• العنوان:
    العدو الصهيوني يسرق آثار الضفة لتزوير التاريخ وسرقة الأرض
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    من شاهد على التاريخ إلى أداة لتزوير الحقائق ووسيلة لفرض السيطرة على الأرض، يواصل العدو الصهيوني منذ أكثر من خمسة عقود حربه الممنهجة على الهوية الفلسطينية، عبر تحويل المواقع الأثرية إلى منصات لطمس الرواية الأصلية وإحلال روايته الزائفة.
  • كلمات مفتاحية:

وفي جريمة جديدة تعكس تصاعد هذا النهج، أصدرت ما تسمى "الإدارة المدنية" التابعة للعدو في أغسطس 2025 أوامر عسكرية تصنّف ثلاثة وستين موقعاً أثرياً في الضفة الغربية كإرث صهيوني، بينها تسعة وخمسون موقعاً في نابلس وحدها، ما يعكس استهدافاً مركّزاً للمناطق الغنية بالتراث الفلسطيني.

ورغم الادعاء بأن مصادرة هذه المواقع تهدف إلى حماية التراث الإنساني، إلا أن الحقائق على الأرض تظهر أن العدو يستخدمها بوابات لسرقة مزيد من الأراضي الفلسطينية، إذ تشمل الخرائط المرفقة بالأوامر العسكرية عشرات الدونمات خارج حدود المواقع الأثرية ذاتها، ما يؤكد أن الهدف الحقيقي هو توسيع البؤر الاستيطانية، وتقطيع أوصال المدن الفلسطينية، وفرض وقائع جديدة تمنع أي تواصل جغرافي بين القرى والبلدات.

وفي السنوات الأخيرة، تصاعدت الاعتداءات الصهيونية على المواقع الأثرية بشكل لافت؛ إذ وثّق الفلسطينيون ثمانية وأربعين اعتداء عام 2023، ومئتين وأربعة وعشرين اعتداء عام 2024، ومئة وأربعة وثمانين اعتداء عام 2025.

هذه الأرقام تعكس مشهداً متسارعاً من محاولات السيطرة، بالتزامن مع توسيع سلطات العدو لصلاحيات ما يسمى "سلطة الآثار" لتشمل كامل الضفة الغربية بذريعة الحماية، عبر حفريات لا يتوقف هدفها عند التنقيب بل يمتد لفرض هوية مزوّرة على الأرض والتاريخ.

ولا يتوقف الأمر عند المؤسسات الرسمية للعدو، إذ تشارك الجامعات العبرية في قيادة حفريات داخل مناطق محتلة، بتمويل ضخم من منظمات إنجيلية ويهودية يصل إلى ملايين الدولارات.

ويبرز مثال مشروع مدينة داود الذي حصل عام ألفين وثلاثة وعشرين على أربعة وعشرين مليون دولار وفق وثائق أمريكية، ما يؤكد حجم التورط الخارجي الداعم لسياسات السرقة والتهويد.

بهذه السياسات، يواصل العدو الصهيوني حربه على الأرض والإنسان والرواية، محاولاً اقتلاع جذور الهوية الفلسطينية، وتحويل آثار الضفة إلى شاهدة على سرديته المختلقة.

ومع كل حجر يُسرق ومعلم يُزوّر، يثبت العدو أنه يخوض مع الفلسطينيين حرب هوية بقدر ما هي حرب أرض، ساعياً بكل أدواته لإثبات هويته المصطنعة وجمع شتاته في ظل انقسام العرب وفرقة المسلمين.


خطابات القائد