-
العنوان:مقتطفات من خطابات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن إسلام أهل اليمن في جمعة رجب
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:مقتطفات من كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين الإسلام 2018 (في هذا اليوم المبارك اليوم الأغر واليوم التاريخي، الجمعة الأولى من شهر رجب الذي يحمل ذكرى عظيمة من أهم الذكريات وأقدس الذكريات في تاريخ شعبنا اليمني المسلم العزيز نتوجه بالتبريك لأبناء شعبنا ولكل أمتنا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في الانطلاقة الإيمانية في مسيرة حياتنا لما يرضيه عنا إنه سميع الدعاء. اعتاد شعبنا اليمني العزيز على مر التاريخ على الاحتفاء بهذه الذكرى باعتبارها حملت ذكرى عظيمة، حملت مناسبة مهمة هي ذكرى ومناسبة اعتناق عدد كبير من أبناء شعبنا اليمني للإسلام يوم أتى الإمام علي عليه السلام ووصل إلى اليمن وكان معه رسالة من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى أبناء شعبنا يدعوهم فيها إلى الإسلام وقد اتجه الكثير من أبناء هذا الشعب نحو الإسلام بكل رغبة وطواعية وبوعي وقناعة وإيمان صادق وكانت هذه محطة من المحطات المهمة في صدر الإسلام وسبقها محطات مهمة وتلاها محطات أخرى حتى شمل اعتناق اليمنيين الإسلام كل أبناء هذا البلد.
-
التصنيفات:ثقافة
-
كلمات مفتاحية:
مقتطفات من خطابات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن إسلام أهل اليمن في جمعة رجب
1 _مقتطفات من كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في جمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين الإسلام 2018
(في هذا اليوم المبارك اليوم الأغر واليوم التاريخي، الجمعة الأولى من شهر رجب الذي يحمل ذكرى عظيمة من أهم الذكريات وأقدس الذكريات في تاريخ شعبنا اليمني المسلم العزيز نتوجه بالتبريك لأبناء شعبنا ولكل أمتنا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في الانطلاقة الإيمانية في مسيرة حياتنا لما يرضيه عنا إنه سميع الدعاء.
اعتاد شعبنا اليمني العزيز على مر التاريخ على الاحتفاء بهذه الذكرى باعتبارها حملت ذكرى عظيمة، حملت مناسبة مهمة هي ذكرى ومناسبة اعتناق عدد كبير من أبناء شعبنا اليمني للإسلام يوم أتى الإمام علي عليه السلام ووصل إلى اليمن وكان معه رسالة من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إلى أبناء شعبنا يدعوهم فيها إلى الإسلام وقد اتجه الكثير من أبناء هذا الشعب نحو الإسلام بكل رغبة وطواعية وبوعي وقناعة وإيمان صادق وكانت هذه محطة من المحطات المهمة في صدر الإسلام وسبقها محطات مهمة وتلاها محطات أخرى حتى شمل اعتناق اليمنيين الإسلام كل أبناء هذا البلد.
كان هناك منذ البداية المبكرة للإسلام منذ أن بزغ فجر الإسلام ونوره في العهد الأول في مكة المكرمة كان هناك أسرة آل ياسر وكذلك آخرون ممن يحسبون من اليمن من المسلمين الأوائل من السابقين في الإسلام بل كانوا أول الشهداء في هذا الإسلام هم أسرة آل ياسر، ياسر هو والد عمار بن ياسر كان هو أول شهيد في الإسلام وهو من اليمن، فيعبر هذا عن الانتماء في مراحل في صدر الإسلام سواء فيما كان المرحلة المكية وما تلاه أيضا يتعلق بالأوس والخزرج، الأنصار الذين سماهم الله في كتابه بالأنصار فيما تلا ذلك على مستوى مناطق متفرقة في اليمن ومراحل متلاحقة في ذلك الزمن كل ما يمثل ذكرى مهمة وعظيمة ويهمنا جدا أن نشجع على الاحتفاء بهذه الذكرى باعتبار ذلك أيضا من الاعتراف بالنعمة والتقدير للنعمة
واعتزاز شعبنا على مر تاريخه بهذه الذكرى وإعطاؤه لهذا اليوم من خصوصية في الاحتفاء به بأشكال متعددة وتعابير متنوعة من بينها صلة الأرحام من بينها ما يعرف في بلدنا بالرجبية وأشكال متنوعة من الأذكار من الاحتفال من الابتهاج من إظهار السرور، هذا شأن عظيم وشيء إيجابي وشيء مهم وشيء مفيد ويهمنا اليوم أن نستفيد على نحو أكثر وأكثر مضافا إلى شكر النعمة والاعتراف بالنعمة والتقدير للنعمة والاعتزاز بما ينبغي أن نعتز به وهناك أيضا مسألة مهمة في هذا الظرف الحساس وهذه المرحلة التي نعيشها وتعيشها أمتنا بشكل عام بحاجة أن نستفيد بشكل كبير جدا من هذه الذكرى في الحفاظ على هوية شعبنا وبلدنا في الحرص على ترسيخ هذه الهوية الأصيلة لتمتد في أجيالنا جيلا بعد جيل.
