• العنوان:
    كَيان الاحتلال.. بين فشل الصورة وتواطؤ الإعلام
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    ما كان لـطوفان الأقصى أن يهدأ، وما كانت غزة لتُخضع، مهما اشتدّت محاولات الخداع السياسي والإعلامي.. ففي أعقاب اتّفاق وقف إطلاق النار انكشف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني أمام العالم، بلا أقنعة ولا تبريرات.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لم يعد بإمْكَانه الاختباء وراء ذريعة "الدفاع عن النفس"، بعد أن بانت جرائمه على الملأ: جرائم تتجاوز حدود الحرب لتصل إلى إبادة جماعية منهجية ضد المدنيين العُزّل في قطاع غزة.

لقد سقطت أُسطورة "الدولة الديمقراطية"، وانهارت معها تلك الدعايات التي طالما ألصقت وصمة "الإرهاب" بالفصائل الفلسطينية.

فاليوم، بات من الواضح أن الإرهاب الحقيقي ليس في صواريخ المقاومة التي تستهدف قواعد عسكرية، بل في طائرات القصف التي تُسقِط البيوت على رؤوس الأطفال والنساء، وفي حصارٍ جائر يقطع الكهرباء والماء والغذاء عن مليونَي إنسان، ويحول الحياة إلى موتٍ بطيء.

وبعد عقودٍ من الترويج الإعلامي المدروس، يجد الكيان الصهيوني نفسه اليوم في عزلةٍ دوليةٍ أخذةٍ في الاتساع.

حتى أبناؤه، الذين طالما تمتعوا بحصانةٍ ثقافية وسياسية، باتوا يُطردون من المحافل الأكاديمية والفنية، ويُواجَهون برفضٍ شعبيٍّ عارم أينما حلّوا.

ولمّا شعر هذا الكيان بخطر الانهيار الصوري، سارعت أبواقه - في الإعلام الغربي والعربي المطبّع - إلى تحويل الأنظار عن غزة، فكثّـفت التغطية على السودان، وصنعت فوضى إعلامية مصطنعة، لا هدف لها سوى طمس صرخات الأطفال تحت الركام، وطمس جرائم الحرب اليومية.

والنتيجة؟ صمتٌ مطبقٌ عن فلسطين.

القضية المركزية للأُمَّـة تُهمَّش، بل تُحوَّل إلى "قضية ثانوية" في المشهد العربي، في مؤشرٍ صارخ على الانهيار الأخلاقي والسياسي الذي تعانيه كثير من الأنظمة العربية.

لكن وسط هذا السكون المريب، يرتفع صوتٌ لا ينطفئ: صوت اليمن المقاوم.

فالموقف اليمني - شعبيًّا ورسميًّا - ظل ثابتًا، صادقًا، وفاعلًا.

لم يكتفِ بالبيانات، بل ترجم انحيازه للحق إلى مواقف عملية، كسرت جدار الصمت، وأعادت إحياء ضمير الأُمَّــة النائم.

في زمن التواطؤ والتخاذل، يبقى الإسناد اليمني لفلسطين الموقفَ النقيّ الذي لا تشوبه مصلحة، ولا تلوّثه حساباتٌ خاسرة.

إنه موقفٌ يشهد له التاريخ، ويُسجّله المستقبل كشاهدٍ على أن الحق، مهما طال ليله، لا يموت ما دام في قلوبٍ تؤمن به.

خطابات القائد