرعةٌ ولِزامُ
48. أو لم يكن خلفٌ لموسـى صنوُه
في قومه فاستضعفوه وضاموا
49. وكذاك حيدر جردوه وطوَّقوا
بالأمر قومًا آخرين فقاموا
50. هضموا الوصـي تراثه وحقوقَه
وتداولوها دونه وتراموا
51. أعلمت ما فعلَ الزمانُ بحيدرٍ
قالت : وهل مثل الوصـي يُضامُ
52. قلتُ: استباحوا حقَّه وهو الذي
كُسـرتْ بقائم سيفِه الأصنامُ
53. ولورثِ فاطمةَ استباحوا ورثها
وتقول ورثي والدموع سِجامُ
54. لكنها لم تُعْطَ بعضَ حقوقِها
مكلومةً والجرح لا يَلْتامُ
55. ما كان أقساهمْ وبنتُ محمدٍ
ترجو العدالةَ منهمُ فتعاموا
56. قد كان أجدر منهم أن ينصفوا
أو أن تراعى منهمُ الأرحامُ
57. صعدت إلى الباري وصوتُ ضميرِها
يبكي دمـًا ويقولُ والأيامُ
58. صُبَّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنها
صُبَّتْ على الأيامِ [عَمَّ] ظلامُ
59. مَنْ ذا تلذُّ له الحياةُ وفاطمٌ
خصمٌ له والحاكمُ العلَّامُ
60. هذى المآسـي مِنْ عميقِ تراثنا
بعضٌ وفي تاريخنا الإلمامُ
61. قالت وقد غلبَ البكاءُ حديثَها:
أَتُضامُ سيدةُ النسا أَتُضامُ
62. وبأيِّ وجهٍ [يلتقون محمدًا]
وهمُ لفلذةِ كبدِه قد ساموا
63. قلت: العبادُ إلى الخبير وحسبهم
عدلُ الخبيرِ وعندَه الأحكامُ
64. قالت: فزدني عن [ وصيٍّ] ذكره
يجلي الهموم [لنا وهنٍَّ] جِسامُ
65. قلت : ان نسيت فلا نسيت مواقـفًا
فيها لتنصيب الوصـي مقامُ
66. فاصدع بحادثة الغدير ولايةً
[للمرتـضـى] شهدتْ بها الأقوامُ
67. وقف النبيُّ وقد دعا مَنْ أسـرعوا
نحو الديار فذاك شأنٌ هامُ
68. واستُوقف الباقون كي لا يذهبوا
والشمسُ تلهبُ والعبادُ قيامُ
69. ما كان للتأجيلِ أدنى محملٍ
في الأمرِ إذ تبليغهُ إلزامُ
ُ
70. فالله يختارُ الأمورَ بحكمه
ولغاية سبحانه العلَّامُ
71. وتكدَّستْ تلك الجموعُ وفكرُها
يغلي وما لفضولها إلجامُ
72. ماذا هناك ؟ أغزوةٌ أم غارةٌ ؟
أم [جاء يغزو أرضنا الأقوامُ]
73. وأتى الجواب من النبيِّ فأرهفوا
سمعًا كأنَّ على الرؤوس حمامُ
74. فبنى من الأقتاب أعلى منبرٍ
ليُرى جلـيًّا مَنْ عليه يُقَامُ
75. ولكي يشاهدَ كلُّ فردٍ فيهمُ
مَنْ يرتقيه وينتهي الإيهامُ
76. وعلى ذراه محمدٌ ووصيُّه
صعدا [بِخُمٍّ] والجموعُ زحامُ
77. فنعى الرسولُ إلى الجموعِ حياتَه
إنَّ الحياةَ بدايةٌ وختامُ
78. فتفجَّرتْ أحزانُهم وعيونُهم
عبرى وشبَّتْ فيهمُ الآلامُ
79. ويقول وهو بزندِ حيدرَ رافعٌ
والكلُّ يسمعُ والكلامُ حرامُ
80. مَنْ كنتُ مولاه فهذا حيدرٌ
مولىً له نعمُ الوليُّ إمامُ
81. علموا بها علمَ اليقين وبخبخوا
الله كيفَ عن الغدير تعاموا
82. أعلمْت أمرًا شأنُه هذا [غدا]
[رَهْنَ الخفاءِ] فما له إعلامُ
83. قالت : عجبتُ وفي الزمانِ عجائبٌ
ضاعت لهول حدوثها الأحلامُ
84. أيشكُّ في نصِّ الغديرِ وحشده الـ
آلاف قد علمت به [الأقوامُ]
85. ويُقَرُّ أفرادٌ رووا تحريمَهمْ
ورثَ البتولِ ويُهْضَمُ الأيتامُ
86. قلت: انها الدنيا وعندَ الله ما
يشفي الغليلَ وعندَه الإنعامُ

خطابات القائد