نحن إذا فقدنا هويتنا فقدنا كل شيء، إذا بتنا وصرنا أمة لا هوية لها أو شعبا انسلخ عن هويته خلاص، اعتبرنا انتهينا، اعتبرنا قضي علينا، لا يبقى لنا كيان، لا يبقى لنا منعة، لا يبقى ارتباط، لا يبقى لنا عوامل قوة، لا يبقى لنا أي شيء، نهائيا، خلاص انتهينا، يتحول الناس الذين انسلخوا عن هويتهم، يتحولون إلى حيوانات مسخرة عاجزة مستسلمة، مستغلة، لا تفكير لها، لا إرادة لها، لا استقلال لها، لا حرية لها، لا كرامة لها، مطوعون، يصبح الإنسان في هذه الحياة حاله حال أي حمار، أو جمل، أو أي حيوان آخر، أو كبش، تتوزع الأدوار بحسب طبيعة الاستغلال، البعض يستغل كما يستغل الحمار، البعض يستغل كما يستغل الجمل، البعض يستغل كما يستغل الكبش، البعض يستغل كما يستغل... وهكذا بقية الحيوانات.
الهوية مسألة مهمة جدا، مسألة في غاية الأهمية، ولذلك نحن نجعل من هذه المناسبة جمعة رجب، الجمعة الأولى من رجب، مناسبة رئيسية لترسيخ الهوية، والحفاظ على الهوية، وتعزيز حالة الوعي تجاه أهمية الهوية، للحفاظ على هذه الهوية جيلا بعد جيل، ولنقوم بالدور الذي قام به آباؤنا وأجدادنا على أتمّ وجه، بمستوًى جيد جدًا.
وهوية شعبنا هوية إيمانية، يمكن أن نعبر عن هذه الهوية بما تحدث عنه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وروي عنه حين قال: (الإيمان يمان). هذه أعظم هوية، أقدس هوية، أشرف هوية، ما هناك على الإطلاق أعظم من هذه الهوية، كل أمة على وجه هذه الأرض، كل فئة، كل كيان، كل طائفة، كل مجتمع مترابط له هوية واحدة، هذه الهوية هي نمط حياة، نمط حياة تعتمد على عقائد، تعتمد على مفاهيم تعتمد على أعراف، على عادات، على تقاليد، على كذلك أفكار معينة، ثقافات معينة، وتمثل عاملا مهما جدا في اجتماع أمة، في ترابط أمة، لتتجه في هذه الحياة اتجاها واحدا، تجمعها تلك العقائد، تلك المنظومة من العقائد والأعراف والتقاليد والسلوكيات، والاهتمامات والعادات ...إلخ.
