• العنوان:
    مكانة ترامب بين الشرق والغرب
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    دونالد ترامب مواطن أمريكي من أصولٍ ألمانية، هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية واشتغل في العقارات، وحقّق نجاحاتٍ كبيرة، وأصبح من أثرياء العالم، استطاع اللوبي الصهيوني في أمريكا أن يستغل هذا الثراء وهذه الشخصية لخدمة الصهاينة في العالم؛ فأقنع اللوبي الصهيوني الرأي العام الأمريكي أن ترامب هو المنقذ لأمريكا من الأزمات المالية والاقتصادية التي تعاني منها في مواجهة الصين؛ فانتخبه الأمريكيون رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لم يستفدْ من ولايته الأولى غير الصهاينة، فأعلن أن القدس المحتلّة عاصمة للكيان الصهيوني، وتنازل للكيان عن الجولان السوري، وحقّق له الاتّفاق الإبراهيمي، وألغى الاتّفاق النووي مع إيران؛ ولهذا وصفه نتنياهو بأنه أعظم صديق للكيان الصهيوني، ولم يحقّق للأمريكيين شيئًا باستثناء منع الهجرة، والمليارات التي جلبها من قطر والإمارات والسعوديّة، لذلك لم يكمل ولايته الثانية مباشرة، ثم ترشح مرة أُخرى، وأطلق شعاراتٍ براقة ("أمريكا أولًا" - "لا للحروب في العالم") وأنه سينهي الحرب في أوكرانيا، ويوقف العدوان على غزة خلال أَيَّـام، ويحقّق إنجازاتٍ اقتصادية هائلة في ولايته الثانية، إلا أن ذلك لم يتحقّق، بل ضاعف الأزمات والمشاكل والحروب في كُـلّ منطقة؛ فأعلن حربًا تجارية على العالم وخرج منها خاسرًا، وأعلن حربًا على إيران وخرج منها منكسرًا، وأعلن حربًا على اليمن وخرج منها مهزومًا، واليوم يهدّد كوبا وفنزويلا ونيجيريا وغيرها.

لم يستفد من ولايته الثانية غير الكيان الصهيوني بمنحه الضوء الأخضر ليفعل ما يشاء في لبنان وغزة وغيرها، كُـلّ الدول تعتبره خطرًا على العالم، باستثناء الكيان الصهيوني وبعض دول الخليج الفارسي، الأمريكيون أنفسهم صاروا يعتبرونه تهديدًا لأمريكا نفسها، وقالوها صراحة في أغلب الولايات الأمريكية التي خرجت قبل أَيَّـام قليلة بالملايين تخاطب ترامب نفسه بقولها "لا للملكية"؛ بل إن ولاية نيويورك الأمريكية أهم وأكبر الولايات الأمريكية التي أوصلته إلى الرئاسة وجهت له خلال الأيّام القليلة الماضية صفعة مدوية بترشيحها للديمقراطي المسلم غير الملتزم ممداني عُمدة للمدينة رغم الوعيد والتهديدات الترامبية، والآن يجري الحديث في وسائل الإعلام الأمريكية عن إمْكَانية عزله من الرئاسة في الانتخابات التمهيدية القادمة قبل أن يكمل ولايته الثانية.

دول الخليج والكيان الصهيوني فقط هم من يتمنون أن يظلَّ رئيسًا إلى ما لا نهاية، طبيعي ومنطقي ومفهوم أن يتمنى ذلك الكيان الصهيوني، فقد حقّق له ترامب ما تمناه، لكن أن تتمنى ذلك الإمارات وقطر والسعوديّة وتستقبله هذه الدول ذلك الاستقبال التاريخي المهيب فهذا غير مفهوم، رافقته طائراتهم في الفضاء وكأنه نبي قادم من السماء، واستقبلوه استقبال الفاتحين العظماء، وزغردت له الأطفال والنساء، وفتحت له خزائن الملوك والأمراء.

لم يفعل بنو أمية ولا بنو العباس ولا ملوك الطوائف بأمتهم ما فعله آل سعود وآل زايد وآل خليفة، ومن يعتقد بأن هؤلاء الملوك والأمراء يملكون ذرة من الإسلام أَو العروبة أَو الإنسانية فعليه أن يراجع إسلامه وعروبته وإنسانيته، هؤلاء لم يعودوا يفكرون كما تفكر البشر؛ فالشعب الأمريكي وبقية شعوب العالم ترى ترامب شيطانًا رجيمًا صهيونيًّا مجرمًا، وحكام الخليج يرونه قائدًا عظيمًا، يقود الإنسانية إلى بر الأمان كما ذكر إمام الحرمين.

تولّى عليهم السفهاء والعُمَلاء والجهلاء والخونة، ولا شك أنه الله سيصُبُّ الغضب والسخط والبلاء صبًّا صبًّا، هذا هو واقع العرب والمسلمين اليوم للأسف الشديد، فمن يذيقهم اليوم عذاب الجوع والخوف ليس ترامب أَو نتنياهو، بل محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، كما هو حاصل في فلسطين واليمن وسوريا ولبنان وليبيا والسودان، وبقية الدول العربية والإسلامية سيأتي دورها قريبًا إن لم تستفق شعوب الأُمَّــة من غفلتها، وتعود إلى رشدها سريعًا.

* أمين عام مجلس الشورى

خطابات القائد