وأشارت حلاوي في مداخلة مع القناة صباح اليوم الأربعاء، ضمن برنامج "نوافذ"، إلى اعلان وزارة الصحة اللبنانية بأن الغارتين اللتين نفذتهما طائرات العدو الصهيوني طالـتا محيط مسجد خالد بن الوليد داخل المخيم المكتظ بالسكان، حيث تتجاوز أعداد اللاجئين الفلسطينيين فيه ستين ألف نسمة، ما جعل أي استهداف جوي بمثابة مجزرة محققة، كما حدث بالفعل.

وأكدت أن الحصيلة المعلنة حتى اللحظة مرشحة للارتفاع، نظراً لصعوبة عمليات التعرف على أشلاء الشهداء، واستمرار فرق الإسعاف في العمل منذ وقوع المجزرة وحتى ساعات الصباح، في ظل حجم الدمار الكبير وحساسية المكان الجغرافي الضيق داخل المخيم.

وأوضحت مراسلتنا أن هذا الاعتداء هو الأول من نوعه على مخيم عين الحلوة منذ اتفاق وقف العدوان، حيث لم يُستهدف المخيم خلال العدوان الأخير على لبنان إلا مرة واحدة، وكان الاستهداف حينها موجهاً لمنزل القيادي الفلسطيني مير المقدح، ما أدى إلى اغتيال نجله وزوجته.

وتزامناً مع مجزرة عين الحلوة، ذكرت حلاوي أن العدو الصهيوني شن صباح اليوم اعتداء جديداً استهدف سيارة مدنية في بلدة أطيري جنوب لبنان، ما أدى إلى ارتقاء شهيد وسقوط أحد عشر جريحاً من بينهم طلاب مدرسة كانوا على متن حافلة مرّت بجانب السيارة المستهدفة لحظة القصف، وقد حالت العناية الإلهية دون وقوع مجزرة ثانية، كما استهدفت طائرة مسيرة تابعة للعدو آلة حفر كانت تعمل على رفع الركام في بلدة بليدا، لتحترق بالكامل في مشهد يؤكد اتساع دائرة الاستهداف الصهيوني لكل ما يتحرك، بما في ذلك الآليات العاملة في إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة.

وأفادت أن طائرات العدو الصهيوني شنت غارة على منزل غير مأهول في بلدة الدردارة الحدودية، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، في خطوة تُظهر إصرار العدو على تجاوز كل القوانين والاتفاقات بما فيها تفاهمات وقف إطلاق النار التي ترعاها الأمم المتحدة، لافتة إلى نفي حركة حماس بشأن صحة ادعاءات العدو الصهيوني حول استهداف اجتماع أو موقع تدريب تابع لها داخل المخيم، مؤكدة أن القصف طال ملعباً رياضياً مكشوفاً كان يتواجد فيه عدد من الفتيان، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في صفوفهم، معتبرة أن العدو يسعى إلى تبرير جرائمه عبر روايات مضللة.

ووفقاً لمراسلتنا فإن العدو الصهيوني يسعى لجر المنطقة إلى مزيد من التصعيد، سواء في الجنوب اللبناني أو في المخيمات الفلسطينية، في ظل استمرار الخروقات اليومية على الحدود وعمليات الاستهداف المتكررة للمنازل والسيارات والمناطق السكنية، مبينة أن بلدات الجنوب تشهد حالة ترقّب حذر على وقع الاعتداءات المتصاعدة، خصوصاً بعد سلسلة الغارات التي طالت بنت جبيل، بليدا، أطيري، والدردارة، وما رافقها من سقوط شهداء وجرحى، في وقت تتعالى فيه الأصوات اللبنانية المطالِبة بوقف العدوان الصهيوني المستمر على المدنيين.

وأضافت حلاوي أن مجزرة عين الحلوة تمثل تطوراً خطيراً في مسار العدوان، لما يحمله هذا المخيم من رمزية وخصوصية، وما يعنيه استهدافه من رسائل قاسية تستهدف اللاجئين الفلسطينيين وأمن لبنان واستقراره، وتكشف نية العدو الصهيوني في توسيع دائرة النار بعيداً عن أي التزام باتفاقات وقف العدوان.