رن هاتفه وهو يتجاهله عدة مرات، ثم جعله في وضعية "صامت"، وهو يتحدث بصوت ملؤه الخيلاء مخاطبا زميله في المكتب:
- "قال لك رومانسية قال، هه! اليوم قبل ما أخرج عملت كف لزوجتي عمرها ما شافته، شكلها ما تعرفنيش، لكن هكذا أعيد تربيتها، خلينا من الدلع".
- "حرام عليك، الله المستعان! ليش هكذا؟ على أساس إنك قدوتنا في المعاملة الطيبة، وأنت تعرف الله!"
- "يا أخي تصور أقوم الصبح وقد رسمت في وجهي شنب مثل الأسد، سكتنا، وبعدين أجي والفطور مش جاهز! مش معقول، قمت علمتها أيش يعني احترام الزوج، وقلت لها بعد الكف: معي اليوم ضيوف على الغداء، مع أنه ما فيش حد، بس من أجل تهتم".
- يا أخي تب إلى ربك، هذا زوجة، مش خدامة، ولا هي جارية، الله خلقها لتسكن إليها، من أين جيت بهذه القسوة؟ أعرفك غير!"
حينها خطرت في باله أن زوجته تعاني من ضعف في القلب.
- "الله يلعن الشيطان! أيش علمت فيها"
التفت إلى هاتفه فيتناوله، ليطمئن عليها، فإذا برسالة في الهاتف:
- "حبيبي.. كل شيء جاهز؟ بس لا تنسى الخبز"
كان الوقت في المكتب طويلا، كان يريد أن يعود بسرعة ليطيب خاطر زوجته، لا سيما وأنه حاول أن يتصل بها مرارا دون أن ترد.
خرج من العمل قبل نهاية الدوام بساعة، وأسرع إلى البيت ومعه كيس من التوت الذي تحبه كثيرا، وما إن وصل حتى تذكر أنه ترك مفتاحه في البيت حين خرج في الصباح غاضبا.
قرع الباب بلطف، وهو يترقب صوتها البريء الذي ظن أنه سيسمعه حزينا، لكنه لم يسمع شيئا، قرع الباب مرة أخرى بصوت أعلى دون جدوى، بدأ بضرب الباب بشدة والوساوس تضرب بشدة أقوى!
- "أيش فيه؟ ليش ما ترد على الهاتف؟ يا الله! ما فعلت بزوجتي وسكني، يا الله!"
حينها سمع صوت جارته التي شقتها المجاورة له:
- "لا تقلق، زوجتك جاء أخوها، ربما أنها تعبت، جاء وأخذها قبل نصف ساعة، وقد تركت لك هذه الرسالة.
تناول الظرف وهو يركض باتجاه مخرج العمارة، متجها نحو المستشفى، وحين وصل وجد عمه وعمته أمامه في بوابة غرفة العناية، وابن عمه مطرق الرأس أمام الباب.
- كيف الحال، أيش حصل؟ ليش ما أحد اتصل بي.
- عفوا! أنا وصلت قبل قليل بعد ما اتصلت بي أختي، وحين وصلت انشغلت بحالتها، كنت أفقدها كل ما مر الوقت حين أسعفتها، مش عارف كيف وصلت المستشفى!
- خير، إن شاء الله خير.
ينفتح باب غرفة العمليات وتخرج الممرضة أولا وتمر والعيون تحيط بها ولكن دون تعليق، ثم يخرج بعدها الطبيب وهو يرمي بطرفه نحو الأرض، هربا من العيون التي تحدق به، يمر ببطء بجوار الزوج وهو يواصل السير في طريقه:
- هذا أمر الله، وصلت متأخرة، فعلنا كل ما يمكن بدون فائدة.
لم يشعر الزوج بنفسه، وكأنه غاب عن الوعي وقتا، مع أنه يشاهد والدي زوجته يبكيان حول سرير ابنتهم الذي تدفعه الممرضات أمامهن في ممر المستشفى، لم تعد رجلاه تحملانه إلا بالكاد.
وصل إلى البيت وهو مشلول التفكير، دخل البيت وهو يمسك مفتاح زوجته، ويرى طاولة الطعام وقد غطاها شرشف أبيض، مثل ذلك الذي كان يغطي زوجته في المستشفى حين رآها آخر مرة، كشف الشرشف ليرى مائدة طعام تامة، لا ينقصها إلا الضيوف، تذكر أن في جيبه رسالة زوجته، فتحها بعد أن أخرجها بسرعة، وعرف خطها الرقيق، لم يستطع أن يقرأها بسبب ازدحام الدموع في عينيه إلا بصعوبة:
- "زوجي الحبيب، سامحني، لم أكمل الغداء إلا بعد شق الأنفس، لأني كنت متعبة، واتصلت بأخي ليساعدني حتى لا أشغلك عن ضيوفك، كنت أتمنى أن نضحك في الصباح سويا كما الأطفال، وأن أسمع منك كلمات الغزل الرقيق التي تحب أن تسمعها كل أنثى، لكن أنا آسفة، لأني حاولت كسر عاداتك وإن كانت لا تعجبني، المهم أن تبيض وجهك أمام أصدقائك، وبالهنا والشفا".
تناثرت وجبة الغداء في كل أرجاء الصالة وهو يرمي كل شيء أمامه دون أن تهدأ ثورة غضبه، راح يكسر كل ما يراه وهو يصرخ "آسف، آسف"، وما أن شعر بالإعياء، استلقى على الأرض، وهو غارق في أنين الجرح الذي أدمى به قلبها الضعيف، ويتأذى من شعوره بالخسة.

(نص + فيديو) الدرس الأول للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في شهر ذي الحجة المبارك ضمن سلسلة دروس القصص القرآني 01 ذو الحجة 1446هـ 28 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 24 ذو القعدة 1446هـ 22 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 17 ذو القعدة 1446هـ 15 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتطور ات الإقليمية والدولية 10 ذو القعدة 1446هـ 08 مايو 2025م

المشاهد الكاملة | تخرج دفعات مقاتلة من الكليات العسكرية البرية والبحرية والجوية بالعاصمة صنعاء 20-03-1446هـ 23-09-2024م

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي استهدف هدفا عسكريا مهما في يافا المحتلة. 15-09-2024م 12-03-1446هـ

مناورة عسكرية بعنوان "قادمون في المرحلة الرابعة من التصعيد" لوحدات رمزية من اللواء 11 للمنطقة العسكرية السابعة