• العنوان:
    مدارس العلوم الشرعية للبنات.. جيلٌ قرآنيٌ واعٍ وتحصين من الثقافات الغربية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص| المسيرة نت: في إطار الجهود المستمرة لبناء جيل واعٍ، استطاعت مدارس العلوم الشرعية للبنات أن ترسخ مكانتها كمؤسسات تعليمية رائدة تجمع بين التعليم الديني والقرآني والتحصيل الأكاديمي الثانوي.
  • التصنيفات:
    ثقافة
  • كلمات مفتاحية:


وتهدف هذه المدارس إلى تمكين الطالبات من دراسة القرآن الكريم وعلومه، والفقه، والحديث، والسيرة النبوية، مع تزويدهن بثقافة متوازنة تمكّنهن من مواجهة الثقافات المغلوطة التي انتشرت عبر أجيال طويلة، وتأهيلهن ليصبحن قادرات على خدمة دينهن ومجتمعاتهن بعلم راسخ وفهم متوازن.

ولاقت هذه المدارس إقبالاً واسعاً من الأسر والطالبات، نظرًا للدور الكبير الذي تلعبه في صقل الشخصية العلمية والروحية للفتاة، بما يجعلها قادرة على الإسهام في نهضة المجتمع.

 في هذا الإطار، استعرضت مديرة مدرسة الصمادة للعلوم الشرعية الأستاذة رباب الشامي، خلال حديثها لقناة المسيرة صباح اليوم عبر برنامج "نوافذ"، تفاصيل إنشاء هذه المدارس وأهدافها ورؤيتها المستقبلية، فضلاً عن نجاح التجربة منذ انطلاقها.

ذكرت الشامي أن فكرة إنشاء مدارس العلوم الشرعية انبثقت من واقع الحاجة الملحة لحماية الطالبات والجيل الصاعد بثقافة القرآن الكريم، تحصيناً ضد مؤامرات الأعداء ومخططاتهم التي تستهدف الشباب والفتيات، مضيفةً أن الهدف الأساسي من هذه المدارس هو بناء جيل واعٍ، مثقف دينيًا وعلمياً، يستطيع مواجهة مخططات الطغاة والأعداء، وأن القرآن الكريم هو السبيل الأمثل لنهضة الأمة وحماية شبابها وبناتها.

وأوضحت أن هذه المدارس تمثل خياراً ثالثاً للطالبات الراغبات في مواصلة تعليمهن الثانوي، وتمنحهن إمكانية التحصيل العلمي والأكاديمي إلى جانب الثقافة القرآنية والشرعية، ما يعكس شمولية التجربة التعليمية التي تجمع بين الدين والحياة.

وحول التوسع والانتشار وعدد المدارس، قالت الشامي : "بدأت المدارس في العام الدراسي 1446هـ بعدد 12 مدرسة في بعض المحافظات الحرة، لتتوسع خلال العام الحالي 1447هـ إلى 53 مدرسة، موزعة في مختلف المحافظات، منها ثلاث مدارس في أمانة العاصمة وثلاث مدارس في مناطق فرعية مثل الصمادة والجراف،  وتشمل هذه المدارس الطالبات اللواتي أنهين التعليم الأساسي وحصلن على شهادة الصف التاسع، مع إمكانية التحاق الطالبات اللواتي أكملن برنامج محو الأمية التكميلي.

وعن مدة الدراسة والمقررات التعليمية بينت أن الدراسة في مدارس العلوم الشرعية تستمر لمدة عامين، مكثفة بشكل كبير، وتشمل 42 مادة دراسية موزعة على عدة أقسام، أهمها: القرآن الكريم (حفظ، إتقان، معاني ومفردات)، الحديث، الإيمان، الفقه، التفسير، اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، والرياضيات.

وأكدت الشامي أن مقررات اللغة الإنجليزية صممت لتكون منبثقة من الثقافة القرآنية، بعيداً عن الثقافات الغربية المستوردة، بينما تُدرس بقية المواد بأساليب علمية حديثة، تعتمد على وسائل العرض، والشاشات، والبروجيكتور، وأساليب التفكير الذهني المتنوعة لتكون عملية وفعّالة.

وفي سياق الحديث عن الشهادة ومجالات الخريجات، أشارت مديرة المدرسة إلى أن شهادة الثانوية من مدارس العلوم الشرعية تعادل شهادة الثانوية العامة للقسم الأدبي، مما يتيح للطالبات الالتحاق بالجامعات المختلفة أو التخصصات الأكاديمية المتاحة لخرجات القسم الأدبي، كما يمكن للخريجات العمل في التعليم أو في المدارس الشرعية الخاصة أو متابعة الدراسات العليا، بما يعزز دورهن في المجتمع.

بدورهن أفادً الطالبات والأمهات المشاركات أن المدارس ساهمت بشكل كبير في ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية، وتحفيز الطالبات على الاجتهاد والتميز، مؤكّدات أن الاهتمام الشخصي للمعلمات وتوجيههن الأكاديمي والروحي أسهم في بناء شخصية الفتاة بشكل متوازن.

وأشارت الأمهات إلى أن ما لمسوه من مستوى بناتهن الطالبات في التعامل والإحسان والوعي الديني والثقافي يعد حافزاً كبيراً للالتحاق بالمدارس.

وعن التحديات والخطط المستقبلية أكدت الشامي أن من أبرز التحديات التي واجهت المدارس في العامين الماضيين شحة الأماكن التعليمية، ونقص الكوادر الإدارية والتدريسية المؤهلة، إلا أن هذه التحديات تم التغلب عليها تدريجياً، مع خطط مستقبلية للتوسع أكثر في أمانة العاصمة وبقية المحافظات، بهدف توفير التعليم القرآني والشرعي لأكبر عدد من الطالبات.

ووجهت الأستاذة رباب الشامي رسالة إلى الأهالي تشجعهم على إلحاق بناتهم بالمدارس الشرعية، مع تأكيد أهمية استشعار الطالبات لمسؤولياتهن، واعتبار الدراسة في هذه المدارس منحة إلهية وفرصة لبناء جيل متسلح بالعلم والدين والثقافة القرآنية، ليكونوا ركيزة صلبة لمجتمعاتهم المستقبلية.

خطابات القائد