وما من أمة في هذه الأرض، ما من أمة إلا ولها هوية، إما هوية صحيحة، وإلا هوية خاطئة، وإلا هوية مختلطة، فيها شيء من الأشياء الصحيحة، ومزيج من الأشياء الخاطئة، حتى أحيانا مزيج من الخرافة، وبعض الأمم، بعض الشعوب، بعض الكيانات في قسم كبير من عقائدها ومفاهيمها وعادتها وأعرافها جانب كبير يعتمد على الخرافة، ولكن تبقى متشبثة، مقتنعة، الذي يجمعها، الذي يجمع ذلك الشعب، أو يجمع تلك الأمة، أو يجمع سكان ذلك البلد هي تلك العادات والتقاليد والأعراف، والعقائد، ذلك النمط من الحياة الذي يستند إليها ويعتمد عليها.
من نعم الله علينا وهي نعمة عظيمة، أن تكون هويتنا كشعب يمني وكأمة مسلمة هي الهوية الإيمانية، هذه الهوية التي إن حافظنا عليها حافظنا عليها في الانتماء، حافظنا عليها في الالتزام، حافظنا عليها من خلال الوعي بها، حافظنا عليها في تنقيتها من الشوائب الدخيلة التي تدخل إليها وليست منها، سواء ما كان منها بشكل عقائد أو أفكار أو سلوكيات أو عادات، وهي دخيلة، ليست منها، ليست في أصلها، إنما دخلت من هنا أو هناك، وهذا ستحدث عنه في سياق حديثنا، إن حافظنا على هذه الهوية حافظنا على أعظم هوية تمثل أهم وأعظم ما يمكن أن نتماسك به، ما يمكن أن يحافظ على وجودنا، ما يمكن أن يمثل أهم عامل قوة بالنسبة لنا، أهم ضمانة لفلاحنا ونجاحنا وصلاحنا وقوتنا وعزتنا وكرامتنا ومنعتنا، وأهم ما يمكن وأعظم ما يمكن أن نعتمد عليه ونستند إليه في مواجهة كل التحديات، وكل الأخطار، مهما كانت، فلا تتمكن من أن تهدّ كياننا، ولا أن تسقط كياننا، ولا أن تقضي على وجودنا كأمة عظيمة، وشعب عظيم.
البعض عنده عقدة سياسية من تاريخنا اليمني، على مدى 1400 عام، يعتبر كل هذا الزمن، كل ما فيه غلط في غلط، وعلى غير الصواب، ويعتبر آباءنا اليمنيين، وأجيالنا العظماء على مر التاريخ، منذ صدر الإسلام الأول إلى اليوم على غلط، إلى مرحلة سياسية معينة، أو مرحلة ثقافية أو عقائدية معينة، وبعدها يعتبر المسألة لا بأس، "بدأت تسبر"، هذا هو التفكير لدى بعض التكفيريين، الذي يعتبر الإسلام علي اليمن أتى ليس من يوم أسلمت أسرة آل ياسر ومن معها، وليس من يوم أسلم الأنصار، وليس من يوم أن أسلمت الوفود اليمنية تباعا، وليس منذ أن قدم علي بن طالب إلى اليمن، وليس منذ أن أتي معاذ بن جبل إلى اليمن، لا، لا، هذه كلها عندها فترة غلط، كل الماضي عنده غلط، كل هذا التاريخ غلط، معقد منه جدا، المسألة هي منذ أن أتي الفكر التكفيري إلى اليمن، بدأ وصول الإسلام من يوم وصل التكفيريين، ومطلوب من اليمنيين أن يعتبروا كل هذا التاريخ تاريخا خاطئا، وظلاميا، وخلاص، وكل شيء غلط في الماضي! ما به الا ما قبل الإسلام، وإلا من يوم جاء التكفيريون، سبرت الأمور! لا بأس! أو مرحلة، أو حقبة سياسية معينة، لا. هؤلاء في الأزمة، الناس الذين عندهم هذه النظرة، الذين لهم خصومة مع هوية شعبنا على مر تاريخه، منذ صدر الإسلام الأول وإلى اليوم، عندهم مشكلة وأزمة حقيقة بسبب عقدتهم، لأنهم يصطدمون بهذا التاريخ بكله، يصطدمون بهذا الإرث العظيم المشرف، المجيد لشعبنا العزيز، ويصبحون في مشكلة، ولهذا يعيشون أزمة نفسية، عقدة نفسية، والكثير مناسب أن يتعالج حتى في مشافي الأمراض النفسية، مع معالجة ثقافية وفكرية تهون عليهم، لأنهم دائما معقدون على شعبنا اليمني، ومستائين منه، ومستائين من تاريخه، ومستائين من كل الأجيال الماضية، كلها معقدين، منها عقد، ولكن لا يهمنا أمرهم، يهمنا هذا الشعب العظيم، هذا الشعب الذي يرى في هذه الأصالة وفي الامتداد على أساسها مجدًا وشرفًا، وخيرًا، ولا يتحرج من هذا، وليس له مشكلة مع تاريخه، ولا مع هويته، أبدا، ليس له مشكلة لا مع علي بن أبي طالب، ولا مع معاذ بن جبل، ولا مع المراحل التاريخية ودوره العظيم فيها عبر الأجيال.
