• العنوان:
    أبو عزة: واشنطن شريك مباشر في العدوان على غزة رغم ادعاء الضمان للهدنة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    خاص | هاني أحمد علي | المسيرة نت: يواصل العدو الصهيوني خروقاته لوقف العدوان على قطاع غزة، عبر غارات متقطعة واعتداءات متواصلة طالت مناطق عدة، في محاولة واضحة لإفراغ الهدنة من محتواها وتحويلها إلى غطاء لتحركات عسكرية محسوبة.
  • كلمات مفتاحية:

وفي هذا السياق، يؤكد الباحث والكاتب صالح أبو عزة، أن هذه الخروقات تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تكريس واقع جديد تعتبر فيه منظومة الأمن القومي للعدو أن وجود المقاومة، بحد ذاته، تهديد مباشر يبرر استمرار الهجمات.

ويوضح أبو عزة في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الجمعة، أن العدو الصهيوني انتقل بعد السابع من أكتوبر إلى عقيدة أمنية مختلفة، لم تعد تربط العدوان بوجود تهديد عملياتي آنٍ، بل بمجرد امتلاك المقاومة لقدرات عسكرية، لافتاً إلى أن هذه العقيدة جاءت بدعم أمريكي مباشر، عبر تفاهمات واضحة تمنح العدو حرية الحركة العسكرية في غزة ولبنان، بذريعة مواجهة "التهديدات المستمرة".

ويضيف أن اتفاقات وقف إطلاق النار الحالية، سواء في قطاع غزة أو على الجبهة الشمالية، لم تُصَمَّم لإنهاء التصعيد بشكل كامل، بل لتخفيضه إلى مستويات تسمح للعدو بتنفيذ عمليات اغتيال وقصف محدودة متى أراد، وهو ما نشهده في الميدان.

وفي ملف غزة، أشار الباحث إلى أن العدو يحاول استغلال كل دقيقة قبل الانتقال إلى ما يسمّيه "المرحلة الثانية"، وهي مرحلة ما تزال غير محسومة حتى داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية، منوهاً إلى أن زيارة كوشنر الأخيرة للكيان شهدت بحث "خطة بديلة" في حال فشل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، ولهذا، يسرع العدو في تدمير أكبر قدر ممكن من البنية التحتية المدنية والعسكرية داخل المناطق التي يسيطر عليها.

وتفيد تقارير غربية، بينها ما كشفته الـBBC، إلى أن العدو دمّر أكثر من 1500 مبنى خلال شهر واحد فقط في المناطق الواقعة خارج ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، في محاولة لاستثمار الوقت قبل أي انسحاب محتمل إلى خطوط جديدة.

وفي جانب الموقف الأمريكي، يرى أبو عزة أن واشنطن، رغم ادعائها لعب دور "الضامن" للهدنة، هي شريك مباشر في الحرب على غزة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، مبيناً أن الدعم الأمريكي المفتوح يسمح للعدو بتجاهل أي التزامات بوقف إطلاق النار، بينما تستفيد الشركات الأمريكية من استمرار الحرب، كما كشفت ذلك تقارير صحفية غربية عدة.

ويضيف: أما على المستوى الدولي، فقد واجهت الرؤية الأمريكية الصهيونية لإرسال قوات دولية إلى القطاع اعتراضات واسعة، إذ تسعى واشنطن إلى تشكيل قوة بغطاء دولي تعمل عملياً وفق الطلبات الصهيونية، وتتبنى مهمتين رئيسيتين هما، نزع سلاح المقاومة ولو بالاشتباك مع الفلسطينيين، وإغلاق الأنفاق وشلّ قدرات الفصائل، لكن هذه الرؤية اصطدمت بمعارضة روسيا داخل مجلس الأمن، إضافة إلى تحفظات دولية رأت أن مهام القوة "غير واضحة" وتنطوي على مخاطر كبيرة، كما أبدت دول غير مطبّعة، مثل إندونيسيا، استعدادها لإرسال قوات، لكن بشرط أن تكون قوات فصل وحفظ سلام على الحدود فقط، لا قوات اشتباك داخل القطاع.

ويقولالكاتب والباحث، إن ما يسمى خطة السلام الأمريكية ليست إلا عناوين عامة تُستخدم لفرض أمر واقع جديد في غزة، دون توافق دولي أو عربي حقيقي، في ظل غياب دور عربي فاعل عن مسار الحل، موضحاً أن استمرار الخروقات الصهيونية وغياب موقف رادع دولياً أو عربياً يجعل من الهدنة الحالية إطاراً هشاً، يسمح للعدو بمواصلة عدوانه التدريجي على القطاع، في محاولة لاستنزاف المقاومة وتدمير ما تبقى من مقومات الحياة في غزة.


خطابات القائد