• العنوان:
    أبو عزة: التخاذل العربي يسهّل تمرير المشاريع الصهيوأمريكية بشأن سلاح المقاومة ومستقبل غزة السياسي
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | المسيرة نت: قدّم الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني صالح أبو عزة قراءة معمّقة لمجمل التطورات السياسية والأمنية المتعلقة بقطاع غزة، محذّرًا من المسار الأمريكي– الإسرائيلي الرامي إلى فرض وصاية دولية على القطاع تحت لافتة “القوة الدولية”، بما يجعل نزع سلاح المقاومة هدفًا رئيسيًا يجري العمل عليه في الكواليس والعلَن، معتبراً أن المواقف العربية والإسلامية المتخاذلة أسهمت في إضعاف الموقف الفلسطيني والجزائري داخل مجلس الأمن.
  • كلمات مفتاحية:

وقال أبو عزة مداخلة خاصة على قناة المسيرة إن “المقاومة الفلسطينية وافقت ضمن خطة ترامب على الانسحاب الإسرائيلي، وعلى دخول المساعدات الإنسانية، وعلى تبادل الأسرى العاجل، لكن سلاح المقاومة شأن داخلي فلسطيني لا يحق لأحد خارج فلسطين التدخل فيه”.

 وأضاف أن “الفلسطينيين وحدهم وتحديدًا القوى المقاومة التي اجتمعت في القاهرة أكدوا بوضوح أن مسألة السلاح داخلية، وتندرج ضمن برنامج وطني فلسطيني، بينما الأطراف القائمة على اتفاق وقف إطلاق النار، من مصر وقطر وتركيا والدول العربية والإسلامية الثماني ومعها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، تواصل الحديث بشكل دائم عن نزع سلاح المقاومة”.

وأشار أبو عزة إلى أن “الولايات المتحدة تتجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يخص القوة الدولية التي ستتواجد في قطاع غزة، ويكون من أهم مهامها سحب سلاح المقاومة”، معتبرًا ذلك “جوهر المشروع الأمريكي الذي يسعى إلى تحويل الاحتلال الصهيوني من صيغة مباشرة إلى وصاية أمنية دولية تقودها واشنطن”.

وفي السياق الإداري، أكد أبو عزة أن “حماس وافقت على ألا تكون جزءًا من إدارة غزة، وأن تُشكَّل حكومة ديمقراطية من شخصيات وطنية يتم اختيار 15 عضوًا منها بطلب من مصر”، لافتًا إلى أن الأعداء يريدون “هذه الهيئة التنفيذية، ومعها القضاء والتعليم والهيئات المحلية والشرطية والأمنية، لتتحول عمليًا لتكون تحت إدارة ما يسمى مجلس السلام الأمريكي بقيادة ترامب، وهو ما ترفضه المقاومة رفضًا قاطعًا”.

وبيّن أن “الدول العربية والإسلامية الثماني كان يمكنها تجاوز الإملاءات الأمريكية – الإسرائيلية، لكن ما صدر عنها يعادل التخوفات الفلسطينية بالكامل”.

ولفت إلى أن "المشروع الروسي لا يتحدث عن وصاية أمريكية على قطاع غزة، بل عن رعاية أممية وقوات اشتباك تحت القبعات الزرق دون المساس بسلاح المقاومة، وكان بالإمكان استغلال التباين الروسي – الأمريكي لتحسين شروط القرار".

وانتقد أبو عزة المواقف العربية والإسلامية المنحازة للضغط الأمريكي، موضحًا أن “وزارة الخارجية القطرية أصدرت بيانًا باسم الدول الثماني يدعم قرار ترامب ويمهّد لتمريره داخل مجلس الأمن”، مضيفاً أن “المطالبات الشعبية للجزائر بإسقاط القرار الأمريكي تتجاهل حقيقة أن الموقف الجزائري أُضعف أصلاً بسبب مواقف الدول العربية والإسلامية، وأن الجزائر لا تستطيع خوض معركة وحدها دون غطاء عربي”.

وأردف باقول: “استمعتُ لمندوب الجزائر ولتصريحات رسمية جزائرية تعارض شكل القرار وتعارض الوصاية الأمريكية واستخدام القوة الدولية كبديل عن الاحتلال لنزع سلاح المقاومة، لكن الموقف العربي والإسلامي أضعف قدرة الجزائر على المواجهة”.

وتوقع أبو عزة أن “تمتنع روسيا والصين عن التصويت بدل استخدام الفيتو، لأنهما لن تكونا عربية أكثر من العرب ولا ملكية أكثر من الملك”، مشيرًا إلى أن “مشروع القرار الأمريكي سيمرّ على الأرجح، بعد أن أرسلت واشنطن مسودته إلى الأمم المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين”.

وختم المحلل الفلسطيني صالح أبو عزة حديثه للمسيرة بالتأكيد على أن “المرحلة حساسة وتحتاج إلى موقف فلسطيني موحّد يرفض الوصاية الأمريكية بشكل قاطع، ويحصّن سلاح المقاومة باعتباره خط الدفاع الأول والأخير عن الشعب الفلسطيني، فيما يبقى الرهان الأساسي على قدرة المقاومة والشعب على إحباط كل المسارات التي تستهدف تصفية القضية”.


خطابات القائد