نحن اليوم نقول: هويتنا الإيمانية (الإيمان يمان)، والإيمان ما هو؟ هل هو عبارة عن منتج محلي نصدره في اليمن؟ ونصدره إلى بقية العالم مثلما يطلق على الحليب حليب يماني أو منتج آخر؟ لا. هل هو عبارة عما في بلدنا من أشكال مادية، جبال، أو أشجار، أو شيئا متجسدًا بشكل ماديٍّ، لا. الإيمان مبادئ، الإيمان قيم، الإيمان أخلاق، الإيمان مفاهيم، تنزل إلى واقع الحياة، تبنى عليها الحياة، الإيمان مواقف، الإيمان مواقف، فالإيمان منظومة متكاملة من المبادئ والقيم، والأخلاق والسلوكيات، والأعمال والمواقف، ومسار حياة، ومشروع حياة، وبالتالي نحن معنيون إلى أن نرتبط دائما فيما نحن عليه من عقائد، من مواقف، من سلوكيات، من أعمال في نمط حياتنا، في شكل حياتنا، في واقع حياتنا، أن ننطلق بناءً على هذه الهوية، بناءً على هذا الانتماء، وأن نحسب حسابه في كل شيء، وأن ننطلق من خلاله في كل شيء، في سلوكياتنا في أعمالنا، في تصرفاتنا، في اتجاهاتنا، في مواقفنا، في أعمالنا، أن ننطلق منطلقا إيمانيا، والقرآن الكريم قدم لنا عن هذا الإيمان كيف هو، مواصفات المؤمنين كيف هي، آيات كثيرة تتحدث عن المؤمنين، في روحيتهم، في مبادئهم، في أخلاقهم، في سلوكياتهم، في اهتماماتهم، في جوانب كثيرة، تحدث عنها القرآن الكريم.
ننبه أن الهوية الإيمانية والإيمان في مبادئه، في قيمه، في أخلاقه، هو يمثل أهم عامل وأقوى عامل في التماسك، في الثبات، في الصمود، في مواجهة التحديات، يعني لهذا الموضوع علاقة مهمة، فيما نعاني منه اليوم، في التصدي للعدوان، في مواجهة التحديات التي نعيشها في هذه المرحلة، بقدر ما تتعزز هذه الهوية، تترسخ هذه الهوية، وننطلق من خلالها بقدر ما نكون أقوى، في واقعنا المعنوي، والعملي، وأعظم تماسكا، وأشدّ ثباتًا في مواجهة كل هذه التحديات، وأقدر على صناعة الانتصار في هذا الصراع، في هذه المشاكل والتحديات).
