متابعات | المسيرة نت: كشف رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء، طه جران، في حلقة خاصة على قناة المسيرة، ملامح ثلاث سنوات من العمل الميداني المكثّف، ومساراً واضحاً للخدمات التي طالت عشرات الآلاف من أسر الشهداء في كل المحافظات اليمنية.

وأفاد جران أن الهيئة، التي تأسست بقانون عام 2022، بدأت عملها الفعلي في 2023 عبر بناء قاعدة بيانات دقيقة ومسوح ميدانية واسعة، لتجاوز العشوائية وتثبيت منهج مؤسسي يُمكّن من الوصول للفئات الأكثر احتياجاً دون استثناء.

وعلى مستوى الرعاية الاجتماعية، أعلن جران أن الهيئة اليوم تغطي 60 ألف يتيم و17 ألف أرملة و97 ألفاً من الآباء والأمهات، لافتاً إلى أن هذه الرعاية تتم من خلال برامج تمتد شهرياً، وتستند إلى آليات تحقق دقيقة لضمان أن تذهب الإعاشة مباشرة إلى المستحق الفعلي، بعيداً عن أي تداخلات أو ازدواج.

وفي سياق الدعم الإنساني المستدام، تحدّث جران عن برامج إعفاف أبناء وبنات الشهداء، التي أصبحت موسماً سنوياً ثابتاً، مشيراً إلى استمرار الرعاية التعليمية عبر الحقيبة المدرسية لـ41 ألف طالب ومنح دراسية في المدارس الأهلية، مؤكداً مواصلة دعم المسار الجامعي والتقني رغم بعض الإشكالات التي تُحل بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي.


ووصف جران ملف الرعاية الصحية بأنه الأكثر ضغطاً، مع استقبال ما يقارب 200 حالة يومياً بين عمليات وعلاجات وفحوصات، مشيراً إلى تعاون مستشفيات عديدة، لكنه دعا بشكل واضح إلى التزام المنح من قِبل المستشفيات التي لا تزال تفرض رسوماً على أسر الشهيد رغم وجود اتفاقيات.

 ووفقاً لجران، فقد تمكنت الهيئة من تقديم أكثر من 3,000 مساعدة بناء، مع إعطاء أولوية للأسر التي تعيش ظروفاً صعبة أو فقدت المأوى، إضافة إلى تدخلات عاجلة لدعم الإيجارات عبر السلطات المحلية.

وفي خطوة لخلق مصدر دخل مستدام للأسر، كشف جران أن برامج التمكين الاقتصادي وصلت إلى 1,400 أسرة، وشملت مشاريع صغيرة تتناسب مع بيئة كل محافظة، حيث توزعت تلك البرامج بين تربية النحل، والثروة الحيوانية، والزراعة، والمشاريع المنزلية، مؤكداً أن الهدف ليس الاستغناء عن الإعاشة، بل تخفيف الاعتماد عليها تدريجياً.

وحول ملف الأراضي، أوضح رئيس الهيئة أن صرف قطع الأراضي بدأ فعلاً في صنعاء وذمار وإب وريمه، لكن النزاعات والادعاءات القبلية عطّلت استمرار المشروع، ما استدعى تجميده مؤقتاً إلى حين توفر بيئة قانونية واجتماعية مناسبة تضمن الحقوق ولا تفتح باب الفوضى.

وخلص إلى أن رعاية أسر الشهداء ليست موسماً ولا نشاطاً طارئاً، بل مسؤولية وطنية مستمرة تستند إلى توجيهات القيادة وقيم الشهادة، وتستهدف بناء منظومة مستقرة تحفظ لهذه الأسر حقها وكرامتها.

خطابات القائد