كلٌ يموتُ ووحدُهم أحياءُ

حتى المماتُ لهم بهِ استثناءُ

 

الخالدونَ فلا فناءَ يطالُهم

مثلُ الأنامِ لأنهم شُهداءُ

 

جاؤوا إلى الدنيا فكان مجيئهم

متفردٌ عمن إليها جاؤوا

 

أفمن يبيعُ الروحَ للمولى كمن

يحيا بها بين الذنوبِ سواءُ؟

 

لا يستوي محياهمو ومماتهم

هل يستوي من أحسنوا وأساؤوا؟

 

حاشا فهم بذلوا النفوس رخيصةً

لله حين تطاولت أهواءُ

 

يا أيها الإنسان إنك كادحٌ..

ولكل كدحٍ لو عقلت جزاءُ

 

فاعمل لنفسك ما يسرُّكَ فى غدٍ

إن الحياةَ جميعَها بلواءُ

 

ولعل أسمى ما تفوزُ به بها

نيلُ الشهادةِ والعطاءُ عطاءُ

 

لو لم تكن أسمى وسامٍ ما ارتقى

لسمائها الأبطالُ والعظماءُ

 

ولآثروا عيشَ السلامةِ مثل من

خُدعوا بها فطغت بهم أهواءُ

 

لكنهم تركوا الحياةَ بكل ما

فى زيفها وإلى الخلودِ أفاءوا

 

ألقوا بأيديهم إلى منجاتهم

من تهلكات ما لهن وقاءُ

 

فهموا الحقيقة لم تعد دنياهمو

تغري ولا أشياؤها أشياءُ

 

بشريةٌ أجسادهم لكن بها

من نورِ ربكَ نفخةٌ وضياءُ

 

حتى غدو نورًا تفردسَ طينهُ

فبدت عليه جلالةُ وبهاءُ

 

هم معشرٌ متفردٌ إيمانهُ

وهم الكرامُ وأهلهم كرماءُ

 

تتقاصرُ الدنيا أمام عطائهم

وينوء فيه الشعرُ والشعراءُ

 

عرج على ذكرى الشهيد فكم بها

ألقٌ يضوعُ ورونقُ وسناءُ

 

قصصٌ حكايا وابتساماتٌ بها

خلف العيونِ اللامعاتِ صفاءُ

 

فى كل قلب كان ينبض عزة

مجدٌ تعيشُ بفضله وعطاءُ

 

وامرر بقلبك واغترف من فيضهم

فلكل معتبر رؤى وجلاءُ

 

سترى المؤسسَ والرئيسَ وقائدَ

الأركانِ يقعدُ حولُهُ الوزراءُ

 

وترى قوافل يصعدون لربهم

ولهم يقين راسخ وولاءٌ

 

سترى ذوي البأسِ الذين استبسلوا

ضدَ الطغاةِ فشاهت الأعداءُ

 

انظر ترى سر الثبات بشعبنا

فصمودنا نبراسهُ الشهداء

 


خطابات القائد