2_ مقتطفات من خطاب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بذكرى جمعة رجب 1438هـ
(في الجمعة الأولى من شهر رجب أهمية وذكرى مميزة وعزيزة، من أعز وأقدس الذكريات لشعبنا اليمني المسلم العزيز، وتعد أيضا من الصفحات البيضاء الناصعة في تاريخ شعبنا المسلم، هذه الذكرى هي واحدة من ذكريات ارتباط شعبنا العزيز بالإسلام العظيم في الجمعة الأولى، حيث التحق عدد كبير من أبناء اليمن بالإسلام في ذكرى تاريخية عظيمة ومقدسة ومهمة؛ ولذلك هي مناسبة مهمة في الحفاظ على هوية شعبنا المسلم وفي تجذير وترسيخ هذه الهوية لكل الأجيال الحاضرة والمستقبلية، الهوية التي يمتاز بها شعبنا اليمني، الهوية الإسلامية المتأصلة، هي تعود إلى تاريخ أصيل لهذا الشعب، فعلاقته بالإسلام وارتباطه بالإسلام وإقباله على الإسلام منذ فجره الأول كان على نحو متميز وعلى نحو عظيم، منذ بزوغ فجر الإسلام، كان هناك ممن هم من أصول يمنية، وممن هم من اليمن من تميزوا كنجوم لامعة في سماء تاريخ الإسلام، فعندما نأتي مثلا عندما نأتي إلى المرحلة المكية التي ابتدأ فيها نور الإسلام ودعوة الإسلام، وبدأت حركة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله، برسالة الله سبحانه وتعالى، وفي ذلك المحيط الذي واجه فيه التكذيب من أكثر قومه، وتحرك أهل مكة أكثرهم من موقع التكذيب بالرسالة، والصد عن الإسلام والعداء الشديد للإسلام، وللرسول صلى الله عليه وعلى آله، كان هناك وضمن المجموعة الأولى من المسلمين من تميز منهم أيضا بدور عظيم ودور تاريخي كبير في تاريخ الإسلام، عمار بن ياسر، بل الأسرة بكلها ياسرا وزوجته سمية وابنهما عمار، أسرة من اليمن أصلها، فكان والده والد عمار بن ياسر أول شهيد في الإسلام من اليمن، وعمار نفسه الذي كان من خيرة وصفوة المسلمين وحملة الرسالة الإلهية وأنصارها، عمار بن ياسر الذي ورد في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يشير بإيمانه، ويتحدث عن المستوى الإيماني الراسخ والراقي لعمار، إنه ملئ إيمانا من مشاشه إلى أخمص قدميه.
ثم هناك حكاية الأنصار الأوس والخزرج القبيلتان اليمانيتان، اللتان بادرتا إلى الإسلام، ثم كان لهما شرف النصرة وشرف الدور المتميز في الدفاع عن الإسلام وفي الإيواء للرسول وللمهاجرين، فيما بعد أقبل أهل اليمن إلى الإسلام من خلال وفود كانت تفد إلى الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، ولكن بعد ذلك كان الدخول الكبير والواسع والشعبي بشكل عام، بعث الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلا اختصه لهذه المهمة هو الإمام علي عليه السلام، وكان ابتعاثه له إلى اليمن له دلالة على الأهمية والمكانة العالية لأهل اليمن لدى الرسول صلوات الله وعلى آله، علي عليه السلام بمكانته العظيمة في الإسلام في مقامة الكبير باعتباره في مدرسة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، في مقامه الإيماني، الرجل الذي عبر الرسول عن مكانته بقوله: “علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي”، ومن مقامه الذي تحدث عنه في نصوص أخرى أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وغير ذلك مما تحدث به الرسول عنه، مما يعبر عن المكانة الكبيرة للإمام علي عليه السلام، ابتعاثه للإمام علي على وجه الخصوص ليقوم بدور كبير في دعوة أهل اليمن إلى الإسلام، وأتى إلى اليمن وبقي لشهور متعددة يتحرك في اليمن في مناطق مختلفة، وصل إلى صنعاء ووصل إلى مناطق أخرى في اليمن، فكان أن أقبل أهل اليمن واسلموا بشكل كبير وجماعي على يد الإمام علي عليه السلام، وفي الجمعة الأولى من شهر رجب كان هناك الإسلام الواسع لأهل اليمن، والذي أسس لهذه المناسبة في الذاكرة وفي الوجدان التاريخي لأهل اليمن، فكانت مناسبة عزيزة يحتفي بها أهل اليمن، فكلما تأتي هذه المناسبة في كل عام، الجمعة الأولي من شهر رجب وما عرف في الذاكرة الشعبية بالرجبية.
