-
العنوان:الاعتماد على الله أَسَاس الثبات: قراءة في واقع الأنظمة العربية
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:من الأقوال الخالدة لأمير المؤمنين الإمام عليٍّ عليه السلام قوله: «مَن اعتمد على الناس ملّ، ومن اعتمد على ماله قلّ، ومن اعتمد على سلطانه زَلّ، ومن اعتمد على الله فلا مَلّ ولا زلَّ ولا قلّ».
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
تأمّلتُ في هذا القولِ البليغِ لأمير البلاغة؛ فوجدتُ فيه تلخيصًا دقيقًا لحال ملوك وزعماء وقادة الأنظمة العربية، وكأنه صنّفهم - بحسب ما اعتمدوا عليه - إلى صنفَينِ:
الصنف الأول: أغلب قادة الأنظمة
العربية، الذين «اعتمدوا على الناس فملّوا، وعلى مالهم فقلّوا، وعلى سلطانهم
فزلّوا».
الصنف الثاني: قادة دول المقاومة، الذين
«اعتمدوا على الله؛ فلا ملّوا ولا زلّوا ولا قلّوا».
وبإسقاط الصنف الأول على واقع الأنظمة
العربية اليوم، يتبين بوضوح أن هذا الوصف يكشف مكامن الخلل في بُناها الدينية
والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
فالمتأمل في واقع بعض تلك الأنظمة
يجد أن بريطانيا كانت السبب في وجود دول عربية لم يكن لها كيان قبل عقود من الزمن،
وهي حتى اليوم تدين بالولاء أولًا لبريطانيا، ثم لأمريكا، ثم للكيان الصهيوني المحتلّ.
لقد امتلكت هذه الدول المال والسلطان،
لكنها لم تستثمرهما لصالح شعوبها أَو لمصلحة الأُمَّــة، بل خدمت مصالح الأعداء.
بل وصل الأمر إلى أن اعتمدت على
حماية قوى خارجية لم تتمكّن من حماية نفسها، فكيف لها أن تحمي غيرها؟
ومن هذه الأنظمة مَن اعتمد على الناس
وعلى أنظمة الغرب، مُزيّنًا حكمه بالمظاهر والشعارات، ومستخدمًا «علماء السلطة» لإصدار
فتاوى تضليلية تُبرّر طاعته المطلقة.
لكنها سَرعانَ ما فقدت ثقةَ شعوبها
حين غاب العدل، وانعدمت العزة والكرامة، فـ «ملّ» الناس منها، وهجروا أوطانهم
هربًا من الذلّ والاستبداد.
وآخرون اعتمدوا على المال، مغترين
بثرواتهم النفطية أَو مواردهم المؤقتة، غير مدركين أن المال وحده لا يبني أوطانا، لا
سِـيَّـما حين يغيب البُوصلة الدينية والقيمية والأخلاقية، ويُوجّه البعض موارده
إلى الترف والمجون.
وهكذا «قلّ» الخيرُ في أرضهم، وهو
نذيرٌ بزوال نعمة البركة.
أما مَن اعتمد على سلطانه وقوته
الأمنية والعسكرية، فقد «زلّ» حين هزّته أزمات داخلية أَو ضغوط خارجية.
فليس السيف وحده كافيًا للحكم إلى الأبد،
ولا القوة كفيلة بالصمود دون رضا الشعوب وولائها.
في المقابل، وفي زمن العواصف
السياسية والتحولات الكبرى، تظهر حقيقة الصنف الثاني: قادة المقاومة، الذين
اعتمدوا على الله فلم يَمِلّوا، واتخذوا القرآن منهجًا فلم يَزِلّوا، واعتمدوا على
أنفسهم فلم يَقِلّوا.
لقد جعلوا من قيم الإيمان، والقرآن، والعدل،
والحقّ أَسَاسًا لنهضتهم.
فبقيت مواقفهم ثابتة رغم العواصف، وغنيةً
ولو قلّ المال، وقويةً ولو ضعف السلطان، وحكيمةً مهما اشتدّت الأزمات.
وقد وازنت المقاومة بين الإيمان
والعمل، وبين الموارد والتخطيط، وبين إعداد العُدّة والتوكل الحقيقي على الله عزّ
وجلّ.
مما سبق، يتبين أن مستقبل الأنظمة
العربية لن يُبنى على تحالفات عابرة، ولا على ثروة أَو سلاح، بل على الاعتماد على
الله، والثقة به، والتوكل عليه، واتِّخاذ المنهج القرآني مبدأً إيمانيًّا وروحيًّا
في مواجهة التحديات.
وبإرادَة الله، وبقيادةٍ حكيمة، تنتشر
ثقافةُ الوعي والقيم والأخلاق والعدل والجهاد والحرية، وهو الطريق الوحيد نحو الاستقرار
الحقيقي، والحياة الكريمة، والعزة التي لا تُوهب بل تُنتزع.
وواقعنا في اليمن، بفضل الله تعالى، ثم بفضل السيد القائد الحكيم - حفظه الله ونصره - خيرُ شاهد ودليل على صدق هذه المعادلة.
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وآخر التطورات والمستجدات 13 جمادى الأولى 1447هـ 04 نوفمبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في استشهاد القائد الجهادي الكبير الفريق الركن محمد عبدالكريم الغماري | 29 ربيع الثاني 1447هـ 21 أكتوبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول المستجدات في قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية 24 ربيع الثاني 1447هـ 16 أكتوبر 2025م
(نص + فيديو) كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول تطورات العدوان على قطاع غزة والذكرى الثانية لطوفان الأقصى 17 ربيع الثاني 1447هـ 09 أكتوبر 2025م
شاهد | تداعيات العمليات اليمنية المناصرة لغزة ما تزال قائمة.. ضربة مزدوجة تهزّ اقتصاد العدو 01-06-1447هـ 21-11-2025م
شاهد | شهيدان في الضفة الغربية المحتلة: العدو الصهيوني مستمر في اعتداءاته على الفلسطينيين دون رادع 01-06-1447هـ 21-11-2025م
المشاهد الكاملة | تخرج دفعات مقاتلة من الكليات العسكرية البرية والبحرية والجوية بالعاصمة صنعاء 20-03-1446هـ 23-09-2024م
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي استهدف هدفا عسكريا مهما في يافا المحتلة. 15-09-2024م 12-03-1446هـ
مناورة عسكرية بعنوان "قادمون في المرحلة الرابعة من التصعيد" لوحدات رمزية من اللواء 11 للمنطقة العسكرية السابعة