• العنوان:
    باحث لبناني لـ "المسيرة": إعلان المقترح الأمريكي بتقسيم غزة يعكس تخبّطًا أمريكيًا حقيقيًا
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • كلمات مفتاحية:

 خاص| المسيرة نت: أكد مدير مركز الدراسات الأنثرو استراتيجية في لبنان، نضال زهوي، أن الخطة الأمريكية المقترحة منذ أسبوعين لتقسيم قطاع غزة، صاغتها القوات الأمريكية "سيمك سنتر" المتواجدة شمال غزة، وهي قوات مسؤولة عن العلاقات العسكرية – المدنية، حيث قامت باستطلاع آراء الكثير من الصهاينة وآراء قطعان المستوطنين خارج قطاع غزة، قبل أن تعلن الإدارة الأمريكية هذا الاقتراح.

وقال زهوي في حديث لقناة "المسيرة" إن الخطة لن تدخل حيّز التنفيذ في غياب قرار أممي يجيز نشر قوات حفظ سلام بتفويض واضح من الأمم المتحدة، مؤكداً أن أي تحرّك خارج هذا الإطار يفتقر إلى الشرعية الدولية.

وأشار إلى أنّ الخطة الأمريكية لتقسيم قطاع غزة محكوم عليها بالفشل، على غرار مخططات سابقة لم يُكتب لها النجاح، موضحًا أن التقسيم في حال تنفيذه سيحوّل القطاع إلى منطقة مدمّرة تكون تحت سيطرة المقاومة كمنطقة موت لا غير، حيث لا تدخلها مساعدات ولا تتوفر فيها مقوّمات الحياة، وأخرى مُعمَّرة تكون تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الكامل، ولن تكون مأهولة بسكان القطاع الأصليين.

ونبّه إلى أن الخطة الحقيقية تتجاوز مسألة السيطرة على القطاع، إلى ترحيل الفلسطينيين إلى مناطق أخرى ليتمكّن الاحتلال من ضمّها مستقبلاً. مشيرًا إلى أن الخطة تشمل أيضاً تقسيم الضفة الغربية وقضمها منطقة تلو الأخرى.

وتحدث زهوي أن مقترح "السيمك سنتر" الأمريكي يتضمّن الاعتماد على فئات من سكان غزة المناهضين للمقاومة في المناطق التي سيجري تعميرها في القطاع المدمر، إلى جانب مجموعات كانت المقاومة قد حاربتها في وقت سابق، ومنها عصابة أبو شباب، لافتاً إلى أنّ هذه المجموعات تشمل عربًا فلسطينيين لكنهم عملوا ضد أبناء شعبهم، على حد تعبيره.

وفي ما يتعلق بالقوة الدولية المقترحة أمريكيًا، أوضح أن واشنطن لا تستهدف التقسيم بحد ذاته، بل تسعى إلى السيطرة على (غاز غزة البحري)، مضيفاً أن بريطانيا طرحت فكرة المشاركة، لكن لا وجود لموافقة حقيقية حتى الآن.

فيما تبدو المشاركة الفرنسية مرتبطة بالمبادرة العربية للسلام. أما باقي الدول فجميعها تحت الهيمنة الأمريكية، وهي حتى اللحظة لم تؤكد مشاركتها الفعلية في القوة الدولية المزمع إنشاؤها، بما فيها دول قمة شرق آسيا، وأذربيجان التي كانت قد أعلنت استعدادها للمشاركة، إذ تواجه اليوم معوّقات تتعلق بمشروعية العمل العسكري داخل غزة.

زهوي أكد أن كل ما يُطرح حتى الآن أفكار لا ترتقي إلى مستوى القرارات، وأن الأمريكيين وكيان العدو في واد، وباقي العالم في واد آخر.

ولفت إلى أن دولًا عبّرت عن رفضها المشاركة كالأردن، فيما تقف عقبات تشريعية أمام أي مشاركة عراقية، وأضاف أن هذا الإجراء يتطلب قانونًا من مجلس النواب العراقي، وهو أمر غير ممكن حالياً ولا حتى بعد الانتخابات العراقية.

بينما يقف العدو الإسرائيلي أمام تركيا التي أبدت استعدادًا للمشاركة، لأسباب مرتبطة بالملف السوري أكثر من ارتباطها بملف غزة.

وأرجع رفض الأردن المشاركة إلى حساسية ملف الفلسطينيين داخل المملكة، حيث يشكّل الفلسطينيون نصف سكان الأردن، ما قد يؤدي إلى محاولات لإعادة رسم الخريطة الأردنية، وهو ما لن تقبل به عمّان.

وفي المقابل، تشترط مصر وجود شرعية أممية لنشرها أي قوات لها في غزة، عبر قرار من مجلس الأمن يضمن عدم تهجير الفلسطينيين ويُصنّف غزة منطقة مستقلة.

وختم نضال زهوي حديثه للقناة بالقول إن مجرد طرح هذه المقترحات علناً يعكس تخبطاً أمريكياً حقيقياً في إدارة ملف قطاع غزة.


خطابات القائد