وبحسب التقرير الأمريكي فقد تضاعفت حالات مقاطعة الجامعات الصهيونية، في أوروبا إلى حد كبير منذ بداية الحرب، حيث لا تزال مستمرة بعد وقف إطلاق نار "هش" تم التوصل إليه الشهر الماضي.

ويقول مسؤولون في جامعات أوروبية إن المقاطعة مبررة بسبب اتهامات لجنة تابعة للأمم المتحدة والعديد من منظمات حقوق الإنسان لـ (إسرائيل)بارتكاب إبادة جماعية في غزة. وتوقع التقرير أن لا تنتهي المقاطعات للكيان الصهيوني في وقت قريب.

في سياق متصل قال راؤول راموس، نائب رئيس جامعة برشلونة، موضحًا سبب إعلان مؤسسته مقاطعة الجامعات والمؤسسات العبرية العام الماضي: "كانت التكنولوجيا من الجامعات الإسرائيلية تُستخدم لقتل الشعب الفلسطيني".

وعزز قرار الجمعية الأوروبية لعلماء الآثار_ الذي اشترط مؤخرا على أكاديميي الكيان المشاركين في اجتماع افتراضي إخفاء هوياتهم_ تأكيد عزلة العدو الإسرائيلي في هذا المجال.

 وعلق دانييل تشاموفيتز، رئيس جامعة بن غوريون الصهيونية في النقب، بحالة من السخط على موقف الجامعات الأوروبية واعتبر التركيز على كيان الاحتلال أمرًا مثيرًا للسخرية.

وبحسب التقرير، تُعدّ هذه المقاطعات مثالاً على تزايد عزلة الكيان دولياً، حيث يؤكد دبلوماسي صهيوني سابق، أن نحو 50 جامعة ومؤسسة وهيئة أكاديمية في أوروبا أنهت تعاونها مع الجامعات العبرية كليًا أو جزئيًا، خلال الحرب.

ونقلت نيويورك تايمز عن تقرير قُدّم إلى برلمان العدو في مايو/أيار، أنه تم جمع أكثر من 700 حالة مقاطعة أكاديمية، شملت وقفًا تامًا للتعاون بين الجامعات، وإنهاء برامج التبادل الطلابي، ورفض تقديم منح بحثية لأكاديميي الكيان المحتل. وقدّر أن عدد هذه الحالات تجاوز الآن 1000 حالة.

وأضاف أن المقاطعة على مستوى المؤسسات تركزت بشكل رئيسي بين الجامعات في بلجيكا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا. حيث تواصل جامعة غنت في بلجيكا، مقاطعتها لجميع الجامعات التابع للعدو الإسرائيلي بعد وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول. كذلك جامعة أمستردام، التي علّقت برنامج تبادل طلابي مع الجامعة العبرية في مارس/آذار، وأعلنت أنها لن تُبرم أي تعاون جديد مع المؤسسات الأكاديمية الصهيونية. فيما قال بوب مونتن، المتحدث باسم الجامعة في رسالة بريد إلكتروني: "لقد خلصت هيئات دولية مستقلة إلى وقوع إبادة جماعية" في غزة. وأضاف: "علاوة على ذلك، هناك إجماع واسع داخل مجتمعنا وخارجه على أن التقاعس أمرٌ لا يُطاق".

هذا وأعرب أكاديميون صهاينة عن قلقهم إزاء إجراءات أخرى تتجاوز المقاطعة. في ظل مطالبات من بعض الدول باستبعاد الكيان من برنامج "هورايزون أوروبا"، وهو برنامج التمويل البحثي الرئيسي للاتحاد الأوروبي، والذي حوّل مليارات اليورو إلى الداخل الإسرائيلي على مدار العقد الماضي.

ونقل تقرير الـ"نيويورك تايمز" عن الأكاديميين اليهود أن المقاطعات كانت مؤلمة بشكل خاص، وأنها بمثابة عقاب لـ(إسرائيل) بعد عدوان السابع من أكتوبر على قطاع غزة.