• العنوان:
    العدوّ الصهيوني يواصل خروقاته في غزة: شتاء قاسي وتجويع ممنهج
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    محمد الكامل| المسيرة نت: على مدار واحدٍ وثلاثين يومًا من اتفاق وقف العدوان على قطاع غزة، تتواصل خروقات العدوّ الصهيوني بشكلٍ يومي، في مشهدٍ يؤكد تنصّله الكامل من بنود الاتفاق، واستمراره في ممارسة العدوان بأشكاله المتعددة، من القصف وإطلاق النار إلى سياسة الحصار والتجويع الممنهجة، التي تضرب أعماق الحياة الإنسانية في القطاع المنكوب.

وأفادت مراسلة قناة المسيرة في غزة أنّ أصوات الانفجارات لا تكاد تهدأ، إذ تتواصل الاعتداءات الصهيونية بشكلٍ متكرر على طول المناطق الحدودية، خصوصًا على امتداد الخط الأصفر الذي أُنشئ عقب اتفاق وقف العدوان، حيث تتمركز آليات العدوّ ودباباته وتُطلق نيرانها بشكلٍ عشوائي صوب منازل المواطنين والأراضي الزراعية.

وأضافت أنّ قوات الاحتلال تعمد إلى تفجير وحداتٍ سكنية داخل نطاق هذا الخط، فيما تستمر عمليات القنص وإطلاق النار من الأبراج العسكرية باتجاه المدنيين والمزارعين الذين يحاولون الوصول إلى أراضيهم، في انتهاكٍ صارخٍ لكل الأعراف والاتفاقات الإنسانية.

ووفق الاتفاق، كان من المفترض أن يُسمح بدخول ما بين 300 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى قطاع غزة، تشمل الغذاء والدواء والاحتياجات المعيشية الضرورية. غير أنّ العدوّ الصهيوني لم يُدخل سوى كميات محدودة جدًا، ويتحكم بشكلٍ مباشرٍ في أصناف ونوعية المساعدات، فيمنع المواد الغذائية الأساسية كاللحوم والدواجن والألبان والأسماك، ويسمح بدخول سلعٍ ثانوية لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان.

هذه السياسة الممنهجة من التحكم باللقمة تأتي امتدادًا لنهجٍ صهيونيٍّ قديمٍ في استخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين، حيث يحرم الاحتلال أكثر من مليوني إنسانٍ في غزة من حقهم في الغذاء والدواء والحياة الكريمة.

على الصعيد الإنساني، يعيش عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية في خيامٍ مهترئةٍ منذ العدوان الأخير، بعد أن دُمّرت منازلهم بالكامل. وبرغم الوعود بدخول البيوت المتنقلة ومواد الإيواء الأساسية، لم يُدخل الاحتلال الكميات المطلوبة حتى الآن، في سياسةٍ متعمدة تهدف إلى مضاعفة المعاناة مع اقتراب فصل الشتاء.

وتقول المراسلة إنّ هذه الخيام مرّ عليها عامان منذ العدوان السابق، وهي لا تقي سكانها من البرد ولا الأمطار، وسط تفاقمٍ يوميٍّ للأوضاع الإنسانية، وغيابٍ شبه تامّ لأيّ مؤشراتٍ حقيقية على التزام العدوّ بما تم الاتفاق عليه.

إلى جانب المنع الجزئي للمساعدات، يواصل العدوّ فرض قيوده المشدّدة على السلع والبضائع التجارية، ويمنع دخول السلع الأساسية التي تشكّل عصب الحياة اليومية للفلسطينيين.

وتشير التقارير الاقتصادية إلى أنّ الأسواق المحلية في غزة تعاني من نقصٍ حادٍّ في المنتجات الغذائية الضرورية، فيما ترتفع الأسعار بشكلٍ غير مسبوقٍ بسبب القيود الصهيونية المفروضة على المعابر.

رغم مرور أكثر من شهرٍ على اتفاق وقف العدوان، لم تُحرّك المنظمات الدولية ساكنًا أمام ما يجري، واكتفى الوسطاء ببياناتٍ شكليةٍ دون ضغطٍ فعليٍّ على العدوّ الاحتلال الصهيوني للالتزام ببنود الاتفاق.

في المقابل، يعيش سكان القطاع تحت حصارٍ مركّبٍ: خروقاتٌ عسكرية، وانتهاكاتٌ إنسانية، وسياسات تجويعٍ وتدميرٍ ممنهجة، فيما تزداد الأوضاع سوءًا مع كلّ يومٍ جديد.

خطابات القائد