وقال منصور في تصريحات خاصة للمسيرة إن العالم أجمع، وكل القوانين الدولية، تتفق على أن هذه الأعمال تمثل اعتداءً صريحًا على سيادة اليمن واستهدافًا لمشروعه التحرري، موضحًا أن “تشابك الأدوار بين الموساد الصهيوني وأمريكا وبريطانيا والسعودية في هذه الشبكة يكشف حجم الرعب من اليمن، الذي بات كبيرًا بإيمانه ووطنيته وجهاده، وإلا لما اجتمعت عليه كل هذه القوى”.

وأشار إلى أن “العدو حاول بكل الوسائل أن يُحدث اختراقًا أمنيًا، عبر تمكين عملائه من أحدث الأجهزة والتقنيات، غير أن يقظة الأجهزة الأمنية في صنعاء ووعي القيادة حالت دون تحقيق مآربه”، مضيفًا أن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي عبّر في كلماته عن هذه الحقيقة بجملة تُكتب بماء الذهب: عندما يحوّل الشعب اليمني التحديات إلى فرص، فإن العدوان يتحول إلى وقودٍ للتماسك والتطوير العسكري والأمني.

وأوضح وكيل وزارة الإعلام أن اليمن استطاع أن يحوّل الحصار إلى طاقةٍ متجددة استثمرت فيها طاقات الشعب وإرادته، مؤكداً أن المنظومة الأمنية اليوم لا تقل قوة وذكاء عن المنظومة العسكرية، وأن اليمن يمتلك الآن قدرة رادعة تُمكّنه من حماية سيادته ومصالحه العليا.

وشدّد على أن من ثبت تورطه في شبكات التجسس سيُعاقَب بأقصى العقوبات المنصوص عليها في القانون، “فالمسألة ليست عادية، بل تمس أمن الوطن وكرامة الشهداء”، مضيفاً أن محاسبة الجواسيس رسالة واضحة لكل من تسوّل له نفسه خيانة الوطن أو التآمر على الشعب.

وفي حديثه عن أبعاد القضية الإقليمية، تساءل منصور عن موقف الأنظمة العربية التي تُدار من غرف استخباراتية أمريكية وصهيونية، قائلاً: “هل يمكن أن يكون الأمن الأردني أو المصري غائبًا عن نشاط مخابرات إسرائيلية وأمريكية في أراضيه؟ بالتأكيد لا، وهذه جريمة إضافية”، مضيفًا أن “دخول السعودية على خط هذه الشبكات لم يكن عبثيًا، بل في سياق مساعيها لأن تكون غطاءً للعدو الأمريكي والإسرائيلي في حربه على محور المقاومة”.

وأشار إلى أن ما يجري هو “صراع وجود بين الأمة وأعدائها”، وأن “السعودية ونظامها يجب أن يدركا أن اليمن بلد مختلف، قدّم تضحيات جسيمة، والعشر السنوات الماضية كافية لأن تفهم الرياض أن سياسة العبث والعدوان لن تجدي نفعًا”.

وأضاف منصور أن الشعب اليمني اليوم يقف صفًا واحدًا خلف قيادته الثورية والسياسية، ممثلةً بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والمجلس السياسي الأعلى، والرئيس مهدي المشاط، قائلاً: “نحن نمثل كتلة واحدة من الوعي والإيمان والشجاعة، ومن يتابع الوقفات القبلية من حجة إلى عمران يدرك عمق الوعي الجمعي للشعب اليمني وإيمانه الراسخ بعدالة قضيته”.

وأكد وكيل وزارة الإعلام أن الحصار الاقتصادي المفروض على اليمن يمثل جريمة مركّبة لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية، متابعاً حديثه: “السعودية تمارس حربًا اقتصادية وإعلامية لا تقل فتكًا عن الغارات الجوية، والحرب الإعلامية اليومية في قنواتها وقنوات الإمارات هي وجه آخر من العدوان”.

ودعا منصور إلى أن يكون الحوار مع السعودية حول “الملف اليمني بشكل كلي، لا جزئي”، موضحًا أن اليمن يمتلك كل الأوراق السياسية والإعلامية والقانونية التي تتيح له فرض رؤيته العادلة، وقال: “يجب أن يُغلق هذا الملف الآن لا غدًا، فاليمن ليس بلدًا ضعيفًا أو سهلًا، بل بلد الإيمان والصمود”.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن اليمن جاد في الدفاع عن سيادته وعن كرامة شعبه، وأنه لا يمكن أن يقبل المزيد من العبث أو الخيانة، مشددًا على أن “الخيانة لا تبرَّر، والجواسيس لن يفلتوا من العقاب، وعلى العدوان أن يدرك أن هذا الشعب لا يُهزم، وأن كل محاولات التجسس والحصار لن تزيده إلا صلابة وثباتًا”.