• العنوان:
    النظام السعوديّ.. إلى أين؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات -من فوق الطاولة، علنًا وواضحًا، مرارًا وتكرارًا، ليلًا ونهارًا- مطالبةً النظام السعوديّ برفع يده عن اليمن، ورفع الحصار الجائر، ودفع التعويضات عن الدمار الذي تسبّب به على مدى عقد من العدوان، لا يجد هذا المطلب سوى الصمت المُتعمّد، والمكابرة السياسية، والتعامي المتواطئ.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فمن ناحية، يرفض النظام السعوديّ الاعترافَ بمسؤولياته، ويتمسك بسياسة الإنكار والتجاهل، كأن الدمَ اليمني الذي سُفكت منه أنهارٌ لم يكن إلا ماءً عابرًا.

ومن ناحية أُخرى، يقف خلفَه ضغطٌ أمريكي–صهيوني صريحٌ يحول دون أية خطوةٍ قد توحي بالانفصال عن مسار التبعية، أَو حتى التفكير في تسويةٍ عادلةٍ تُنهي معاناة شعبٍ يُعاقب لمُجَـرّد أنه قرّر أن يملك إرادته.

والأدهى من ذلك -وهو ما يكشفُ عن النفاق المزدوج- أن هذا النظامَ، في الوقت نفسه الذي يُطالِب فيه علنًا بالكفّ عن العدوان، يعملُ من تحت الطاولة، وبتنسيقٍ مباشر مع ذات الطرف الأمريكي الذي يدّعي أنه "يضغط" عليه، على ذبحِ اليمن من الداخل: يموّل خلايا الفتنة، ويدعم مشاريع التفتيت، ويزرع عملاءه في مفاصل الدولة؛ سعيًا لزعزعة الأمن والاستقرار، وضرب اللحمة الوطنية من جذورها.

إن هذا السلوك لا يعكس فقط عداءً لأهل اليمن، بل يكشفُ عن عقليةٍ لا ترى في الجوار سوى مصدرٍ للهيمنة أَو التهديد، لا شريكًا في الأمن أَو المصير.

والمؤكّـد أن الزمن لا يعمل لصالح المعتدي.

فكل يومٍ يمرّ على هذا الوضع، وكل شهرٍ يُضافُ إلى سنوات العدوان والخيانة، لا يزيدُ النظام السعوديّ إلا تراكُمًا في أوزاره، وارتفاعًا في فاتورة الحساب التي لن ينجوَ منها، مهما طال أمدُه أَو اغتنى بماله.

فالعدالة، ولو تأخرت، لا تغفل.

والشعوب، ولو صبرت، لا تنسى.

والفاتورة -مهما حاول النظام تأجيلها- آتيةٌ لا محالة.. شاء أم أبى.


خطابات القائد