• العنوان:
    حكاية النصر ...قصة قصيرة بقلم محمد الصفي الشامي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    توسد كتف الليل، وأغمض عينيك، واتركني أحكي لك قصة قبل نومك.. لكن يلزم عليك أن تُدرك بأنها ليست من قصص ألف ليلة وليلة أو من حكايات الجدات القديمة. بل أحداث واقعية، ورحى حرب طويلة. قد تزعجك تكتكات عقارب ساعتك، وتشغلك عن التركيز.. بإمكانك خلعها. تنفس بعمق، واصغ إليّ جيدا، واستمع إلى ما سأقوله.
  • التصنيفات:
    ثقافة

 

توسد كتف الليل، وأغمض عينيك، واتركني أحكي لك قصة قبل نومك.. لكن يلزم عليك أن تُدرك بأنها ليست من قصص ألف ليلة وليلة أو من حكايات الجدات القديمة.

بل أحداث واقعية، ورحى حرب طويلة.

قد تزعجك تكتكات عقارب ساعتك، وتشغلك عن التركيز.. بإمكانك خلعها.

تنفس بعمق، واصغ إليّ جيدا، واستمع إلى ما سأقوله.

في أحد البلدان ذات الحضارة العريقة، والتاريخ المتجذر، وقبل ما يقارب ثلاثة أعوام، سادت فيه حالة من الفوضى والعنف والاغتيالات، وأصبح النسيج الاجتماعي في أسوأ مراحل تفككه وتمزقه.

وكانت الحقيقة مجرد أكاذيب، والظلم دائما هو المنتصر، وكان الأشرار يتجولون في أزقة وشوارع المدن بأريحية تامة..

 

وفي ذات يومٍ توافد الآلاف من الأرياف والقرى والمدن إلى الساحات كطوفان جارف، ونار مشتعلة لإنقاذ البلد مما يخطط له المحيط الإقليمي والدولي في سبيل النيل منه، بعد أن بلغت القلوب الحناجر، وجاوز الظلم مداه والباطل حده، ليجعلوا من قطيع تلك البهائم البشرية عبرة، التي حاولت بكل ما أوتيت من قوة على تقويضهم وخنقهم ومسحهم...و لكن دون جدوى.

وبعد أن أدركتْ تلك القطيع نهايتها المحتومة، باشرت السفارات والقنصليات العمل على قدم وساق بإخلاء سفاراتها ورعاياها الأجانب، وكان من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، التي قامت بإتلاف كافة محتوياتها قبيل مغادرتها من ذلك المبنى الهائل والضخم ذي الأرضيات والجدران الخرسانية بسماكة  3 أقدام ، والأبواب المصنوعة من معدن ‘ نيكل كرومونيوم ‘ بسماكة ‘ 6 إنش ‘ أي بما يعادل 12 درع حماية، وكأن ذلك المبنى بمثابة حصن في السماء.

 

لم يمضِ وقت طويل بعد مغادرتهم حتى أيقظت اليمنيين أصوات غارات طائرات مقاتلة في الثانية بعد منتصف ليل الخميس 26 مارس 2015 م، بعد أن أصدر البيت الأبيض بيانا أوضح فيه أن واشنطن ستقدم الدعم اللوجستي لتحالف العدوان على اليمن..

 

ليس هناك حاجة للانتظار، هيا تحركوا نحن على وشك أن ندخل في مواقف خطيرة، والمخاطر تلوح في الأفق، جهزوا أمتعتكم، وانفروا في الجبال والصحاري والسهول والوديان، وعلى امتداد الشريط الحدودي، وليكن زر أمان بندقياتكم على وضعية الاستعداد لإفراغ رصاصاتها في رأس العدو..

 

هكذا كان المشهد حينها، وبعد عامين من الصمود الأسطوري، باتت تلك الطائرات المقاتلة التي تشن غاراتها على المدن والمناطق اليمنية تقصف اليوم المواقع العسكرية في عمق الأراضي السعودية التي سيطر عليها المقاتل اليمني.

اجل أيها العدو.. لقد قطع شريانك الفخذي.. لديك 3 أو ربما 4 دقائق للعيش.. قلبك يضخ الدم خارج جسدك..

إنه وقت جميل.. هذه هي اللحظات الأخيرة من حياتك..

أخبرني كيف تشعر ؟

خطابات القائد