• العنوان:
    العدوان "الإسرائيلي" على إيران.. أهدافٌ معلنة ومعاركُ خفية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    كشف وثائقيٌّ عرضته قناة "الـ 13" (الإسرائيلية) عن جوانبَ سرية من الحرب التي شنتها (إسرائيل) على إيران، موضحًا أن هناك أهدافًا استراتيجية تتجاوز الضربات العسكرية المباشرة؛ فهي لم تكن مُجَـرّد حرب عابرة، بل كانت محاولة لتغيير موازين القوة داخل الجمهورية الإسلامية نفسها.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

الأهداف الكبرى كما كشفت قناة "13"

من خلال تسريبات الجلسات الأمنية التي بثتها القناة، يمكن تحديد محوري الهدف الأَسَاسيين:

- اغتيال الولي الفقيه، الإمام علي خامنئي.

- زعزعة النظام الإيراني أَو حتى إسقاطه.

هذا ما جاء في نقاشات زُعم أنها دارت في اجتماع أمني عُقد بتاريخ 12 يونيو في ملجأ محصن قرب القدس، بحضور القادة المدنيين والعسكريين الإسرائيليين.

في هذا الاجتماع، وصف نتنياهو اللحظة بأنها تاريخية، محذرًا من أن إيران إذَا لم تُوقَف، قد تكتسب عشرات الآلاف من الكيلوغرامات من المتفجرات النووية.

وزعم أن الهدف من الضربات يشمل العلماء النوويين الإيرانيين ومراكز القيادة الحساسة داخل النظام.

تفاصيل مهمة يكشفُها الوثائقي

1. محاولة اغتيال الإمام الخامنئي

نقلت القناة عن محاضر الجلسات أن بعض الوزراء مثل بتسلئيل سموتريتش طالبوا بإيجاد موقع الإمام الخامنئي قائلين: "المرشد يجب أن يُعثر عليه".

في المقابل، قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنهم سعوا لتحقيقِ هذا الهدف، لكن الفرصة المناسبة لم تُتَح.

ووفقًا للوثائقي، رفض نتنياهو الكشفَ الكاملَ عن التفاصيل علنًا، قائلًا إنه يُفضّل بقاءَ بعض الخيارات على الطاولة.

أما من الجانب الأمريكي، فقد صرّح دونالد ترامب بأنه كان يعلمُ مكانَ المرشد، لكنه أشار إلى أنه لا يعتزمُ قتلَه في تلك اللحظة.

نتنياهو أَيْـضًا أعلن حسب بعض التقارير أنه أصدر تعليمات بأن لا حصانة لأية شخصية في إيران.

2. ضرب المنشآت النووية والبنية التحتية الحيوية

وفق الوثائقي، أحد كبار قادة الجيش الإسرائيلي قال إن الخطة الإسرائيلية تضمنت تدمير منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز، وتعطيل البنية النووية الإيرانية.

لكن في حالة فوردو، وُصِف أن (إسرائيل) وحدَها لا تملك القدرةَ على تدميره بالكامل دون دعم أمريكي؛ لأَنَّ الولايات المتحدة تملك القنابل المناسبة لتلك المهمة.

كما نوقش في تلك الجلسة استهداف البنية التحتية المدنية الإيرانية مثل مصافي النفط وغيرها كوسيلة ضغط إضافية على النظام.

3. الشعور الإسرائيلي بالفشل والاعتماد على واشنطن

بعد الأيّام الأولى من الحرب، بدا أن القيادة الإسرائيلية سخّرت الكثير من الآمال في إنجازات سريعة: القضاء على علماء نوويين، واستهداف كبار قادة الحرس الثوري.

لكن الوثائقي يشير إلى أن تلك التوقعات لم تتحقّق بالكامل.

وفق ما نقله المسؤولون في الوثائقي، كان هناك اقتناع بأن الاستمرار دون دعم أمريكي لن يؤدي إلى تحقيق الأهداف الكبرى، خَاصَّة فيما يتعلق بالضربات التي تتطلب أسلحة متخصصة أَو قدرات لوجستية متقدمة، وأكّـدت محاضر الجلسات أن نتنياهو ضغط على ترامب هاتفيًّا للحصول على طائرات تموين أَو دعم لمهاجمة فوردو.