فإذا هذا الإقبال والواسع إلى الإسلام طوعا ورغبة وقناعة، وكان دخولا صادقا وعظيما ومتميزا، أهل اليمن، سواء من كان منهم مهاجر في مكة مثل عمار وأسرته المقداد وغيرهما، مثل ماهي حكاية الأنصار في يثرب المدينة، مثل ما هو الواقع في الوفود التي توافدت من اليمن والجماهير التي دخلت في الإسلام عندما أتى الإمام علي عليه السلام، هو أتى حسب الاستقراء التاريخي لثلاث مرات إلى اليمن، وفي البعض منها كان يبقى لشهور متعددة يدعو إلى الإسلام، ويعلم معالم الإسلام وينشط في الواقع الشعبي والمجتمعي وتنظيم الحالة القائمة في البلد على أساس تعاليم الإسلام ونظام الإسلام.
ومبتعثين آخرين أيضا أكملوا الدور في بعض المناطق كما هو معاذ ابن جبل، وهكذا نجد أن الدخول اليمني والتاريخ اليمني والهوية اليمنية الأصيلة المرتبطة بالإسلام ارتباطا وثيقا ودخولا كليا.
اليمنيون عندما دخلوا في الاسلام تميز الكثير منهم في جوانب متعددة، أولا في مستوى التمسك بالإسلام والالتزام بتعاليمه، شعبنا اليمني يتميز عن كثير من الشعوب في مدى تمسكه والتزامه وعشقه للإسلام وارتباطه الوثيق بتعاليم الإسلام، وتخلقه بأخلاق الإسلام، هو شعب ذو قيم، قيمه الفطرية والإنسانية متجذرة، فحينما أتى الإسلام رأى في الإسلام ما يحنوا إليه، ما يرغب به، ما يلامس وجدانه الإنساني وفطرته الإنسانية، ما يرعى وينمي له ما فيه من قيم فطرية، وأخلاق فطرية، لأن الإسلام هو دين الفطرة، {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} (الروم: من الآية30)، فلذلك الشعب اليمني كان في دخوله في الإسلام وارتباطه بالإسلام كان في إسلامه وإيمانه على النحو الذي تميز به في مدى الالتزام، ومستوى التمسك والارتباط الوثيق، ومستوى الموقف، الشعب اليمني في أخلاقه في قيمه في تمسكه بتعاليم الإسلام، وفي موقفه هو شكل رصيدا كبيرا وعظيما للأمة، ولذلك كان اليد الضاربة والقوية للأمة الإسلامية في مواجهة التحديات فيما بعد، فكان إسهامه بشكل كبير ورئيسي في مواجهة الإمبراطوريات القائمة آن ذاك التي حاربت الإسلام وسعت لطمس معالمه ومحوه.
كان للشعب اليمني دور كبير ورئيسي وكانوا هم نواة الجيش الإسلامي الجانب الأكثر والأبرز والصلب، الذي استفادت منه الأمة الإسلامية في مواجهة التحديات، فهو الشعب الفاتح، وهو الشعب الذي قوض بشكل كبير في حضوره البارز في الجيش الإسلامي امبراطوريات الكفر والطاغوت التي سعت لمحو الإسلام وضرب الأمة الإسلامية، وشكل على مدى التاريخ شكل قوة حقيقية في داخل الأمة معتدا بها محسوب لها حساب كبير، فهو وقف فيما بعد في مرحلة الانقسام الكبير في داخل الأمة، وقف في معظم رموزه وقبائله الموقف الحق إلى جانب الإمام علي عليه السلام، بل كنا عمار بن ياسر رضوان الله عليه كان معلما من المعالم الرئيسية الشاهدة بالحق عندما وقف مع الإمام علي عليه السلام موقفه المعروف، والرسول صلوات الله عليه وعلى آله كان قد قال فيما سبق عن عمار: إنها “تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار”، فكان عمار بن ياسر واقفا بالرغم من عمره وتقدمه في السن وهو يفوق التسعين عاما وقف إلى جانب الإمام علي عليه السلام في مواجهة الفئة الباغية، ضد الفئة الباغية، التي وقفت ضد الإمام علي عليه السلام، وحاربت الإمام علي عليه السلام، فوقف عمار ووقف معه مالك الأشتر والكثير الكثير من عظماء أهل اليمن ومن جمهور أهل اليمن ومن قبائل أهل اليمن وقفوا ضد الفئة الباغية، مناصرين للحق، وكان لهم موقف بارز ومتميز في نصرة