• العنوان:
    قانون النصر
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    شهدت الأشهر الماضية تجلِّيًا أُسطوريًّا لـ "قانون النصر" الإلهي، الذي لا يُنال بالترقب والتمنّي، بل يُكافأ به "الصادقون العاملون" الواثقون.. فبينما كان شعبنا في اليمن، ملتزمًا بوصية الحق، يزحف كُـلّ جمعة بـ طوفانٍ لا ينحسر إلى ميدان السبعين ومشارق الأرض ومغاربها، ليعلن "التحَرّك العملي لردع العدوّ الإسرائيلي"، كما أكّـد السيد القائد، كانت عواصم التدبير الباهت تنكمش في صقيع التخاذل، وتستسلم لحسابات الجبن والخور.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

هذا التباين السافر هو ما يفسر اليوم حرقة الندم التي تعتصر قلوب من خذلوا قضية الأُمَّــة.

إن المليونية الأسبوعية لم تكن مُجَـرّد مظاهرات، بل كانت عهدَ دمٍ ووفاء، عقدٌ سماويٌّ لا يبرأ، وجهادًا بالقول والفعل، مثلت الحصن المنيع والغطاء الأقوى لقراراتنا السيادية تجاه غزة.

هذا الخروج العظيم أكّـد صدق الموقف اليمني، إيمانًا لا يتزعزع بوعده تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ﴾؛ فكان رعدُ الحقّ الذي اجتاح البحار وقصم ظهر العُدوان، وقطع شريان إمدَاده.

وفي ضوء هذا الفتح المظفّر، يبرز ندم الذين تقاعسوا كـ وشمٍ لا يُمحى على جبين التاريخ، علامة على الخسارة التي لا تُجبر.

لقد باعوا ميزانهم الأخلاقي بثمن الخوف، ففقدوا الشرعية والقيمة.

إنهم يتذكرون قول الإمام علي عليه السلام: "لا يستطيع أن يتخذ الحق صاحبًا من لم يجد نفسه أهلًا له".

 هذا هو جوهر مأساتهم: فقدان الأهلية للجهاد.

لقد تقاعسوا عن نصرة الحق، فخذلهم الحق وباتوا اليوم في زاوية الندم ينتظرون الحكم التاريخي القاسي.

لقد ضاعت عليهم فرصة النفير، كان يمكن أن يُشاركوا فيها ولو بالحد الأدنى الذي لا "يضروه شيئًا"، كما حذر القرآن الكريم في شأن التثاقل عن النفير.

اليوم، يدركون أن الحياد في معركة الوجود هو أسوأ أنواع الانحياز، فـ "لا يلومنّ إلاّ نفسَه من قعد عن نصرة الحقّ".

هذا ما أفرزته المليونيات: فئة ارتقت إلى مجد الانتصار والفخار، وفئة سقطت في وحل الندم والمساءلة.

إن قانون النصر واضح كالشمس في رابعة النهار: ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

وقد نصر الشعب اليمني قضية الحق بصدق وإصرار، فنصره الله نصرًا مبينًا، وبات ندم من قعدوا حكمًا نهائيًّا يسجّل أن اليمن صان القِيَم، وأن الندم سِمةُ من تخاذل.

خطابات القائد