كما وصف بعض القادة أن الضربات الأولية حقّقت إنجازات استثنائية، لكنهم أقروا بأن طهران لم تتعرض للإضعاف الكامل كما كان مخطّطا له في البداية.

4. استراتيجية زعزعة النظام من الداخل

حسب الوثائقي، الموساد الإسرائيلي يعمل منذ سنوات على خطط لزعزعة النظام الإيراني داخليًّا، عبر خلايا سرية وجماعات معارضة، وذُكر أن بعضًا من تلك الخطط يشمل دعم تنظيمات معارضة مثل جماعات مناهضة للنظام، وربما السجون، حَيثُ يبدو أن (إسرائيل) بحثت إمْكَانية استهداف بوابات سجون تضم سجناء سياسيين أَو معارضين يُعتقد أنهم على صلة بـ كَيان الاحتلال.

الهدف من ذلك ليس فقط ضرب القدرات العسكرية للنظام، بل خلق حالة من الاضطراب الداخلي وتأجيج الانشقاقات.

5. موقف نتنياهو من إسقاط النظام

في الجلسة التي سلط عليها الوثائقي الضوء، قال نتنياهو إن الضربة الأمريكية يمكن أن تمنح (إسرائيل) اليد العليا في أية مفاوضات مستقبلية، ورأى أن إسقاط النظام بالكامل سيكون إنجازا رائعًا، لكن حتى لو لم يكن سقوط النظام ممكنًا فـ"تقويضه" وزعزعته هو خيار واقعي وضروري.

من وجهة نظره، الفترة التي حكم فيها ترامب كانت فرصة ذهبية لتحقيق هذا الهدف؛ لأَنَّ الدعم الأمريكي في تلك اللحظة كان أعلى، وفق تقدير القادة الإسرائيليين.

6. نتائج وتداعيات الضربات الإيرانية ورد طهران

القناة "13" أفادت بأن (إسرائيل) ادَّعت أنها دمّـرت أكثر من 120 مِنصة إطلاق صواريخ إيرانية، وكذلك ضربت مراكز قيادة مهمة داخل النظام الإيراني.

من جهة طهران، وَرَدَ أنها ردَّت بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة؛ ما يدل على أن الرد الإيراني كان قويًّا ولم يكن مُجَـرّد ردع، كما نقل الوثائقي عن نقاشات داخل القيادة الإسرائيلية مفادها أن الحرب لا ينبغي أن تنتهي بسرعة: "هناك تصميم على الاستمرار حتى نحقّق أهدافنا".

الوثائقي يكشف عن بُعد استراتيجي أعمق من مُجَـرّد صراع عسكري: ما دُوّر في الكابينيت الإسرائيلي كان يُخطّط ليس فقط للردع، بل لإعادة هندسة القوى داخل إيران.

فشل محاولة اغتيال الإمام الخامنئي كما بدا من الوثائقي يُسلط الضوء على الحدود التي واجهتها (إسرائيل) حتى مع تخطيط مسبق ومعلومات استخباراتية.

الاعتماد على الدعم الأمريكي كان واضحًا من البداية؛ (إسرائيل) ترى أن بعض الأهداف (خَاصَّة النووية) لا يمكن تحقيقها من دون مشاركة واشنطن.

استراتيجية زعزعة النظام من الداخل تشير إلى أن (إسرائيل) تنظر إلى إيران ليس فقط كمنافس خارجي، وإنما تهديد نظامي طويل الأمد.

من منظور إيراني، التصريحات والاتّهامات (بما في ذلك من الإمام خامنئي نفسه لاحقًا) تؤكّـد وجود إدراك بأن (إسرائيل) تسعى إلى الإطاحة بالنظام، أَو على الأقل إضعافه بشكل كبير.

خطابات القائد