الإمام علي عليه السلام، وبقي الإمام علي عليه السلام منذ مجيئه إلى اليمن بعد أن ابتعثه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى اليمن بارتباط وثيق باليمن وأهل اليمن، كان اليمانيون على علاقة وارتباط وثيق بحكم معرفتهم وارتباطهم هذا، هو ارتباط مبدئي باعتبار ما قاله الرسول عن الإمام علي عليه السلام والمعرفة الوثيقة والارتباط الوثيق، كان إلى جانبه إلى جانب الإيمان إلى جانب الحق وليس لارتباط شخص أو لاعتبارات شخصية، هم عرفوا بمقامه الذي تحدث به الرسول عنه؛ ولذلك بقي الإمام علي عليه السلام في الذاكرة الشعبية اليمنية متجذرا، بالرغم من كل ما بذله الآخرون وسعوا له بكل الوسائل والأساليب لمحوه من هذه الذاكرة الشعبية، لكن بقي أهل اليمن في جمهورهم يجلون الإمام علي ويحبون الإمام علي عليه السلام وعلى ارتباط وثيق، ارتباط الذي أرده الرسول لهذه الأمه من بعده بالإمام علي عليه السلام، سعى التكفيريون فيما بعد بشكل كبير جدا ولا يزالون في هذه المرحلة بشكل كبير ومكثف لأبعاد أهل اليمن عن الإمام علي ولمحوه من الذاكرة الشعبية ومن الوجدان الشعبي ولكنهم فشلوا فشلا كبيرا؛ لأن هذا الجانب قد تجذر وعيا ومبدأ وفهما صحيحا وإيمانا راسخا، فهم فاشلون بالتأكيد، ولذلك تجد في واقعنا اليمني أن من أكثر الأسماء انتشارا هو اسم علي، علي في اليمن اسم منتشر، كبير، نستطيع القول إنه قد يكون تقريبا بعد اسم محمد منتشر في الساحة اليمنية، تيمنا ومودة وأصبحت حالة قائمة في الذاكرة الشعبية، فعلى كل هذه المناسبة هي مناسبة عظيمة ونحن عندما نعود إلى قول الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس:58)، نجد أنه يحق لشعبنا اليمني أن يبتهج بهذه المناسبة، مناسبة تمثل فضلا كبيرا من الله عليه، وتوفيقا عظيما من الله له، ونعمة بكل ما تعنيه الكلمة، نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى على هذا الشعب، الذي نال الوسام الكبير في مدى التزامه بالإسلام، في إقباله إلى الإيمان، في تخلقه بأخلاق الإيمان، فكان أن ورد في حقه ما ورد عن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله: “الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية”).

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 24 ذو القعدة 1446هـ 22 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان على قطاع غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية 17 ذو القعدة 1446هـ 15 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتطور ات الإقليمية والدولية 10 ذو القعدة 1446هـ 08 مايو 2025م

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية للصرخة وحول آخر مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية 03 ذو القعدة 1446هـ 01 مايو 2025م

شاهد | غزة.. الهولوكوست على الهواء يخرجه اليهود ويشاهده بالإكراه كل من في الكوكب 26-11-1446هـ 24-05-2025م

شاهد | حلا الغندور طفلة غزاوية نجت من غارة للعدو بشلل نصفي يرافقها تحت الحصار 26-11-1446هـ 24-05-2025م

المشاهد الكاملة | تخرج دفعات مقاتلة من الكليات العسكرية البرية والبحرية والجوية بالعاصمة صنعاء 20-03-1446هـ 23-09-2024م

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي استهدف هدفا عسكريا مهما في يافا المحتلة. 15-09-2024م 12-03-1446هـ

مناورة عسكرية بعنوان "قادمون في المرحلة الرابعة من التصعيد" لوحدات رمزية من اللواء 11 للمنطقة العسكرية السابعة